من طهران: تداعيات الحظر الامريكي على ايران +فيديو

الأحد ٠٤ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٥٥ بتوقيت غرينتش

استضاف برنامج "من طهران" رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى الاسلامي الايراني محمد رضا بور ابراهيمي وسلط الضوء على اخر المستجدات حول الحظر الاميركي على الاقتصاد الايراني وتداعياته، وفيما يلي نستعرض ما تضمنه الحوار مع السيد بور ابراهيمي:

العالم-مراسلون

س – قال ترامب في بيانه الذي اصدره قبل يومين ان هناك عقوبات اخرى تنتظر ايران وسيعلن عنها قريبا، هل حقا تبقى شيء من العقوبات لكي يفرضه ترامب على الشعب الايراني؟

ج - الجمهورية الاسلامية لديها تجربة طويلة مع ادبيات الحظر خلال العقود الاربعة الماضية ، ومع الاجراءات التي تبنتها الجبهة الاستكبارية ضد ايران بزعمة اميركا.

وتقريبا منذ بداية الثورة الاسلامية شهدنا العديد من انواع الحظر الاقتصادي على ايران من قبل اميركا، وهذا ليس بالشيء الجديد على شعبنا وبلادنا.

وفي عام 2011 و2012 في الحكومة التاسعة والعاشرة اعلن الاميركيون بان هذا الحظر الاقتصادي سوف يشل ايران وهو من اصعب انواع الحظر الاقتصادي، لكننا رأينا كيف ان الجمهورية الاسلامية استمرت في مسيرها، والان اعلن الاميركيون انهم سوف يطبقون حظرا جديدا، ونحن نعتقد ان ما طبقوه لم يكن فيه اي  شيئ جديد، وليس هناك اي شيء جديد ضد الجمهورية الاسلامية، والاميركيون قاموا بتطبيق كل ما استطاعوا تطبيقه للضغط على ايران.

والان هناك بعض الاسماء الذين وضعوها في القائمة الحظر، نحن نعتقد انه هناك تكرار للمواضيع السابقة، وان مسير الجمهورية الاسلامية سوف يستمر وليس هناك جدوى بالتأكيد من وراء كل هذا.

س- ما هو تحليلكم ازاء فاعلية هذه العقوبات على ايران؟

فيما يخص الخطوات الاميركية خلال السنوات السابقة، هناك بالتأكيد زيادة في تكاليف الانشطة الاقتصادية داخل ايران، لكنهم لم يستطيعوا ان يصلوا الى مبتغاهم واهدافهم.

كان الاميركيون يسعون خلال الصيف الماضي ان تقع البلاد في فوضى عارمة، وينتشر الاضطراب في الشارع الايراني ويتحول الامر الى عصيان مدني، لكن كل هذا لم يحصل.

وبالتأكيد كان هناك بعض المطالب الشعبية المحقة، والحكومة بدورها قامت باصلاح بعض الامور، ونحن نطالب الحكومة باصلاح الهيكل الاقتصادي كما اكد عليه قائد الثورة الاسلامية.

وبالتأكيد واجهنا مشاكل في ما يتعلق بالعملة الصعبة وكانت هناك مشاكل اقتصادية متعلقة بالحكومة السابقة ولدينا تجربة واسعة مع الحظر الاميركي ونحن اختبرنا كل ذلك، وجذور هذه المشكلة تعود الى الهيكلة الاقتصادية وكذلك الى الادارة وما كان يريده الاميركيون ان يقوموا بفرضه علينا لم يتحقق.

وقال الاميركيون انه في الرابع من نوفبر سوف يوصلون صادرات النفط الايرانية الى الصفر وقاموا بحملة دعائية كبيرة، ووزير الخارجية الاميركية قام بجولة على عدد من البلدان في هذا الصدد لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق مبتغاهم، وقد رأينا خلال اليومين الماضيين رأينا وزير الخارجية الاميرمية ومستشار الامن القومي الاميركي اعلنوا انه هناك استثناءات لبعض الدول فيما يتعلق بالحظر الاقتصادي وهذا يدل على ان الحظر الاقتصادي على ايران فيما يتعلق بالصادرت الاميركية لا يمكن ان يتحقق.

س -  ما هي المجالات التي ستشملها العقوبات الاميركية الجديدة على صعيد الطاقة تحديدا؟

ج- بالنسبة لقطاع الطاقة كانت الحكومة تقوم بمبيعات النفط في السابق، ونحن نسعى لايجا بورصة او سوق لبيع النفط، وخلال الاسبوع الماضي ولأول مرة تم بيع مئتان وستين الف برميل من النفط للقطاع الخاص، وسيتم الاستفادة من القطاع الخاص لتصدير النفط والطاقة.

اما بالنسبة للبتروكيماويات التي تسعى اميركا لايقاف هذا القطاع، فان الشركات الخاصة تشغل الحيز الاكبر في هذا القطاع، وحتى الان فان ايران تقوم بالتصدير ولن يتحقق مبتغى امريكا بقطع تصدير النفط والبتروكيماويات.

