ماذا تعرف عن أطول خسوف قمري في القرن الـ21؟

ماذا تعرف عن أطول خسوف قمري في القرن الـ21؟
الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٨ - ٠٥:٤٥ بتوقيت غرينتش

يستعد العالم مساء اليوم لمشاهدة أطول خسوف قمري في القرن الـ21 وفرصة رؤية المريخ عن قرب.

العالم - تقارير

سوف يظهر اليوم، الجمعة 27 يوليو، الخسوف القمري في معظم أنحاء أوروبا وآسيا وأستراليا وإفريقيا وجزء من أمريكا الجنوبية، ولن يتمكن سكان شمال ووسط أمريكا من رؤية خسوف القمر في سمائهم، إلا أن الفلكيين سيؤمنون البث المباشر عبر الإنترنت لهذه الظاهرة، بدءا من الساعة السادسة مساء بالتوقيت العالمي الموحد "UTC".

وسيكون العالم العربي خاصة المنطقة الشرقية من أفضل مناطق العالم لمشاهدة الخسوف، حيث سيكون الخسوف مشاهدا بالكامل من هذه المنطقة.

وسيصبح هذا ثاني خسوف قمري كامل لعام 2018، حيث وقع الأول في 31 يناير واستمر لمدة 3 ساعات و23 دقيقة، بينما كانت الفترة الزمنية التي حدث فيها الخسوف الكلي، ساعة و16 دقيقة.

ومن المتوقع أن يستمر الخسوف الكلي الجديد للقمر مدة ساعة و43 دقيقة، وسيستغرق الحدث في الإجمال 4 ساعات، ما يجعله أطول خسوف قمري لهذا القرن.

عند الخسوف تكون الشمس والأرض والقمر على استقامة واحدة وتكون الأرض في المنتصف، وبالتالي يدخل القمر في ظل الأرض وتحجب عنه أشعة الشمس، فلا نعود نراه وقت الخسوف الكلي من الناحية النظرية، أما فعليا فلا يختفي القمر وقت الخسوف الكلي نتيجة انكسار أشعة الشمس عن حواف الأرض بسبب الغلاف الجوي الأرضي، فتتجه هذه الأشعة المنكسرة نحو القمر ويكتسي القمر حينها بألوان زاهية مثل الأصفر أو البرتقالي أو الأحمر، مشيراً إلى أن لون القمر وقت الخسوف الكلي يُعد مؤشرا على مدى نقاء الغلاف الجوي الأرضي، فكلما ازداد التلوث في الغلاف الجوي قلت الأشعة المنكسرة عن طريقه وبالتالي تقل إضاءة القمر وقت الخسوف ويميل لونه إلى الأحمر الداكن أو البني و في أحيان نادرة قد يختفي القمر تماما مثلما حدث في خسوف 09/12/1992 بسبب انفجار بركان بيناتوبو في الفلبين في يونيو 1991م.

ويعرف الخسوف القمري اليوم الجمعة بـ"القمر الدموي" لأنه بينما يكون القمر في الظل، يتحول لونه إلى الأحمر بدلا من أن يختفي في الظلام كما هو متوقع، بسبب تأثير ما يعرف باسم "Rayleigh Scattering"، حيث تتم تصفية طيفي الضوء الأخضر والبنفسجي عبر الغلاف الجوي.

وما يجعل هذا الحدث بارزا بشكل خاص، أن الأرض تمر بين الشمس والمريخ خلال الفترة ما بين شهري يوليو وسبتمبر، وفي 27 يوليو سيكون الكوكب الأحمر في أقرب نقطة إلى سمائنا منذ عام 2003، وهذا يعني أن المراقبين على الأرض سيكون لديهم أيضا أقرب وألمع عرض للكوكب خلال 15 سنة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا القرن سيشهد 225 ظاهرة خسوف للقمر، منها 85 كلية، و6 فقط ستستمر أكثر من ثلاث ساعات، وأطولها سيكون الخسوف الذي سيحدث هذا اليوم.

ظاهرة فلكية أخرى

وبالتوازي مع الخسوف، تحدث اليوم ظاهرة فلكية أخرى، وهي المواجهة الكبرى بين المريخ والشمس، حيث سيقترب الكوكب الأحمر من الأرض ليتغلب في سطوعه على المشتري. وسوف تحدث هذه المواجهة ثانية، في 15 سبتمبر 2035، أي بعد 17 عاما.

ما سبب طول خسوف القمر المتوقع الليلة؟

والسبب في أن هذا الخسوف سيكون بهذا الطول الزمني مشابه لسبب حدوثه في المقام الأول، ألا وهو التوافق التام في الطريقة التي يصطف فيها القمر مع الشمس والأرض.

وسيكون الخسوف هذه المرة طويلا لأن القمر يمر مباشرة عبر مركز ظل الأرض، ولهذا يستغرق وقتا أطول للمرور خلال الظلام، وبالتالي يستمر الخسوف فترة أطول. وبالإضافة إلى ذلك فإن الأرض في هذه الحال أبعد ما تكون تقريبا عن الشمس خلال مدارها، وهذا يجعل الرحلة أطول أيضا، نظرا لأن الزاوية والمسافة تجعل الظل أكبر.

وطول هذا الخسوف يعني أن تأثير العواصف الرعدية المتوقعة مساء اليوم -التي تهدد بإفساد الحدث- قد يكون أقل، وحتى لو كانت السماء تمطر وملبدة بالغيوم لبعض الوقت فمن المحتمل أنك ستتمكن من رصد شيء من الخسوف.

هل سيؤثر الخسوف الكلي للقمر في صحة الناس؟

يؤكد الخبراء على أن ظاهرة خسوف القمر الكلي أو الجزئي، وكذلك كسوف الشمس واستعراض الكواكب (اصطفاف الكواكب في خط واحد) والظواهر الفلكية الأخرى، لا يمكن أن تؤثر في الحالة الصحية للناس أو في المناخ. فالقمر يعكس أشعة الشمس ليس إلا، وما سيحدث هو أنه سيظهر مظلما لا أكثر.

صلاة الخسوف

صلاة الخسوف سنة مؤكدة ثابتة عن النبي صلى الله عليه ويذكِّر المصلين والناس فيها بعظمة الله وقدرته، ويحثهم على الاستغفار والرجوع إليه، والتوبة من الذنوب والمعاصي وفعل الخير، ويحذرهم من الغفلة عنه سبحانه وتعالى. وتصلى وقت حدوث الخسوف إلى انتهائه؛ لأنها مرتبطة بسبب، فإذا فات السبب انتهى وقتها.

كلمات دليلية :