كواليس لقاء الملك الأردني برئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي

كواليس لقاء الملك الأردني برئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي
الثلاثاء ١٩ يونيو ٢٠١٨ - ١٠:٤٤ بتوقيت غرينتش

استقبل الملك الأردني, رئيس وزراء كيان الإحتلال الإسرائيلي في العاصمة عمان يوم الاثنين 18 يونيو/حزيران الجاري.

العالم - الأردن

لقاء على وقع "صفقة القرن"

ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني انه تم مناقشة "صفقة القرن" في اللقاء الذي جمع يوم أمس (الاثنين -18 يونيو/حزيران الجاري) الملك الأردني وبنيامين نتنياهو بالعاصمة عمان, في ظل الزيارة المرتقبة لفريق المسؤولين المعنيين من الولايات المتحدة إلى المنطقة.

و"صفقة القرن" هي طبخة أميركية والهدف منها توطين الفلسطينيين في وطن بديل وتصفية القضية الفلسطينية كما يري المراقبون، وتؤيدها الرياض وأبوظبي وبعض الدول الأخری، في حين عارضتها عمّان.

* الوضع في القدس محور الاجتماع

وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، عقب لقائه ملك عبد الله الثاني إنه ملتزم بالحفاظ على إجراءات الوضع القائم في الأماكن المقدسة في مدينة القدس المحتلة، في اشارة الى الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة.

كما أكد الملك الأردني في هذا اللقاء المفاجئ علي ضرورة تحقيق تقدم في الملف الفلسطيني استنادا إلى "حل الدولتين"، ووفقا لقرارات الشرعية الدولية و"مبادرة السلام العربية" وبما يقود إلى قيام الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأعلن موقع الديوان الملكي نقلا عن الملك عبد الله أن "الأردن مستمر في القيام بدوره التاريخي في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها.

وصرح الملك الأردني أن مكانة القدس كبيرة عند المسلمين والمسيحيين كما هي بالنسبة لليهود، وهي مفتاح السلام في المنطقة، حيث أكد أن مسألة القدس يجب تسويتها ضمن قضايا الوضع النهائي على أساس حل الدولتين، كون القدس مفتاح تحقيق السلام في المنطقة.

كما بحث الطرفان في هذا اللقاء, عددا من القضايا الثنائية من ضمنها مشروع ناقل البحرين (البحر الأحمر – البحر الميت)، والذي ستنعكس آثاره الايجابية على الأردن والضفة الغربية و الأراضي المحتلة.

واتفق الطرفان على دراسة رفع القيود على الصادرات التجارية مع الضفة الغربية، ما يؤدي الى تعزيز حركة التبادل التجاري (الصادرات والواردات) والاستثماري بين السوقين الأردني والفلسطيني.

* أزمة الأردن والضغوط الخارجية

ويأتي اللقاء المفاجئ بعد اتهامات للسعودية ودول أخرى بتأزيم الوضع في الأردن؛ عقب وقف الدعم الاقتصادي للمملكة الهاشمية، واعتراف الملك الأردني بأن هناك شحّاً في المساعدات المقدّمة للبلاد إثر سياساتها الدولية ومعارضتها لـ"صفقة القرن".

ویری الکثیر من المراقبین أن السعودية والكيان الصهيوني تقفان خلف تصاعد الأحداث والاحتجاجات الأخيرة في الأردن الذي عارض "صفقة القرن".

وفي إطار المشروع الاميركي لتصفية القضية الفلسطينية "صفقة القرن",كان الرئيس الاميركي قد أعلن في ديسمبر/ كانون الأول الماضي اعترافه بالقدس عاصمة للكيان الإحتلال الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.

وصوت أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة في الشهر ذاته بأغلبية كبيرة لصالح مشروع قرار يحث الولايات المتحدة على سحب اعتبار القدس عاصمة للاحتلال "الإسرائيلي".

وأثار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والذي تزامن مع الذكرى الـ 70 لإعلان قيام دولة  الاحتلال (الموافق يوم النكبة)، ردود فعل متباينة على الساحة الدولية.

* الاحتجاجات في الاردن

وكلف الملك عبد الله الثاني قبل أيام عمر الرزاز بتشكيل حكومة جديدة، خلفاً لحكومة هاني الملقي التي قدمت استقالتها مطلع الشهر الجاري، على وقع الاحتجاجات.

ويعيش الأردنيون منذ مطلع 2018، تحت موجة غلاء حاد في أسعار السلع الرئيسة والخدمات، طالت “الخبز”؛ أبرز سلعة شعبية في السوق المحلية.

ونزل آلاف الأردنيين المتضررين من ارتفاع الأسعار إلى الشوارع في الأسابيع الماضية احتجاجًا على سياسات الحكومة الاقتصادية التي يدعمها صندوق النقد الدولي.

* عمر الرزاز: الأردن يتعرض لـ"ضغوط هائلة"

وقال رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز، في 11 يونيو الجاري، إن الأردن يتعرض لضغوط هائلة لتغيير مواقفه الثابتة.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول أردني عن الضغوط التي تمارس على الأردن، نتيجة مواقفه من قضية القدس المحتلة، ورفض بلاده إعلانها عاصمة لدولة الاحتلال. حيث أكد الملك عبد الله أمام تجمع لطلاب الجامعة الأردنية مؤخراً أن "عمّان تتعرض لضغوط شديدة من أجل القبول بصفقة تقضم القدس لصالح "إسرائيل".

* علاقات 'سرية' لإسرائيل مع دول عربية

واعلنت القناة الثانية عشر الإسرائيلية قبل شهرين إن إسرائيل نجحت في إقامة شبكة تحالفات مفاجئة مع عدد من الدول العربية كالمغرب والسعودية، وأوجدت علاقات دافئة مع أوساط وجهات عربية أرادت إلى وقت قريب استهدافها، والإضرار بها.

وأشارت القناة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، وترجمته "عربي21" إلى أن إسرائيل عملت سلسلة علاقات سرية ومعقدة مع من يفترض أنهم "أعداؤها الكبار" بهدف خدمة مصالحها السياسية والعملياتية. 

وأضاف التقرير: "الأردن كانت دولة معادية لإسرائيل من الناحية الرسمية حتى العام 1994، ولكن من تحت الطاولة أقيمت علاقات جد دافئة بينهما، حتى أن إسرائيل ساعدت الأردنيين ضد السوريين في إحدى المراحل التاريخية، مع العلم أنها ليست الدولة الوحيدة المعادية التي ساعدتها إسرائيل". 

هذا وكشف مستشار التراث العالمي في هيئة الثقافة والآثار البحرينية، منير بوشناقي، أن وفدا إسرائيليا سيشارك في مؤتمر دولي تستضيفه البحرين في الفترة من 24 يونيو حتى 4 يوليو 2018.

215