تونس وأزمة "المثلية" !

تونس وأزمة
الثلاثاء ١٩ يونيو ٢٠١٨ - ١١:١٦ بتوقيت غرينتش

لقد اثارت قضية المثلية الجنسية جدلا واسعا في المجتمع التونسي المسلم بعد ما اعلن عن تاسيس جمعية واذاعة تروجان لموضوع المثيلة الجنسية وممارسات اعضاءها في المجتمع حيث ادانت الاغلبية الساحقة من الشعب والعلماء والساسة هذه التوجهات واعتبرت هذا السلوك بانه يتعارض مع القيم والتقاليد المجتمع التونسي ومبادي الدين الاسلامي.

العالم - تونس

واثير الجدل بشان قضية المثلية الجنسيه في الاوساط الشعبية والمجتمعية والسياسية عقب بعد صُدر ترخیص بهذا الشان فی عام 2011 فی اجواء ما بعد سقوط النظام التونسي السابق حيث واجه هذا الاجراء رفضا كبيرا لدى شرائح الشعب اليمني والعلماء وكذكك السياسيين خاصه التيارات الاسلاميه.

ويجرّم الفصل 230 من القانون الجزائي التونسي المثلية الجنسية، حيث يعتبر اللواط والمساحقة جريمة يعاقب عليها بالسجن مدّة 3 سنوات".

وأثار حصول الترخيص بشان تشكيل جمعية للمثيلة الجنسية في تونس جدلا كبيرا على صفحات التواصل الاجتماعي.

* تمويل هولندي!

وتمول السفارة الهولندية في تونس المحطة، وبعد الضغط الدولي والقانوني، تحقق الاعتراف رسميا بالمنظمة الأم للمحطة، "منظمة شمس"!!

وبينما دافع بعض الاشخاص وسياسيون عن هذا الامر، فان الاغلبية الساحقة من التونسيين والساسة والتيارات طالبوا بمقاطعة قناة الحوار التونسية التي استضافت احد اعضاءها عقب اصدار الترخيص، قائلين بان هذا الشخص "ينشر الرذيلة في المجتمع التونسي".

واستهجن عدد من المعلقين في البرنامج إسناد الرخصة القانونية لجمعية خاصة بالمثليين في تونس، مؤكدين أن ذلك مخالف للشريعة الإسلامية ومناقضا للطبيعة البشرية.

وتفاعلا مع الضجّة التي أثارها هذا الموضوع، دعا إمام جامع السلام بمدينة صفاقس (الجنوب التونسي)، فتحي الرباعي، في خطبة الجمعة؛ السلطات التونسية لتطبيق ما أسماه "شرع الله وحكمه" في المثليين.

وقال الرباعي إنه يوجد إجماع حول ضرورة إعدام المثليين باعتبارهم مرضى لا جدوى منهم، وأن "اختلاف العلماء كان حول طريقة تنفيذ الإعدام".

وأضاف: "حتى لا أُتهم بالتطرف والتحريض على القتل، الدولة هي التي يجب أن تُنفذ حكم الإعدام في حق الفاعل والمفعول به، وتنفيذ الحكم الإلهي الذي أنزله على قوم لوط".

وانتشرت على صفحات التواصل الإجتماعي في تونس دعوات لمُقاطعة قناة الحوار التونسي التي أثارت هذا الجدل واعتمد مدونون هاشتاج "#قاطع" كعنوان لها.

وشهدت هذه الحملة انضمام سياسيين، حيث كشف عبد اللطيف المكي، عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة، عبر تدوينة له على "فيسبوك"، أنه اعتذر عن تلبية دعوة وجهتها له القناة للحضور في برنامج "7/24".

وعلق حمدي الزواري، عضو مجلس شورى الحركة، حول اعتذار المكي قائلا: "تحية للدكتور عبد اللطيف على هذا الموقف المنسجم مع الدعوات لمقاطعة القناة". ودعا بقية قيادات ‏حركة النهضة و"أحرار و حرائر" ‏تونس للنسج على منواله.

وكشف موقع أديمات المختص في قياس نسب متابعة البرامج التلفزيونية والإذاعية؛ أن نسبة المشاهدة للقناة في ذروة برنامج "لمن يجرؤ فقط"، في الساعة العاشرة ليلا، لم تتعد نسبة 14.3 في المئة، لتحل في المرتبة الثانية خلف القناة الوطنية الأولى، وهو ما يُثبت أن دعوات المُقاطعة نجحت في المس من شعبية القناة التي استحوذت على أعلى نسب المُشاهدة.

