ترامب يتاجر بدم "خاشقجي".. تصفیته "مسألة فيها نظر"!!

ترامب يتاجر بدم
السبت ٢٠ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٩:٠٨ بتوقيت غرينتش

يبدو ان جريمة اعدام الاعلامي السعودي جمال خاشقجي وتمزيق جثته ستقلم ليس اظافر الرئيس الاميركي دونالد ترامب فحسب وانما ربما حتى ولي العهد محمد بن سلمان هذا ان خرج من اتهامات تورطه بالجريمة "زي الشعرة من العجين" كما يقول المثل الشعبي.

العالم - تقارير

فهل بامكان الادارة الاميركية برئاسة ترامب تبرئة السعودية من دم خاشقجي، وسط موجة غضب عاصفة بدأت من عقر داره "الكونغرس" وامتدت الى العالم الخارجي، نتيجة موقفه المتسامح مع حكام آل سعود؟!

حتى يواصل ترامب ابتزاز السعودية وحلب "البقرة الحلوب" واصراره على عدم قطع صفقات الاسلحة المليارية من السعودية، اعتبر أن الرواية السعودية جديرة بالثقة في أول رد فعل له بعد الاعتراف الرسمي السعودي بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها في اسطنبول، زاعمة ان التحقيقات مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية والبالغ عددهم حتى الآن (18) شخصا جميعهم من الجنسية السعودية.

يبدو ان هذا السيناريو مناسب لترامب بشأن ما اعلنته السعودية حول ملابسات مقتل خاشقجي، الذي دافع عن الرواية السعودية وبرر ان القيادة السعودية لم تكذب عليه!! وان هناك تحقيقات مازالت جارية ووجود ثلاث اطراف مشاركة بالتحقيق.

اعضاء الكونغرس يشككون.. فماذا قالوا:

لكن بالطبع موقفه هذا اتسم بالتناقض مع موقف عدد من المشرعين الأمريكيين في الكونغرس من القضية، الذين عبروا عن تشككهم في تفسير المدعي العام السعودي، بأن معركة اندلعت بين خاشقجي والأشخاص الذين التقوا به عندما دخل إلى القنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2 أكتوبر، وأن المشاجرة أدت إلى مقتله، ووجهوا اصابع الاتهام نحو محمد بن سلمان. واكدوا ان ترامب لم يبذل جهداً بهذا المجال.

فقد كتب السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الحليف الوثيق لترامب، والذي انتقد بشدة السعودية بعد اختفاء خاشقجي، على حسابه في موقع تويتر: "القول بأنني متشكك في الرواية السعودية الجديدة حول خاشقجي هو قول غير كاف".

وأضاف غراهام: "في البداية قيل لنا إن خاشقجي يفترض أنه ترك القنصلية وغادرها. وكان هناك إنكار شامل لأي تورط سعودي. والآن يزعمون أن معركة نشبت وقتل في القنصلية، وكل ذلك دون علم ولي العهد السعودي!".

وقال السيناتور الديمقراطي الأمريكي كريس ميرفي، الجمعة، إن السعودية "تكذب على العالم منذ أسبوعين، بأن قالت أن جمال خاشقجي حي، في حين أنها كانت تعرف طول هذا الوقت أنه ميت". 

وأضاف ميرفي بصفحته بموقع "تويتر" أن التفسير السعودي الجديد "مناف للعقل"، وأن بوصلتنا الاخلاقية "ستتوه اذا لم نتخذ اجراء حيال ذلك".

بدوره قال النائب الديموقراطي البارز في لجنة الاستخبارات آدم شيف إن "الزعم بأن خاشقجي قتل خلال شجار مع 15 شخصاً أرسلتهم السعودية لا يتمتع بمصداقية على الإطلاق".  وقال: "يجب محاسبة السعودية و ان امتنعت الادارة عن قيادة جهود المحاسبة ينبغي على الكونغرس ان يقود".

أما النائب الجمهوري مايك كوفمان فقد طالب الرئيس الأميركي باستدعاء القائم بأعمال السفارة الأميريكية في الرياض بشكل فوري.  وقال إنه على المجتمع الدولي أن "يدين استخدام المنشآت الدبلوماسية كغرف تعذيب من قبل دول مارقة".

من جهته قال السيناتور الأمريكي بوب كوركر إن رواية السعودية حول خاشقجي تتبدل يوميا ولا نفترض أن روايتهم الأخيرة ذات مصداقية.

ويملك أعضاء الكونغرس سلطة منع مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى السعودية. وقال ترامب الأسبوع الماضي إنه لا يرى أي سبب لقطع مبيعات الأسلحة إلى السعودية ردا على اختفاء خاشقجي.

تفسير الاعدام غير معقول!!

وفي رد صاعق على الاعتراف السعودي، أكدت مقررة ​الأمم المتحدة​ الخاصة بحالات الإعدام خارج القضاء أن "تفسير ​السعودية​ للإعدام التعسفي للصحفي ​جمال خاشقجي​ غير معقول".

وأشارت المقررة الى انه "لا يجب على أي حكومة قبول التفسير السعودي أو قبول أنها تقوم بالتحقيق في الأمر"، مشددةً على "اننا بحاجة إلى تحقيق جدير بالثقة ونزيه وشفاف لتحديد قتلة خاشقجي والعقل المدبر".

بدوره أبدى أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش "انزعاجه الشديد" إثر تبلّغه بمقتل خاشقجي بعدما أكّدت الرياض أنّه قُتل داخل قنصلية السعودية في إسطنبول يوم دخوله إليها، وطالب بإجراء تحقيق سريع ومعمّق وشفّاف بظروف قتل الصحافي السعودي.

رئيس الاستخبارات البريطانية يفجر مفاجأة!!

قال الرئيس السابق للاستخبارات البريطانية الخارجية (إم أي 6) جون ساورز إن جميع الأدلة في قضية اختفاء جمال خاشقجي تشير إلى أنه قتل بأوامر من أفراد مقربين من ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان.

وقال ساورز في مقابلة مع بي بي سي: إنه يعتقد أن محمد لم يكن ليتصرف هكذا من دون أن تكون لديه قناعة بحصوله على "إذن" مسبق من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال ساورز: أعتقد أن الرئيس ترامب وفريق إدراته أدركوا الآن خطورة أن يكون هناك أشخاص يتصرفون بإحساس أنهم فوق المساءلة بسبب علاقتهم بالولايات المتحدة.

ليس غريباً على ترامب ان يمارس استهتارا استعراضيا بالعدالة، ومن المعروف انه اذا اعترف الجاني بالجريمة هناك قوانين تحكم بتقديمه للمحاكمة، ولكن ترامب اين ما تدور مصالحه يجد له مسوغ لتمرير صفقاته.

*اقبال عبدالرسول عباس