قنابل الفوسفور الابيض.. موت آخر ترسله امیركا الى سوريا

قنابل الفوسفور الابيض.. موت آخر ترسله امیركا الى سوريا
الإثنين ٠٥ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٤٦ بتوقيت غرينتش

واصل ما يسمى "التحالف الدولي" بقيادة اميركا عدوانه على الأراضي السورية وانتهاكه للقوانين الدولية تحت ذريعة محاربة إرهابيي "داعش"، حيث ارتكبت طائراته اليوم الاثنين عدوانا جديدا قضى خلاله 3 أطفال وقصفت بالفوسفور الأبيض المحرم دوليا مناطق سكنية في محافظة دير الزور.

العالم - تقرير

وذكرت مصادر أهلية في دير الزور أن طائرات تابعة لـ “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة قصفت اليوم الأحياء السكنية في بلدة الشعفة بريف مدينة البوكمال ما تسبب باستشهاد 3 أطفال وإصابة العديد من المدنيين بجروح.

ولفتت المصادر إلى أن “التحالف” يتعمد قصف منازل المدنيين في البلدة تحت ذريعة استهداف إرهابيي “داعش” مشيرة إلى أن عدوان التحالف المستمر تسبب بتشريد وتهجير مئات المدنيين الذين أصبحوا بلا مأوى نتيجة تدمير منازلهم.

ويأتي العدوان على بلدة الشعفة بعد أقل من 48 ساعة على مجزرة في بلدة هجين ارتكبها طيران التحالف استشهد فيها 15 مدنيا أغلبهم من النساء والأطفال حيث ينفذ التحالف منذ عدة أيام غارات هي الأعنف على المنطقة منذ عدة أشهر.

وتقود الولايات المتحدة تحالفا غير شرعي ومن خارج مجلس الأمن بزعم محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا في حين استهدفت معظم غارات هذا التحالف السكان المدنيين وتسببت بعشرات المجازر وتدمير البنى التحتية والمنشآت الحيوية كما تسبب هذا التحالف بتدمير مدينة الرقة بشكل شبه كامل.

إلى ذلك أكدت مصادر أهلية في مدينة هجين شرق مدينة دير الزور بنحو 110 كم سقوط قنابل مصنعة من الفوسفور الأبيض المحرم دوليا أطلقتها طائرات “التحالف” على منطقة السوق الجديد في البلدة.

وبينت المصادر أن قصف التحالف تسبب بوقوع إصابات بين المدنيين واشتعال العديد من المحلات التجارية والمنازل السكنية وأرغم العديد من العائلات على ترك منازلها للنجاة بحياتهم.

وقصف طيران “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة في التاسع والعشرين من الشهر الماضي عدة مناطق في مدينة هجين بقنابل الفوسفور الأبيض المحرم دوليا وذلك بعد أيام قليلة على قيام طائرات التحالف باستهداف مدينة هجين بقنابل الفوسفور الابيض المحرم دوليا كما نفذت مقاتلتان تابعتان للطيران الأمريكي في الـ 8 من الشهر الماضي غارات على مدينة هجين باستخدام ذخائر فوسفورية مشتعلة بحسب بيان لوزارة الدفاع الروسية.

وسبق لـ“التحالف” أن أقر باستخدامه قنابل “الفوسفور الأبيض” في غاراته على مدينة الرقة في حزيران من العام الماضي بذريعة ما سماه “التعيين والإخفاء” حيث أسفرت الغارات آنذاك عن استشهاد وإصابة عشرات المدنيين ووقوع دمار كبير في المنازل.

كما قامت وزارة الدفاع الأميركية بنشر صور لمدفع هاوتزر ضمن الأسلحة التي تم نشرها في سوريا والذي يمكن استخدامه في عملية إطلاق ذخائر الفوسفور الأبيض.

وقد استنكرت منظمات حقوقية عالمية استخدام التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق وسوريا مادة الفوسفور الأبيض المحرم دولياً محذرة من خطورة استخدام  هذه الذخيرة الفتاكة في المناطق المأهولة بالسكان لما تتركه من اثار مدمرة على البشر والحجر.

مدير قسم الاسلحة في منظمة هيومن رايتس ووتش، ستيف غوس، اوضح ان استخدام الفوسفور الابيض يشكل خطراً وضرراً مرعباً وطويل الامد في المدن المأهولة او اي منطقة اخرى مكتضة بالسكان.

