حذار من التغريدات والمطالبة بحقوق الانسان

محاكمات سرية بالسعودية؛أيها المعتقلون تحسسوا رؤوسكم

محاكمات سرية بالسعودية؛أيها المعتقلون تحسسوا رؤوسكم
الخميس ١٦ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٨:٢٨ بتوقيت غرينتش

نقل المعتقلين الى سجن الرياض تمهيداً لمحاكمتهم بطريقة سرية، وابرزهم الداعية السعودي سلمان العودة، ومقتل داعية آخر (سليمان الدويش) داخل السجن قبل ايام، ومطالبة النيابة العامة باعدام بإعدام الناشطة الحقوقية المعتقلة منذ عام 2016 إسراء الغمغام، تفسّر الحملة الشرسة التي يشنها ولي العهد محمد بن سلمان على قدم وسام لقمع اي معارضة داخلية.

العالم - تقارير

وأكد حساب "معتقلي الرأي" على تويتر أن السلطات السعودية شرعت بعقد جلسات سرية لمحاكمة عدد من المعتقلين من المشايخ والشخصيات الإعلامية والأكاديمية في المملكة، معربا عن تخوفه من إصداراها أحكاما جائرة ضدهم.

ولا تزال أسباب حملة الاعتقالات التي بدأت مطلع شهر سبتمبر/ أيلول الماضي غير واضحة، لكن نوعية النشطاء المستهدفين والمنتمين، توحي بأن السلطات قررت التخلص من الدعاة ورجال الدين ذوي الشعبية الجماهيرية، ورغبة محمد بن سلمان في عدم وجود أي معارضة داخلية للإجراءات التي يتخذها.

نجل العودة  يكشف معلومات صادمة

ففي سلسلة تغريدات مفاجئة كشف عبدالله العودة نجل الداعية السعودي المعتقل سلمان العودة، عن قيام جهاز أمن الدولة السعودي بنقل والده من سجن ذهبان السيئ السمعة في جدة إلى سجن الحائر في الرياض بشكل مفاجئ، وتحدث عن محاكمة سرية يتعرض لها والده لا يعرف مكانها ولا تهمته فيها ولا يسمح لأحد فيها بالحضور.

وأكد عبد الله العودة في نهاية تغريداته أن أسرة الشيخ العودة لا تثق بمحاكمات سرية مفاجئة تجري دون تفاصيل ودون حضور محامي ولا حضور منظمات وأطراف مستقلة ولا تهم واضحة.

وفي الوقت الذي لا تزال السلطات السعودية تحتجز الداعية سلمان العودة منذ ما يزيد عن 300 يوم، أكد نجل الشيخ العودة في يوليو الماضي أن والده تعرض خلال هذه المدة للعزل الانفرادي والتضييق والحرمان من النوم لأيام طويلة والتقييد ومعاملة سيئة جداً، وقال: إن "كل ذلك بسبب هذه التغريدة فقط ولا يوجد شيء آخر".

تغريدة اعتبرت تمرداً

وهي التغريدة التي أرفقها عبر حسابه في ذلك الوقت، والتي قال فيها: "ربنا لك الحمد لا تحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم"، لكن تغريدة الداعية السعودي فسرت حينها على أنها دعوة للتأليف بين الحكام الخليجيين بعد أيام من إعلام السعودية والإمارات ومصر والبحرين مقاطعة قطر وفرص حصار عليها من الجو والبحر والبر.

كما كشفت تقارير عدة أن السعودية طالبت المشايخ بتأييد الحصار على قطر، وأن ما غرد بها الداعية العودة بدت وأنها تمرد على أوامر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وفاة داعية تحت التعذيب

أكد ناشطون على مواقع التواصل وفاة الداعية السعودية الشيخ سليمان الدويش -الذي ظل في حالة إخفاء قسري منذ اعتقاله في 22 أبريل/نيسان 2016- تحت التعذيب.

وكتب سلمان بخش "هذا هو الواقع في السعودية، فالرجال إما في السجون أو خارج البلد من ضغط وقمع الحكومة، ومنهم من توفي من التعذيب مثل الشيخ #سليمان_الدويش رحمه الله #عالم_بلا_رجال".

ورأى محمد بن أحمد الخالدي أن وفاة الدويش تنذر "بخطر عظيم يلحق بالمعتقلين وهناك مجموعة من المشايخ في السجون يخشى عليهم القتل تحت أي طائل".

لأول مرة.. المطالبة باعدام ناشطة حقوقية

فيما كشف الناشط الحقوقي السعودي ورئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان علي الدبيسي، عن طلب النيابة العامة ولأول مرة بإعدام الناشطة الحقوقية المعتقلة منذ عام2016 إسراء الغمغام.

وقال "الدبيسي" في حسابه على "تويتر": لأول مرة في تاريخ #السعودية، النيابة العامة تطالب بإعدام مدافعة عن حقوق الإنسان #إسراء_الغمغام المعتقلة منذ 32 شهرا بسبب دفاعها عن المعتقلين ومطالبتها بالحقوق المدنية ومشاركتها في تظاهرات سلمية وتعبيرها عن رأيها في شبكات التواصل".

وأضاف في تدوينة أخرى:" حرمت الناشطة #إسراء_الغمغام من كافة حقوقها القانونية، بعد أن أبقتها في ظروف سيئة وأنتزعت منها أقوال وفق ما تريد.

واوضح الدبيسي أن "المناضلة #إسراء_الغمغام خرجت من بيت اليُتم والفقر وطالبت بحقوقها ودافعت عن المظلومين فرأت نفسها في زنزانة مظلمة وقد يفصل المستبد المتوحش رأسها عن جسدها، لأنها طالبت بحقوق مشروعة".

يشار إلى أن هذا الموقف المتشدد من قبل النيابة العامة تجاه الناشطة الغمغام ربما يحمل في طياته رسالة متعمدة من قبل ولي العهد محمد بن سلمان، وذلك في أعقاب الأزمة المندلعة بين المملكة وكندا بسبب مطالبة الأخيرة الإفراج عن ناشطات حقوق الإنسان.