غياب الملك يشغل الأردنيين وإشاعات حول نهاية الملكية في البلاد

غياب الملك يشغل الأردنيين وإشاعات حول نهاية الملكية في البلاد
الأحد ٠٥ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٤:٥٧ بتوقيت غرينتش

لجأت الحكومة في الأردن إلى وسائل الإعلام من أجل مكافحة الشائعات التي انتشرت بالتزامن مع سؤال (أين الملك؟) الذي طرحه الأردنيون وتداولوه على نطاق واسع خلال الأيام الماضية، في الوقت الذي كان فيه الملك في اجازة خاصة خارج البلاد وانتهت مساء يوم الأربعاء الماضي بعودته إلى الأردن قادماً من الولايات المتحدة.

العالم - الأردن

وخلال الأسابيع الماضية تداول الأردنيون سؤالاً واحداً وعلى نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وهو: أين الملك؟ الأمر الذي اضطر الديوان الملكي الهاشمي إلى إصدار بيان يوضح فيه بأن الملك في إجازة خاصة في الولايات المتحدة منذ الحادي والعشرين من حزيران/يونيو الماضي، وانتهت يوم الاربعاء الماضي بعودته إلى عمان، أي أنها استمرت نحو خمسة أسابيع.

وجاء السؤال على شبكات التواصل الاجتماعي متضمناً انتقاداً مبطناً، حيث ربط كثيرون بين الظروف التي تمر بها البلاد، والاحتجاجات التي أطاحت بالحكومة أيار/مايو الماضي، وبين الإجازة الخاصة خارج البلاد التي تلتها مباشرة.

وشنت جهات حكومية، وربما أمنية في الأردن، حملة إعلامية مضادة لسؤال (أين الملك؟) وهي الحملة التي أثارت أيضاً جدلاً على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث نشرت الحكومة أو الديوان الملكي أو الأجهزة الأمنية، إعلانات في الصحف اليومية التقليدية تحت عنوان (أين الملك.. لماذا السؤال؟) وألمحت في حملتها إلى أن السؤال عن الملك وإجازته الخاصة ليس سوى محاولة لـ«تأليب الرأي العام ضده وإثارة الفتنة» كما كان يُراد للقراء أن يفهموا.

وجاء في نص ما مضمونه: (أيها الأردنيون اعتبروا بمصر والعراق وفلسطين/ التشكيك بالجيش والأجهزة الأمنية مؤامرة دنيئة/ شكراً لجلالة الملك الذي لم يخضع لضغوط الرذاذ/ ديدان الأرض وهوس الخارج يدبرون لزعزعة آخر مملكة حُب للعرب/ الصمت مثل الخيانة في أمر الوطن/ صلاحيات الملك في التفويض حق خالص له/ الأردنيات ملكات كلهن بما حققن وأنجزن تحت العباءة الهاشمية).

وأثار هذا الإعلان أيضاً الكثير من الجدل والأسئلة على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث كتب الناشط وليد عليمات معلقاً على هذا الإعلان بالقول: «السحيجة (مصطلح أردني للإشارة إلى الموالين للنظام) هم من يسيئون للنظام من خلال مهاجمة الناس بحجة حبهم وولائهم للملك».

ودفع غياب الملك الطويل إلى ظهور إشاعات في الشارع الأردني دفعت رئيس مجلس الأعيان، فيصل الفايز، للحديث عن سفر الملك، في لقاء عقدته غرفة صناعة إربد مؤخراً، قال فيه «إن المعلومات المتداولة وما يتردد حول سفر الملك وغيابه منذ مدة غير دقيق، وهي مجرد إشاعات تطلق من الخارج، ولا أساس لها من الصحة إطلاقا» منوها إلى أن مصدر هذه الشائعات معروف لدينا.

وأوضح الفايز أن الملك عبد الله الثاني في إجازة خاصة، و«اعتاد منذ فترات طويلة قضاء إجازة خاصة به، وفي كل سنة يقوم بهذا الأمر ويذهب في إجازة لشهر من الزمن».

