هل يستطيع البشير تخطي حاجز الدستور للترشح لولاية جديدة؟

هل يستطيع البشير تخطي حاجز الدستور للترشح لولاية جديدة؟
السبت ١٨ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٧:٤٥ بتوقيت غرينتش

يسعى الرئيس السوداني عمر البشير إلى الترشح للإنتخابات الرئاسية المقبلة للمرة الثالثة ولكن الدستور يقف حاجزاً أمامه فهل يستطيع تخطي هذا الحاجز وكيف؟

العالم - السودان 

لا يسمح دستور السودان المؤقت لعام 2005 بأكثر من دورتين رئاسيتين للشخص الواحد، مدة كل دورة خمس سنوات، ولكن عدّل مجلس شورى الحزب المؤتمر الوطني الحاكم يوم 9 أغسطس الحالي المادة 36 من نظامه الأساسي تمهيداً لترشيح البشير للإنتخابات الرئاسية المقررة عام 2020.

ويُعدّ مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم أعلى هيئة حزبية بعد المؤتمر العام ويضم 400 عضو ومن مهامه إنتخاب أعضاء المكتب القيادي للحزب.

بعد تعديل النظام الأساسي للحزب الحاكم يبقى تعديل الدستور الذي ينص في المادة 57 على أن "يكون أجل ولاية رئيس الجمهورية خمس سنوات تبدأ من يوم توليه منصبه ويجوز إعادة إنتخابه لولاية ثانية فحسب".

هل بإمكان البشير تعديل الدستور

وهنا يأتي السؤال: هل بإمكان البشير تعديل الدستور للحفاظ على السلطة؟

الجواب هو أن البشير بالنظر إلى الأغلبية المطلقة التي يمتلكها الحزب الحاكم والأحزاب التابعة له في البرلمان، يمكنه تجاوز حاجز الدستور والترشح للإنتخابات الرئاسية للمرة الثالثة منذ عام 2010.

قضت اللجنة التنسيقية العليا للحوار الوطني الذي أعلنه الرئيس السوداني عام 2013 وإنطلقت فعالياته في أكتوبر 2014، بمنح الأحزاب المشاركة في الحوار نسبة تمثيل 15 بالمئة في البرلمان وتتيح النسبة المحددة إضافة نحو 64 عضواً للبرلمان عن طريق التعيين بواسطة الرئيس عمر البشير ليرتفع عدد أعضائه من 426 إلى 490 عضواً ويحتفظ حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالأغلبية المطلقة في البرلمان رغم الزيادة المذكورة حيث يمتلك 323 مقعداً فيه.

وأنتخب عمر البشير رئيساً للسودان عام 2010 بموجب قواعد الإنتخاب المنصوص عليها في الدستور ثم أعيد إنتخابه عام 2015 لدورة رئاسية تنتهي عام 2020، دون إحتساب فترات حكمه منذ وصوله إلى السلطة في يونيو 1989 بمنصب رئيس مجلس قيادة "ثورة الإنقاذ الوطني"، إثر انقلاب عسكري.

ويُنتظر أن يقوم نواب حزب المؤتمر الوطني الحاكم بتقديم مقترحهم بشأن تعديل الدستور لإلغاء القيود المتعلقة بالمناصب بعد إنتهاء عطلة البرلمان التي تمتد شهرين بين الأول من أغسطس الحالي حتى شهر أكتوبر المقبل.

هذا وكان الرئيس عمر البشير البالغ من العمر 74 عاماً قد أعلن سابقاً بصورة متكررة أنه لن يترشح لأي من الإنتخابات المقبلة.

أحزاب المعارضة ترفض بقاء البشير في السلطة

بدورها، رفضت أحزاب المعارضة والحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة في ولايات دارفور الخمس وولاية جنوب كردفان وولاية النيل الأزرق، بقاء عمر البشير في السلطة وأعلنت مقاطعتها للإنتخابات المقبلة.

وفي هذا الصدد، إتهم "بكري يوسف" المتحدث بإسم تحالف أحزاب المعارضة السودانية في حواره مع صحيفة ميدل إيست آي، عمر البشير بـ "الإستبداد والحصول على فترة سلطة لا نهائية"، قائلاً : خطة البشير الحقيقية هي "تمهيد الطريق لنفسه مرة أخرى".

وحزب "المؤتمر الشعبي" الذي أسسه حسن الترابي وحزب "الإصلاح الآن" الذي يرأسه المستشار السابق للبشير غازي صلاح الدين، كلاهما كانا قد إنشقّا عن الحزب الحاكم عام 2016 وأعلنا أنهما سيعارضان البشير في عام 2020 إن سعى لإعادة الترشح.

لا لتعديل الدستور، لترشيح البشير

عنوان حملة يقودها تيار "سودان المستقبل" وهو تيار سياسي ليبرالي في السودان تهدف إلى قطع الطريق أمام إعادة ترشيح عمر البشير لفترة رئاسية جديدة في انتخابات 2020.

تيار "سودان المستقبل" يدعو في حملته إلى جمع مليون توقيع لمنع هذه الخطوة في حال أقدم عليها حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان.

رئيس الحملة إبراهيم النجيب يقول إنهم يسعون لجمع مليون توقيع خلال شهر، لتكوين "كتلة حرجة من المواطنين الداعمين للتغيير في السودان".

ويعتزم تيار "سودان المستقبل" خوص الانتخابات الرئاسية المقبله عبر مرشحه عادل عبد العاطي.​

وقال التيار في بيان إن "الغرض ليس الوصول للانتخابات بل تحويلها لعملية مقاومة وقيادة الرأي العام والشعب تجاه قضاياه المعاشة، بعد 29 عاما من حكم الفرد".

لكن أحزابا سياسية موالية للبشير ترى أنه يحق له رسميا الترشح في عام 2020، في حال صادق البرلمان على تعديل قانون الانتخابات وتحديدا "المادة 26" التي تحدد الدورة الزمنية للرئاسة بفترتين.