مع الحدث - إدلب، ومسؤولية انقرة تجاه التنظيمات الارهابية - الجزء الاول

الأحد ١٦ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٤٧ بتوقيت غرينتش

كيف تجمع تركيا بين ابقاء الوضع في ادلب كما هو واخلائه من الارهابيين؟ ماذا يتوقع من لقاء بوتين واردوغان بهذا الشأن مع اصرار موسكو على اقتلاعهم؟

هل أعدت تركيا لمعركة طويلة من خلال تعزيز مواقعها العسكرية داخل ادلب؟ ما السيناريوهات الاقرب للتطبيق في حال فشل أنقرة بالتخلص من الارهابيين؟

واكدت الخبيرة بالشؤون التركية هدى رزق، ان المهام الاساسية الموكلة الى تركيا كانت ضرورة التخلص من المعارضة المتطرفة ومحاولة ضم بعض المتطرفين الى المعارضة المعتدلة، باعتبار ان هنالك معارضة متطرفة واخرى معتدلة، حسب تعبير انقرة.

وقالت رزق في حوار مع العالم في برنامج "مع الحدث": بعد ان فشلت تركيا في ان تضم هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) واخواتها الى ما تسميه المعارضة المعتدلة - اي الذين يلتزمون بقرارات أنقرة- وضعتها على لائحة الارهاب ووصفتها بالمجموعات الارهابية.

واوضحت رزق، ان تركيا قالت اذا كان هناك معركة في ادلب، فلتكن ضد هؤلاء (هيئة تحرير الشام- النصرة سابقاً)، دون المساس ما تسمى بالمعارضة المعتدلة، معتبرة ان هذا ما يعرقل العملية العسكرية في ادلب، لانه لا يمكن استهداف مجموعات دون اخرى.

واكدت، ان أنقرة وضعت القوات السورية وموسكو في مكان حرج جداً، عندما قالت ان التخلص من هؤلاء شرعي، ولكن هناك مسألة انسانية، رغم انه من مسؤولية الرئيس التركي رجب طيب اردوغان طبقاً لاتفاق استانا اخراج المسلحين من ادلب ولكنه لم يفعل وفشل في هذا الامر.

وحول تعزيز انقرة من مواقعها العسكرية داخل ادلب، فيما تصر موسكو على تنفيذ عملية عسكرية في حال اخفاق اردوغان بتحمل مسؤولياته، اكد الدبلوماسي الروسي السابق فيتشسسلاف موتوزوف، ان هناك احتمالين لتفسير الموقف التركي، الاول: ان اردوغان يحاول ان يضبط الامور ويحدد الحدود وينسق بين المجموعات الموالية لتركيا والمجموعات المسلحة التي يعتبرها المجتمع الدولي منظمات ارهابية.

وقال موتوزوف: ان الامر الثاني هو التخوف التركي من تعرض امنهم القومي للخطر في حال فرار عشرات الالاف من الارهابيين الذين اتوا من كل انحاء العالم، من ادلب الى تركيا مشيراً الى ان هذا ما يثير قلقاً تركياً واوروبياً، رغم ان انقرة مازالت تنسق ولها علاقات مع المنظمات الارهابية كالنصرة وداعش وغيرها.

بدوره، اكد الكاتب والمحلل السياسي غسان يوسف، ان العملية العسكرية لتحرير ادلب تواجه تعقيدات بسبب الموقف التركي الداعم للمجموعات المسلحة الارهابية التي عبرت الاراضي التركية الى سوريا، مشيراً الى انه بفضل هذه الطريقة التي استمرت بشكل منظم استطاع الارهابيون خلالها من الدخول الى ادلب.

وقال يوسف: ان الكثير من هؤلاء الارهابيين متواجدين في ادلب امثال ما يسمى بـ "حراس الدين العرب" واجناد القوقاز من منطقة القوقاز والايغور الذي اتوا من الصين، لافتاً الى ان وسائل الاعلام العالمية تغض الطرف عن تواجد هؤلاء الاجانب الارهابيين ولا تتكلم الا عن المدنيين، وكأن ادلب اصبحت كلها مدنيين على الرغم من انها تسمى تورا بورا.

 ورأى ان الكثير من المواقف التركية والاوروبية التي تصدر سببه هو الخوف من فرار الكثير من الارهابيين الى اوروبا في حال اقدام اردوغان بفتح الحدود لعبور ما يسمى اللاجئين، مؤكداً ان هذا ما عبر عنه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من الخشية بتشتيت الارهابيين في اوروبا، ولهذا ادعى قائلا: "في حال قامت الدولة السورية بضرب ادلب فسيحدث حمام دم وهذه كارثة بشرية".

واوضح يوسف، كما ان لودريان لم يذكر اي تفاصيل كيف يمكن التخلص من هذه المجموعات الارهابية، والسبب هو ان هذه الدول الاوروبية كانت منخرطة في الحرب على سوريا، وكلها كانت تقوم بجلب الارهابيين ليحاربوا الدولة السورية.

ولفت الى الذكاء السوري الروسي الذي جمّع هؤلاء الارهابيين على الحدود التركية الاطلسية، واكد ان الارهابيين اصبحوا يخيفون الدول الاوروبية اكثر مما يخيفون الدولة السورية.

تابعوا الفيديو اعلاه لمتابعة المزيد من التفاصيل..

 

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:

https://www.alalam.ir/news/3781936