كما اشد الجدل وموجة الاستهجان بعدما دافع احد اعضاء الجمعية بوحديد بلهادي عن المثلية على قناة "نسمة" الخاصة وقال "نحن لسنا أقلّية كما يتصوّر البعض، ويجب على مجلس الشعب حمايتنا والنظر إلى قضيتنا العادلة" حسب زعمه ردّ المحامي والناشط الحقوقي أحمد بن حسّانة على مداخلة بهادي قائلا: "إنّ المثلية الجنسية جريمة أركانها واضحة ويعاقب عليها القانون"، لافتا إلى أن "المجتمع يجرّم هذا الفعل بهدف حماية قيمه".

وبينما دافع بعض في الاوساط السياسية والفنية مثل اليساري الطاهر بن حسين، والإعلامي لطفي العماري، والممثلة رأفة عيادي والممثل المسرحي محمد رجا فرحات عن المثلية، استهجنت العديد من شخصيات أخرى مطالب المثليين، من بينها الممثل الشاب أحمد الأندلسي، والفنان الشعبي وليد التونسي، والإعلامي رفيق بوشناق.

وفي هذا السياق اصدر ديوان الإفتاء بالجمهوريّة التّونسيّة عنوانه "بلاغ حول التّرخيص لجمعيّة للمثليّين في تونس" جاء فيها:  "تابع ديوان الإفتاء بالجمهورية التونسية ظهور جمعيّة في تونس مرخص لها تدافع عن"المثليّة الجنسية" وتروّج لهذا الإنحراف الخطير في القيم والأخلاق والطبيعة البشرية عبر وسائل الإعلام، تأسّيا بمجتمعات وصلت فيها دعوى التحرر إلى اضمحلال كل قيمة دينية أو أخلاقية حتى وقع النزول بالجنس البشري إلى مرتبة دون مراتب الإنسان المكرّم في كل الأديان السماوية وفي الإسلام خاصّة.

"وبناء عليه فإن سماحة مفتي الجمهورية يعتبر هذا الأمر انحرافا خطيرا عن السنن الكونية والطبيعية والحكمة من إعمار الكون ومساسا بقيم الإسلام وأخلاق المسلمين ومبادئ المجتمع التونسي العريق الذي ضرب الأمثلة عبر التاريخ لكل شعوب العالم في إعلائه لكرامة الإنسان والتزامه بالاعتدال السلوكي والأخلاقي ونبذه لمظاهر الإنحلال والتنكّر لطبيعة الإنسان التي خلقه الله عليها وجعلها سبحانه فطرة مقدّسة في قوله تعالى "فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون".

"وإن ما يدعو إليه بعض الشواذ ومن ناصرهم على اعتبار أنه تحرر وانعتاق وحداثة إنما هو في حقيقته عودة بالإنسان إلى جاهلية ما قبل التاريخ واسترجاع لسلوكات قوم لوط عليه السلام الذين أخذهم الله بالعذاب جزاء بما كانوا يعملون وقد قال لهم نبيهم لوط "أئنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين".

"وفي هذا يدعو سماحة مفتي الجمهورية الجهات المعنية إلى إعادة النظر في الترخيص لمثل هذه السلوكات الشاذة والمنحرفة والخطيرة التي تتهدد الأجيال القادمة وتقوّض دعائم الإعتدال والوسطية التي نجابه بها براثن التطرّف والإرهاب".

واستمر الجدل وموجة الادانات والرفض الكبير لدى شرائح الشعب التونسي ضد هذه الممارسات المنافية لتعاليم الاسلام في مجتمع اسلامي مثل تونس خاصة بعد ما قامت الجمعية باطلاق اذاعة ممولة من السفارة الهولندية في التونس لترويج سلوكها التي يعتبرها الشعب منافية للتقاليد وقيم المجتمع.

ويوكد الحقوقي منير العش "الرفض المجتمعي الواسع" لهذه الظاهره في تونس" ويقول: "كلما تناولت وسائل الإعلام التونسية موضوع المثلية إلا وتنامى رفض المجتمع لها. رأينا سائق تاكسي في العاصمة يعلق على زجاج سيارته لافتة تمنع ركوب المثليين، وصاحب مطعم يعلق على واجهة محله لافتة تمنع دخولهم".

ويضيف ان الداعية التونسي السلفي بشير بن حسن اعتبر تأسيس إذاعة للمثليين في تونس بأنه "نوع من أنواع الإرهاب" مطالباً السلطات بـ"التصدّي" له "قبل أن تنزل بنا نقمة الله".

ولقد رفضت تونس توصيات مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في عام 2012 بإلغاء العقوبات التي يفرضها القانون التونسي على "جريمتي" إقامة العلاقات الجنسية المثلية، والثلب (الشتم)، لتعارضها مع "طبيعة المجتمع التونسي الذي يدين بالإسلام".

وقال وزير حقوق الإنسان وعضو حركة النهضة الإسلامية أنذاك سمير ديلو إن بلاده رفضت هذه التوصيات لأنها "لا تتلاءم وواقع التشريع الوطني وطبيعة المجتمع التونسي".

محمد امين الجرجاني

6