المنظمة اوضحت خلال تقرير لها بانه يمكن استخدام الفوسفور الابيض لعدة اهداف في ساحة المعركة كستار دخاني لارسال اشارات ووضع علامات لكن القوات الامريكية تستخدمها لاسباب غير واضحة.

تقرير المنظمة يشير الى ان قوات التحالف بقياة واشنطن تستخدم قذائف مدفعية من عيار 155 ملم الاميركية الصنع تحتوي على 116 اسفيناً مشبعة بالفوسفور الابيض، الذي يشتعل عندما يتعرض للاوكسجين في الجو ويستمر في الاشتعال حتى استهلاكه او انقطاع الاوكسجين عنه.

وقد يولد تفاعله الكيمائي حرارة عالية جداً  تصل الى 815 درجة مئوية وضوءاً ودخاناً وعند الاحتكاك قد يحرق الفوسفور الابيض الاشخاص كيميائياً او حرارياً حتى العظام لانه عالي الذوبان في الدهون وبالتالي في الجسد البشري قد تفاقم شظايا الفوسفور الابيض الجروح حتى بعد العلاج، وتستطيع ان تدخل مجرى الدم وتسبب فشل عدة اعضاء.

واستخدم هذا السلاح في 7 اماكن على الاقل بين 2000 الى 2018 في افغانستان،اكرانيا، الصومال، فلسطين، العراق، سوريا، واخيرا اليمن.

كما كشفت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية أن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لجأت في السابق إلى استخدام الفوسفور الأبيض في المناطق المكتظة بالسكان بالموصل، وأيضاً في الرقة، وفقاً لعدد من أشرطة الفيديو التي نشرت على مواقع إلكترونية وأكدتها جماعات حقوق الإنسان.

وينص القانون الدولي الإنساني على أنه يجب حماية المدنيين من جميع العمليات العسكرية، وخاصة في حال استخدام مادة الفوسفور الأبيض، التي تعتبر مادة محرمة، فهي تسبب إصابات خطيرة وغير إنسانية، وذلك ما دفع جماعات حقوق الإنسان إلى التحذير من استخدام هذه المادة حتى ضد العدو في حال توفر أسلحة أخرى.

وتعد قنابل الفوسفور الأبيض "دبليو بي" من أخطر الأسلحة المحظورة في العالم، التي استخدمها الجيش الأمبركي على نطاق واسع في حرب فيتنام، ويستخدمها حاليا في سوريا، التي تقوم فيها طائراته بتنفذ غارات جوية ضمن تحالف عسكري بقيادتها.

وأعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا عن أن طائرتين أميركيتين من طراز "إف-15" هاجمتا مدينة دير الزور بأسلحة فوسفورية محظورة، يوم 9 سبتمبر/ أيلول، حسبما صرح الفريق فلاديمير سافتشينكو، رئيس المركز.

وذكر موقع "ويبون لو" أن القنابل الفوسفورية مصممة كسلاح حارق وسام، يحتوى على مادة الفوسفور الأبيض، التي تسبب جروح وحروقا مميتا لمن يتعرضون لها.

ويرجع تاريخ استخدام قنابل الفوسفور الأبيض كسلاح مضاد للأشخاص منذ الحرب العالمية الأولى، وحرب فيتنام والحرب الكورية.

وينتج عن استخدام قنابل الفوسفور حرارة عالية تؤدي إلى إذابة جلد الإنسان وفصله عن العظام، كما أنها تؤدي إلى ذوبان عظام الفك، وهي تشبه "النابالم"، وينتج عن انفجارها حرارة شديدة وأعمدة من الدخان الأبيض الحارق.

ويقول خبراء الأسلحة إن استخدام الفوسفور الأبيض كسلاح يؤدي إلى جروح وحروق مميتة، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، مشيرة إلى أن الأخطر من ذلك هو أن جزيئاتها الصغيرة يمكن أن تستمر في إحداث حروق للأشخاص بصورة غير محسوسة على أجسادهم حتى بعد انتهاء عمليات القصف.

وفي عام 1980 تم حظر استخدام الفوسفور الأبيض كسلاح، وحظرت الاتفاقية استخدامه ضد المدنيين أو استخدامه في غارات جوية ضد أهداف موجودة في مناطق مدنية.

ووقعت أكثر من 80 دولة على المعاهدة، لكن الولايات المتحدة الأميركية لم توقع عليها، بحسب "ديلي ميل"، التي أشارت إلى اعتراف الجيش الأميركي باستخدامها كسلاح في العراق عام 2004، خلال معركة الفلوجة.