المغاربية - ملف "الحَرْكى" في الجزائر، عود على بدء- الجزء الثاني

الإثنين ١٣ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:١٣ بتوقيت غرينتش

في الجزء الثاني من برنامج المغاربية سيتطرق الى الجدال بدرجة المعركة التاريخية في الجزائر اليوم بسبب مطالب السلطات الفرنسية السماح لعملائها الذين يعرفون بـ"الحَرْكى" الموجودين على اراضيها التي غادروها مع انتهاء الاستعمار من دون عودة.

اليوم تحمل فرنسا شعار التباكي على الوطن الام تحت مظلة حقوق الانسان للسماح لعملائها بالحلول على ارض خانوا كل قطرة دم كانت تراق في سبيل تحريرها، فقط ليلتقوا كما تقول باريس بمن تبقى لهم من اقارب فيها.

واكدت الاعلامية الجزائرية دلولة حديدان، ان نظرة الجزائريين لا تخرج عن مفهوم ان "الخائن لا وطن له"، وموقفهم ثابت لا ينسى الخائنين الذين وقفوا الى جانب المستعمر وطعنوا الثورة الجزائرية وتفاخروا بوقوفهم الى جانب المستعمرين.

وقالت حديدان: ان المجتمع المدني الجزائري يرفض عودة هؤلاء الخونة تحت اي بند من البنود، الذي يتنافى مع الاحساس الوطني، حيث يعتز الجزائريون بثورتهم  امام المستعمر الفرنسي الذي اخرجه بقوة السلاح وليس بقوة التفاوض.

وعزت حديدان، غايات لفرنسا للدفع لفتح مثل هكذا ملف، خاصة لان الجزائر مقبلة على انتخابات رئاسية الربيع المقبل، لذا وتريد ان تحقق مصالح خاصة بها، واوضحت انه قد مضى نصف قرن على عمر الثورة الجزائرية، وتساءلت: ما الذي ستستفيد منه فرنسا خاصة وان الجيل القديم غالبيتهم قد قضوا ولم يبق غير لقاء الابناء والاحفاد مع اقرانهم.

وقالت حديدان: ان فرنسا ترمي من وراء هذا الامر في حال سمحت الجزائر على هذا الامر المستحيل ووافقت على عودة "الحركى" لزيارة اقاربهم، قد تدفع ايضاً لعودة "الاقدام السوداء" وهم لديهم ممتلكات داخل الجزائر، مشيرة الى ان هذا ما يرمي اليه الفرنسيون حالياً.

من جانبها، اكدت المحامية والباحثة في التاريخ فاطمة الزهراء بن براهم، حول الطلب الفرنسي بعودة "الحركى" الى الجزائر، اكدت ان هذا الطلب عمره ما يكون مقبولاً سواء من قبل الشعب الجزائري او السياسيين لان الجروح مازالت مفتوحة.

وقالت فاطمة الزهراء: ان تسمية "الحركى" يعود الى شخص جزائري فضّل ان يتعامل مع المستعمر الفرنسي وقام بالقتل والتعذيب وحرق اخوانه من اجل ارضاء المستعمرين.

واوضحت، ان الجزائريين لن ينسوا مجازره بحقهم، ووصفت اتباع "الحركى" بالخبثاء، وشككت بالطلب الفرنسي بعودة هؤلاء الى الوطن، مشيرة الى ان فرنسا نفسها لم تضع هؤلاء في مناصب فرنسية لانها لا تثق بهم وقلقة منهم.

بدوره، اكد نائب سابق عن حزب الكرامة محمد الداوي، ان موقف حزب الكرامة الجزائرية متناغم مع سياسة الدولة الجزائرية منذ الاستقلال، ويرفض المطالب الفرنسية بعودة "الحركى" ومن ورائها "الاقدام السوداء" التي خرجت من البلاد مدحورة، لانهم يرون الجزائر بفردوس على الارض، مشيراً الى انه كل يوم تخرج فرنسا بمطالب حقوقية لهؤلاء.

وقال الداوي: ان الجزائريين يرون "الحركى" خونة لوطنهم وشعبهم ودينهم، وهذا حكم تاريخي ولا يمكن ان ينسى، موضحاً ان هذه الفئة جرحت الجزائريين في كرامتهم وفي شهدائهم واموالهم، واعتبر ان العديد من الجهات تتحدث عن انه هناك العديد من افراد الحركى الجزائريون الذين ساعدوا المستعمر ويتحدثون عن ارقام كبيرة جداً، واعتبرها تهويلاً وطعناً بالجزائريين.

وشدد على ان هذا الملف ورائه خلفية سياسية لان هؤلاء "الحركى" الذين حصلوا على الجنسية الفرنسية، قد راهنوا على ان المؤسسات الجزائرية الحياتية ستتوقف عندما غادروا البلاد، وبالتالي خربوا الوطن وغادروا الى ماراء البحر، مشيراً الى ان ممتلكات "الحركى" اصبحت ملكاً للدولة خاصة بعد وجدتها مهدمة.

مزيد التفاصيل في الفيديو اعلاه..

 

ضيوف الحلقة:

الاعلامية الجزائرية دلولة حديدان

المحامية والباحثة في التاريخ فاطمة الزهراء بن براهم

نائب سابق عن حزب الكرامة محمد الداوي