رغم أنف أمريكا.. أوروبا واليابان توقعان اتفاقا تجاريا تأريخيا

رغم أنف أمريكا.. أوروبا واليابان توقعان اتفاقا تجاريا تأريخيا
الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٨ - ٠٥:٥٥ بتوقيت غرينتش

في خضم حرب تجارية بين أمريكا و اقتصادات العالم، وقع الاتحاد الأوروبي واليابان في طوكيو اتفاقا طموحا للتبادل الحر يعتبر بمثابة "رسالة قوية" ضد الحمائية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

العالم-أوروبا

وصرح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر في بيان "نحتفل بتوقيع اتفاق تجاري طموح جدا بين اثنين بين أكبر اقتصادات العالم"، وأشادا ب"يوم تاريخي".

وشدد آبي على ان توقيع الاتفاق "يظهر للعالم الارادة السياسية الثابتة لليابان والاتحاد الاوروبي لقيادة العالم كرائدين للتبادل الحر في زمن تنتشر فيه الحمائية".

وعلق توسك "إننا نوجه رسالة واضحة بأننا نقف صفا موحدا بوجه الحمائية"، بينما قال يونكر في السياق نفسه "إننا نظهر أننا أقوى وأفضل موقعا حين نعمل معا"، مضيفا "ليس في الحمائية حماية".

ومن المقرر ان يُحال الاتفاق بحلول نهاية العام أمام البرلمان الاوروبي حتى يدخل حيز التنفيذ في العام 2019 اذا صادق عليه البرلمان الياباني سريعا. وخلافا للاتفاق بين الاتحاد الاوروبي وكندا والذي تعترض عليه ايطاليا حاليا، فاتفاق التبادل الحر ليس بحاجة لمصادقة كل برلمانات الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ليصبح ساريا.

 

أكبر منطقة اقتصادية مفتوحة في العالم

وبحسب التقارير لصندوق النقد الدولي ان الناتج المحلي الداخلي أو"جي دي بي" للولايات المتحدة يبلغ حوالي عشرين تلريون دولار عام2018م، لكن أقتصاد مجموع بلدان الاتحاد الأوروبي مع اليابان اكبر من حجم اقتصاد أميركا. وبهذا الإتفاق أوجد الطرفان أكبر منطقة اقتصادية مفتوحة في العالم.

تفاصيل اتفاق التبادل الحر بين الاتحاد الاوروبي واليابان"جيفتا"

ينص اتفاق التبادل الحر بين الاتحاد الاوروبي واليابان على اقامة منطقة تبادل حر تشمل تقريبا ثلث الناتج المحلي الداخلي في العالم ونحو 600 مليون شخص.

في الجانب الاوروبي، قطاع صناعات الاغذية الزراعية هو الكاسب الكبير اذ ينص الاتفاق على دخول 85% من الاغذية الزراعية للاتحاد الاوروبي الى اسواق اليابان بدون رسوم جمركية لكن مع فترات انتقالية في بعض الاحيان. اما المواد الاخرى مثل لحم الابقار فسيتم فرض رسوم متدنية بالتدريج عليها، بينما لا يشمل الاتفاق الارز وهو منتج يرتدي رمزية عالية بالنسبة الى اليابانيين.

وتتعهد اليابان الاعتراف بأكثر من 200 علامة تجارية على غرار جبنة "روكفور" ولحم "جنبون داردين" البلجيكي و والفودكا البولندية وغيرها والتي تحظى "بنفس الحماية كما في داخل اوروبا".

وكانت المفاوضات معقدة بشكل خاص حول مشتقات الحليب وهو قطاع حساس بالنسبة الى اليابان. ويلغي الاتفاق الرسوم الجمركية المرتفعة جدا على العديد من الاجبان لكن المرحلة الانتقالية يمكن ان تستغرق 15 عاما.

ويحصل اليابانيون في المقابل على وصول حر الى السوق الاوروبية لقطاع صناعة السيارات لكن بعد فترة انتقالية من عدة سنوات.

كما يشمل الاتفاق فصلا حول التنمية المستدامة.

وبحسب الخبراء، ان موقف ترامب "حمل اليابان والاتحاد الاوروبي على تسريع وتيرة المفاوضات". كما يعتقد المحللين ان "طوكيو تقيم علاقات جيدة مع ترامب لكن اليابان في صف الاتحاد الاوروبي في ما يتعلق بالتجارة وتقف ضد أميركا".

واشنطن تطلق أكبر حرب تجارية.. وبكين ترد

جاء الإتفاق الياباني الأوروبي في وقت بدأت بكين قبل أسبوع، تطبيق رسوم جمركية على بعض السلع الأميركية ردا على رسوم فرضتها الولايات المتحدة على واردات سلع صينية بقيمة 34 مليار دولار، وهو الأمر الذي وصفته بكين بـكونه "أكبر حرب تجارية في التاريخ الاقتصادي".

وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان إنها اضطرت للرد، وذلك بعد وقت قصير من انتهاء الموعد النهائي لبدء فرض الرسوم الأميركية.

وبموجب الرد الصيني، ستواجه واردات بقيمة 34 مليار دولار من الولايات المتحدة -تشمل السيارات والمنتجات الزراعية- رسوما جمركية نسبتها 25%.

وقال المتحدث باسم الخارجية لو كانغ خلال إيجاز صحفي يومي في بكين "بعد أن رفعت الولايات المتحدة بشكل غير عادل الرسوم الجمركية أدخلت الصين على الفور الرسوم الجمركية الأعلى على بعض السلع الأميركية حيز التنفيذ".

وقد دخلت الرسوم الأميركية الجديدة حيز التنفيذ، وفُرضت بموجبها رسوم بنسبة 25% (34 مليار دولار) على معدات وإلكترونيات وأجهزة متطورة مصنعة بالصين من بينها سيارات.

وكانت الصين حذرت  قبل ذلك من أن الولايات المتحدة "تفتح النار" على العالم برسومها الجمركية، وقالت إنها لن تطلق "الرصاصة الأولى" ولكنها سترد فور دخول الإجراءات الأميركية حيز التطبيق.

كما سبق للرئيس الأميركي دونالد ترامب والذي شعاره "أميركا أولا" أن هدد بتصعيد النزاع التجاري بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 450 مليار دولار إذا ردت بكين.

 

محمد حسن القوجاني