شاهد بالفيديو..

هرولة التطبيع مع الكيان الاسرائيلي والعراب السعودي

الجمعة ٢٦ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٠:٣٢ بتوقيت غرينتش

قال الخبير في الشؤون الاقليمية حسن شقير مساء امس الجمعة، حول زيارة رئيس وزراء حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى سلطنة عمان، ان الزيارة هذه لم تكن اعتباطية وليست مفاجئة انما المفاجأة كانت في سلطنة عمان ليس غيرها من الدول.

العالم - فلسطين المحتلة

وأوضح شقير لبرنامج بانوراما على قناة العالم الاخبارية، ان عمان كانت تلعب دور الوسيط دائما في بعض النزاعات التي قد تحدث وقد شاهدنا دورها في الملف النووي الايراني وغيره. لذلك هذه هي المفاجأة عندما اتحدث عن المسار الاستراتيجي التطبيعي الذي "للاسف الشديد" انتهجته دول الخليج (الفارسي).

واضاف عندما نتحدث عن عمان نتحدث لأن هناك مجموعة كبيرة من الزيارات حدثت مع عمان منذ اوسلو مع رابين وشمعون بيريز ولقاءات مع تسيبي ليفني واليوم تتوج هذه الزيارة مع رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتابع شقير قائلا: للاسف الشديد هذه الزيارة  التطبيعيىة هي اخطر مراحل التطبيع التي تتم في العالم العربي وتحديدا على الصعيد الخليجي، وكنا حذرنا منذ اكثر من اربع سنوات بان مسار التطبيع الجديد هو تطبيع ثقافي وشعبي، يعني تخلت "اسرائيل" عن التطبيع مع راس الهرم (ان صح التعبير) التطبيع مع مصر وكامب ديفيد والتطبيع مع الاردن في وادي عربة والسلطة الفلسطينية، الذي لم يجر وراءه تطبيعا شعبيا، عندما بدأ لتطبيع معاكسا بدأت الخطورة هنا وهذا الذي نشهده هذه الزيارة التي اتت اليوم لنتنياهو الى عمان تتوج تطبيعا شعبيا مع الاسف الشديد وثقافي واستخباراتي وغيره طالما تحدثت عنه وسائل الاعلام  واُبرز الى العلن ولم يبق في السر.

وقال شقير، كنا نقول و"دائما نُلام على ما نقول"، ان هذه الدول هي دول وظيفية، بمعنى ان هذا التطبيع يأتي بشكل مجاني ولم تحقق الدول العربية من خلاله اي انجاز لناحية القضية الفلسطينية فهذا مؤسف جدا، لذلك نقول ان فكرة التطبيع التي انطلقت هي فكرة خطيرة جدا كون ان القضية الفلسطينية لم تعد هي الاساس، نتنياهو كانت دائما لديه فكرة، كان خلافه مع اوباما (الرئيس الاميركي السابق) ان التطبيع مع العالم العربي هو الذي يجب ان يسبق حل القضية الفلسطينية، وأعتقد ان هذه النقطة تحديدا يراد منها اكمال او استكمال (ما تسمى بـ"صفقة القرن") التي يراد منها التطبيع مع ما يسمى بالعالم العربي وبالخصوص الخليجي منه لكي تحاصر القضية الفلسطينية وتفرض الشروط الاميركية والصهيونية على فلسطين بعد ان يكون هذا المسار  قد اكتمل.

واضاف شقير، ان السعودية هي الدولة الكبرى في دول الخليج (الفارسي) لذلك نقول ان السعودية هي التي بادرت الى هذا النوع من التطبيع الذي اتحدث عنه، التطبيع الثقافي والتطبيع الامني والاستخباراتي وغيره، ووسائل الاعلام ضجت بهذا الموضوع حول هذا النوع من التطبيع وحذرنا منه مرارا وتكرارا بان هذا التطبيع الذي يراد منه سلخ القضية الفلسطينية من عقول الناس وسلخها كحجر عثرة عن طريق التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وتابع قائلا، السعودية تتحمل المسؤولية الكبرى مما يحدث اليوم من تطبيع في الخليج (الفارسي) باعتبار انها تعتبر نفسها زعيمة الخليج (الفارسي) وربما تعتقد انها زعيمة العالم الاسلامي من خلال الرمزية التي تتمتع بها.

وختم شقير حديثه بالقول: ان السعودية دولة بحد ذاتها تنفذ ما يطلب منها استراتيجيا من الولايات المتحدة الاميركية وهي تقوم اليوم بتسديد فواتير لنتنياهو وان هذا التطبيع لم يحدث مع ترامب (الرئيس الاميركي) انما حدث من قبل مع اوباما، لذلك فان هذا المسار تستكمله السعودية وتلتحق بها باقي الدول الخليجية.