مسيرات العودة بين النجاح والحرب

مسيرات العودة بين النجاح والحرب
الجمعة ٠٩ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٠٩ بتوقيت غرينتش

منذ انطلاق مسيرات العودة قبل ثلاثة وثلاثين اسبوعا لم يتردد الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة بمواصلة هذه المسيرات عند كل جمعة كوسيلة سلمية وحيدة لايصال معاناة اكثر من مليون ونصف مليون محاصر في مساحة صغيرة جدا الى العالم حيث يعيشون في وضع ينذر بوقوع كارثة إنسانية عظيمة في حال تجاهل هذا الشعب .

وفي جولة جديدة من مشاركة الشعب الفلسطيني في مسيرات العودة في قطاع غزة اصيب 37 فلسطينياً بينهم 6 أطفال و 9 نساء اثناء القمع الإسرائيلي لهذه المسيرات التي اصبحت عملاً روتينياً في كل يوم جمعة حيث استشهد اكثر من 200 فلسطيني اثر اطلاق نار مباشر من الجنود الصهاينة على المتظاهرين الذي تسبب بردة فعل المقاومة الفلسطينية عبر إطلاق قذائف صاروخية و صواريخ بعيدة المدى.

في سياق متصل أكد قائد حركة حماس داخل قطاغ غزة يحيى السنوار الذي قال في تصريحات اعلامية عقب مشاركته في مسيرات العودة لهذا الأسبوع بأن غزة لن توقع أي اتفاق مع الإحتلال مشيرا الى تواصل جهود المفاوضين لكسر الحصار عن القطاع بشكل كامل مع تاكيده المجدد على حفظ سلاح المقاومة.

من جانب آخر اكدت مصادر مقربة من طرفي الصراع في غزة بأن القاعدة الأساسية لهذه التهدئة مبنية على أساس الهدوء مقابل الهدوء اي بمعني آخر ان ضمانة بقاء الأمن في منطقة غلاف غزة هي عدم تعرض القطاع لأي عدوان او غارة إسرائيلية.

تشير هذه المصادر أن وقف مسيرات العودة ووقف إطلاق البالونات الحارقة ستؤدي الى  نقل الوقود من قبل قطر الى سكان القطاع إضافة الى دفع رواتب موظفي حركة حماس حيث لم يحصلوا على رواتبهم منذ بعيد بعد أن قامت السلطة الفلسطينية بمقاطعة القطاع رداً على مفاوضات التهدئة التي تزعم السلطة الفلسطينية بأنها غير مشروعة في ظل عدم تسلم إدارة القطاع اليها.

في الطرف الآخر من أزمة قطاع غزة تقف السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس حيث قامت حركة حماس بالتنسيق مع باقي فصائل المقاومة ببدء مفاوضات مع السلطة للوصول الى مصالحة ستنهي الإنقسام الفلسطيني الا ان طلب محمود عباس  بتسليم سلاح المقاومة وانهاء وجود عمل المقاوم كالشرط الاولى لتطبيق أي إتفاق مستقبلي عرقل عقد أي إتفاق وطني سيعزز موقف الشعب الفلسطيني أمام الإحتلال.

غزة اليوم تعيش حالة مأساوية لا غاية لها فهي جربت اكثر من اربعة حروب قاسية دمرت البنى التحتية للقطاع وغزة اليوم تطالب بالعيش مع الكرامة الذي يطالب به كل انسان حر. هناك أوساط سياسية و عسكرية إسرائيلية  لا تريد إنهاء هذه المعاناة وترفض عقد أي صفقة او اتفاق مع المقاومة في غزة كونها العدو الأول لهم و ينصحون ببدء عدوان جديد سينهي وجود المقاومة بقوة السلاح الا انهم استدركوا جيداً بأن أي عدوان جديد على غزة ستجعل المقاومة الفلسطينية أقوى من اي زمان و ستجبر العدو على الرضوخ أكثر من الماضي.

أمام هذا الرفض الإسرائيلي هناك تمسك تام لمسيرات العودة كأمل وحيد للحصول على "حق" العيش وأهل غزة اليوم بات يدرك بأنما النصر حليف للشعب الفلسطيني الذي "ناضل" لأجل حقوقه و قدم أغلى ما يملك في سبيل كرامته.