س- في البداية زعم ترامب بانه سيوصل تصدير النفط الايراني الى الصفر، وبعد ذلك تراجع عن هذا التصريح واصدر بعض الاعفاءات المؤقتة وقال انه قريبا سيوصلو تصدير النفط الايراني الى الصفر، برأيكم يمكن عمليا ان تصل صادرات النفط الايراني الى الصفر؟

ج - هذا الامر لن يتحقق أبدا وامريكا تسعى الى ذلك منذ زمن والامريكيون أعلنوا رسميا خلال الايام الماضية أنهم لايستطيعوا ايصال صادرات النفط الى الصفر في فترة زمنية قصيرة، وتأثير ايران كبير في الاسواف النفطية وهم من سيدفعون الثمن نتيجة الضغط الكبير من الشعب الامريكي والدول الاخرى عليهم وبالتالي لن يستطيعوا ايقاف مبيعات النفط.

وليس هناك اية منظمة دولية تقوم بتطبيق الحظر الاقتصادي على ايران وطبيعة الحظر الاقتصادي اليوم تختلف عن سابقاتها، والعالم تغير واوروبا وضعت خارطة طريق للتعامل المصرفي مع ايران ،وفي الوقت الذي يتحدث فيه الامريكيون عن ايصال الصادرات الايرانية الى الصفر، نرى الهند والصين وروسيا بأنهم سيتعاملون اقتصاديا مع ايران، وستشتري الهند والصين النفط من ايران".

والحظر الاقتصادي على ايران يتناقض مع المواثيق والقوانين الدولية، وهناك انتهاك للحقوق الدولية وهذا اسلوب بلطجة، وهذه الاساليب الادبية لن تتحقق، والاوروبيون والدول الاسيوية بدأت تبتعد عن امريكا.

س _ بعد ان نكثت اميركا بعهدها فيما يتعلق بالاتفاق النووي ورغم الخلافات الدائرة بينها وبين اوروبا في وجهات النظر حول هذه القضية ،هل يمكن الوثوق بالدول الاوروبية فيما يتعلق بمواصلة العمل بالاتفاق؟

ج _ هناك التزامات للاوروبيين في الاتفاق النووي وعليهم العمل بها ، نحن نعلم بأنهم واقعون تحت ضغط الاميركيين ولكن نتمنى منهم لعب دور خاص في هذه المسألة وعلى الجهاز الديبلوماسي ووزارة الخارجية لدينا متابعة الموضوع ،نحن لم نطلب من الاوروبيين شيئا خاصا والاتزامات كانت حاضرة من الجانبين الايراني والاوروبي وعلينا الاستفادة من الطاقات والامكانات التي يتمتعون بها .

س _ بعد الحظر الاخير من قبل اميركا على طهران ،قامت الحكومة الايرانية ببعض الاصلاحات على مستوى النظام المصرفي والاقتصادي ، برأيكم ما الذي جنته الحكومة الايرانية من هذه الاصلاحات والتغييرات التي اجرتها في بعض المناصب الحكومية لا سيما البنك المركزي؟

ج _ نحن رأينا في بداية العام بعض السياسات الغير مدروسة من قبل الحكومة ،والمجلس بدوره انتقد هذه الامور ،وبعد ثلاثة اشهر تقريبا حصل توتر في البلاد وعدم استقرار وامور لا نزال نراها حتى الان ،ولكن مع اصرار مجلس الشورى والسياسات الجديدة التي اتخذتها الحكومة من تغيير المدير العام للبنك المركزي ووزير الاقتصاد ،فهناك مسؤوليات جديدة ستؤدي الى ايجاد نوع من الهدوء خاصة في سوق العملات الصعبة واذا استمرت الحال هكذا فستتتجه الامور نحو الافضل .

س _ قال ترامب ان العقوبات الحالية لا تشمل المواد الغذائية والادوية والمنتجات الزراعية ،هل ما يقوله ترامب صحيح ،وان كان صحيحا فما هو سبب غلاء هذه المواد في ايران في الاشهر الاخيرة؟

ج _ اميركا تريد ايجاد شرخ بين الشعب الايراني والحكومة عبر دعايتها بأنها تستهدف النظام الايراني وليس الشعب ،وهي كذبة اطلقوها في السابق كثيرا ،وشخص مثل ترامب لا يمكن انتظار شيء منه فهم يغير كلامه باستمرار،والاعلام الاميركي يعلم ذلك، ولقد زرت بعض المراكز المتخصصة بعلاج السرطان والتي تحتاج للعلاج الكيميائي ،الامريكيين يضعون العراقيل بوجه التجهيزات الطبية والادوية ،ولكن ايران تعمل على توفير السلع ،في السابق كان لدينا حظر ايضا وقمنا بتوفير كافة السلع الضرورية وللجمهورية الاسلامية تجارب جيدة اليوم وسنضع هذه المشاكل خلف ظهرنا ايضا انشالله .

 

ضيف الحلقة:

رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى الاسلامي الايراني محمد رضا بور ابراهيمي