ادلب .. المصالحات،خيار قائم والحسم سيد الموقف 

ادلب .. المصالحات،خيار قائم والحسم سيد الموقف 
السبت ١١ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٨:٣٢ بتوقيت غرينتش

اغلاق ملف الجنوب يعني بالضرورة التوجه نحو إدلب. سياسة النظام السوري وحلفائه خلال الفترة الاخيرة تركزت على القضم ومن ثمّ الدخول في تسويات كما حدث في الغوطة ودرعا. 

العالم - مقالات

ويجمع المراقبون على ان النظام السوري الذي استعاد عافيته بعد سبع سنوات من الحرب الكونية لن يتنازل عن حق إستعادة إدلب وغيرها لسيادته سياسيا ام عسكريا ، وان كانت الأولوية للتسوية السياسية وتقليص عدد المسلحين والحفاظ على سلامة المدنيين. اذن الحسم العسكري سيكون احد الخيارات واقربها نظرا الى ان الجماعات المسلحة التي تتمترس في المحافظة هي من رفضت التسويات في المناطق الاخرى وجددت هذا الموقف خلال الايام الاخيرة  عبر الدعونة الى النفير لقتال النظام السوري .

اذن الخيارات امام الجماعات المسلحة ضيقة جدا فاما الرضوخ للشروط التي ستفرض عليهم وفقا للتوافقات او خيار الابادة من خلال الاقتتال، هذا اذا لم يقللوا من عناء النظام عبر التناحر فيما بينهم وهو امر وارد بل قائم ، وخير دليل على ذلك التصفيات والاغتيالات التي طالبت العديد من قيادات مختلف الفصائل المتناحرة خلال الفترة الاخيرة.

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخروفا اعلنت ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، سيقوم بزيارة رسمية الى تركيا الأسبوع المقبل، حيث سيناقش مع المسؤولين الاتراك القضايا الراهنة على المستوى الدولي والإقليمي وعلى راسها اخر التطورات المتعلقة بسوريا. واذا وضعنا المهلة التي قطعتها موسكو لانقرة حتى انعقاد القمة الرباعية ( روسيا - تركيا - فرنسا - ألمانيا) المزمعة في 7 أيلول/سبتمبر المقبل لـ"حسم" ملف إدلب ، فان السلسلة ستكتمل وتظهر بوادر انهاء الملف في القريب العاجل بعد ان تعرض روسيا رؤيتها الاخيرة للاتراك . 

وهناك من لا يستبعد التزام تركيا بالحياد اذا ما تم التوصل لاتفاقات معينة مع الروس والنظام يضمن المصالح التركية لاسيما في المجال الأمني والاقتصادي بالطبع، او حتى القيام بعملية عسكرية ضد النصرة بمساعدة باقي الفصائل التي تحاول الحفاظ عليها لاستخدامها كورقة ضاغطة في اي مفاوضات سياسية مقبلة.

وما يعزز خيار الحسم بشكل كبير توجه جحافل من الدبابات والجنود والمعدات العسكرية الكبيرة التابعة للجيش السوري و قوات العميد سهيل الحسن الملقب بالنمر الى محافظة ادلب، الامر الذي ينذر بحرب ضروس على الابواب.

 اذن العمليات العسكرية قادمة في ادلب شاء من شاء وابى من ابى، ما لم يعد المسلحون الى رشدهم والتحكم الى العقل لتفادي الانتحار المحتوم. لكن الاحداث السابقة تثبت ان هؤلاء الشرذمة عطلوا العقول على جميع المستويات .

قناة العالم