وكتب الوزير الأسبق محمد داودية مقالاً في صحيفة «الدستور» الأردنية تحت عنوان «أين الملك» قال فيه: «أخذ الملك وقته، الموزع بين الاستجمام وبين الاتصالات الدولية والداخلية؛ لأنه في ذروة الاطمئنان والثقة بالمؤسسات الوطنية كلها، والأهم ثقته بالمواطن الذي لا يقبض الإشاعات المغرضة -على غرار إشاعة إخفاء خبر وفاة الملكة الوالدة-. ويحب المواطن الأردني ملكه، ويدفعه الحرص على الاطمئنان عليه وتتبع أخباره».

وأضاف: «الملك مطمئن إلى صحة وقوة إجراءات مواجهة غدة الفساد الأخيرة. فالمداهمات (على ودنه) والمحاكم منعقدة. البلاد في فقر صحيح، لكنها ليست في خطر، ولو كانت كذلك فلا يغادرها ملكها الهاشمي، بل يعود إليها بلا إبطاء».

ويعطي الدستور الأردني الحق للملك بمغادرة البلاد لمدة تصل إلى أربعة أشهر، إذ تنص الفقرة (ط) من المادة 28 على أنه «إذا اعتزم الملك مغادرة البلاد، يعين قبل مغادرته بإرادة ملكية نائبا له أو هيئة نيابة لممارسة صلاحياته مدة غيابه، وعلى الهيئة أو النائب مراعاة أي شروط قد تشمل عليها تلك الإرادة، وإذا امتد غياب الملك أكثر من أربعة أشهر، ولم يكن مجلس الأمة مجتمعا، فإنه يُدعى حالا للاجتماع لينظر في الأمر».

وكتبت الناشطة لينا الزبن في إطار تداول سؤال (أين الملك؟) قائلة: «أين الملك؟ سؤال يردده الأردنيون. حسب ما هو معروف أنه يقضي إجازته السنوية في هذه الفترة من كل عام. رغم تساؤل الأردنيين ورغم نشر أخبار تخص غياب الملك تقوم بنشرها شلة تعرف عن نفسها بالمعارضة الخارجية دون الاستناد لمصادر موثقة بل لمصدر خيالهم الخصب وقدرتهم العجبية على تأليف القصص والأخبار. لكن الغريب في الأمر هو حالة الصمت من قبل الديوان الملكي آمام هذا التساؤل والأخبار التي يتم نشرها والتي وصلت لمسمع كل أردني وتجاهل تبعات تلك الأخبار.

ما يتم تداوله من أخبار هو أن الملك لن يعود للأردن وهو محتجز تحت الإقامة الجبرية بأمريكا وأن النظام الملكي في الأردن انتهى وجاري العمل على استبداله. وأن عمليات المداهمة التي تتم داخل الأردن تقودها المخابرات الأمريكية كحرب على المخدرات وغسيل الأموال».

وأضافت الزبن في التعليق الذي نشرته على «فيسبوك»: «ما يحصل من أحداث على الساحة المحلية تزامنا مع غياب الملك الذي قارب على الشهرين هيأ التربة الخصبة لترويج الإشاعات وحتى إن كان في إجازة في تلك الظروف تقطع الإجازة على الفور، وآتي الأيام وفق المعطيات والمؤشرات محمل بالمفاجأت».

وكتب الدكتور وجدي المومني معلقاً: «إلى كل القلقين من غياب الملك: لا داعي للقلق، لا تنسَ ان العالم أصبح قرية صغيرة ووسائل الاتصال متوفرة والمعلومات تصله كما لو انه موجود في الأردن، وأبعد نقطة في الكرة الأرضية عن الأردن لا تحتاج إلا لساعات ويكون الإنسان في عمان فلا داعي للقلق، ترامب يدير مصالحه الخليجية والعالمية من بيته. لا تقلق».

تصنيف :