هلسنكي تستضيف بوتين الطامح و ترامب المتذبذب رغم انعدام الثقة

هلسنكي تستضيف بوتين الطامح و ترامب المتذبذب رغم انعدام الثقة
الإثنين ١٦ يوليو ٢٠١٨ - ٠٦:٣٨ بتوقيت غرينتش

يعقد اليوم الاثنين في ضواحي العاصمة الفنلندية هلسنكي، أول اجتماع رسمي بين الرئيسين الأمريكي والروسي، منذ وصول ترامب إلى سدّة الرئاسة في البيت الأبيض قبل أكثر من عام ونصف العام، على الرغم من أن أحد أهم وعود الرئيس الأمريكي الحالي أثناء حملته الانتخابية، كان تحسين العلاقات مع روسيا، التي تدهورت إلى مستوى غير مسبوق في أواخر عهد سلفه باراك أوباما.

ووصل دونالد ترامب مساء الاحد الى هلسنكي عشية القمة التاريخية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والتي يطغى عليها سلفا التحقيق حول تدخل روسي في الانتخابات الاميركية.

وقبل ان يبدأ جولته الاوروبية، توقع ترامب ان تكون هلسنكي حيث سيلتقي بوتين المحطة "الاسهل"، لكن تصريحاته الاخيرة تهدد بنسف الامال بتهدئة بين واشنطن وموسكو.

 وفي مقابلة مع شبكة "سي بي اس" السبت عرضت مقاطع منها الاحد، اعتبر ترامب ان روسيا والاتحاد الاوروبي والصين هي "اعداء" لاسباب مختلفة.

وقال "روسيا هي عدو في بعض الجوانب. الصين عدو اقتصادي، بالطبع هي عدو. لكن هذا لا يعني انهم سيئون، هذا لا يعني شيئا. هذا يعني انهم منافسون".   

 واكد ترامب على تويتر انه "مسرور بلقاء الرئيس (بوتين) " الاثنين، مضيفا "مع الاسف، مهما كانت النتائج التي ساحققها في القمة (...) ساتعرض للانتقاد لدى عودتي عبر القول ان هذا لم يكن كافيا".

        نقاط خلاف

  ويجتمع رئيس الولايات المتحدة ونظيره الروسي بعد نهاية أسبوع "رياضية".

 فترامب مارس الغولف، رياضته المفضلة وفق تعبيره، في منتجعه الفخم الاسكتلندي في تورنبوري، فيما حضر بوتين مساء الاحد المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم 2018 في موسكو.

وفي وقت كانت زيارتا الرئيس الأميركي الخامس والأربعين لبروكسل ولندن عاصفتين اذ انتقد خلالهما بشدة حلفاءه في حلف شمال الأطلسي ولا سيما ألمانيا التي اتهمها بأنها "رهينة" روسيا، فإن نقاط الخلاف بين واشنطن وموسكو كثيرة.

ولم يتوقع خبراء أمريكيون في تصريحات لوسائل إعلام روسية، حدوث "اختراق" في المحادثات، التي ستتناول عددا من المواضيع الشائكة بين موسكو وواشنطن، وأبرزها الوضع في سوريا، والنزاع المسلح في أوكرانيا وإيران، إلا أنهم أشاروا إلى أن السيطرة على الأسلحة تعد  أحد المجالات القليلة التي يمكن للطرفين تحقيق تقدم فيها.

ولا يمكن التقليل من أهمية الاجتماع المباشر بين الزعيمين، لكن اختلاف أهدافهما والظروف المحيطة بهما تصعّب تحقيق اختراقات مهمة، بين بوتين الطامح إلى تأكيد الحضور الدولي لروسيا، وأن تسوية غالبية الملفات ليست ممكنة من دون مشاركتها الفاعلة، وترامب المقبِل على انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، والذي يواجه انتقادات داخلية من المؤسسات الأميركية، وأخرى دولية نتيجة رفعه شعار «أميركا أولاً» وانسحابه من اتفاقات ومعاهدات دولية.

وسيعقد الرئيسان في البدء لقاء ثنائياً مع المترجمين الفوريين فقط في القصر الرئاسي قبل أن ينضم إليهما أعضاء وفديهما على مائدة الغداء.

ويختتم اللقاء بمؤتمر صحافي مشترك قد لا يكون تقليدياً نظراً لميل ترامب للقفز من موضوع إلى آخر، كما قد تصدر عنه ردود فعل متسرعة تجاه الصحافيين.

        علاقات "سيئة جدا"


 عشية القمة، تظاهر ما بين الفين و2500 شخص "دفاعا عن حقوق الانسان" في هلسنكي. وفي مكان غير بعيد من القصر الرئاسي الذي يستضيف القمة، ندد المتظاهرون بسياسة الرئيسين وكتب على احدى اللافتات "ترعيان الحروب لكن اوروبا تدفع الثمن".

 واكدت الاميركية كيرا فورليك (30 عاما) انها غادرت بلادها "للتخلص من" دونالد ترامب، معتبرة ان "ترامب ما كان عليه ان يلتقي بوتين" بعد اتهام 12 عنصرا في الاستخبارات الروسية هذا الاسبوع بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الاميركية.

 هل سيؤدي ترامب في مواجهة فلاديمير بوتين دور زعيم "العالم الحر" ويسائله عن أفعال روسيا ومواقفها؟.

 أم أنه على العكس سيربت على كتف الرئيس الروسي كما فعل مع الصيني شي جينبينغ وحتى مع الكوري الشمالي كيم جونغ أون؟

 وما ستكون عليه استراتيجية رجل الكرملين القوي؟

 بالنسبة الى اتهام عناصر الاستخبارات الروس في التحقيق حول تدخل الكرملين في انتخابات 2016، تعهد ترامب مناقشة الامر في هلسنكي. وقال "ساطرح السؤال بالتاكيد"، مؤكدا انه كان "متشددا مع روسيا اكثر من اي طرف اخر".

 لكن روسيا تنفي أي تدخل، كما تنفي مسؤوليتها في قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا بغاز الأعصاب نوفيشوك في آذار/مارس في سالزبري في جنوب غرب انكلترا.

رسميا، تعتبر موسكو ان ترامب "شريك تفاوضي". واقر مستشار الكرملين الجمعة بان "وضع العلاقات الثنائية سيء جدا وعلينا ان نبدأ بتحسينها مجددا".