خبير سوري يكشف خفايا مخطط أميركي ضد سوريا

خبير سوري يكشف خفايا مخطط أميركي ضد سوريا
الخميس ١٥ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٣٨ بتوقيت غرينتش

يتضح أنه في غمرة الأحداث المحلية والإقليمية الجارية حاليا أن الولايات المتحدة الموجودة على جزء من الأراضي السورية تخطط في الخفاء لشيء ما في المناطق التي تسيطر عليها.

العالم - مقالات وتحليلات

فقد تم رصد تحركات جديدة وتغيير مواقع لتمركز القوات الأميركية، هذا عدا عن أن الطيران الأميركي يقوم بنقل قادة وعناصر من تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا) إلى مناطق مجهولة، حيث أقدمت مروحيات “التحالف الدولي” على نقل إرهابيين من تنظيم “داعش” الإرهابي التكفيري من قرية “السويدية” شمال شرقي الحسكة عند الحدود العراقية إلى مناطق لم يتم تحديدها. هذا عدا عن ماتقوم به في دير الزور التي تستمر بقصف بعض مناطقها وتقتل المدنيين وتقوم أذرعها المتمثلة بقوات قسد بتهجير سكان المناطق التي تسيطر عليها فما الذي يجري هناك.

مالذي تخطط له واشنطن في هذه المناطق في حقيقة الأمر في غفلة الأحداث الجارية؟

هل من إتفاق سري ضمني مع تركيا التي تعمل على تعبيد طرق وصل مع تركيا في المناطق التي تسيطر عليها؟

هل تأتي هذه التحركات في إطار تثبيت الولايات المتحدة لنفسها على الأرض السورية أم أن هناك أهدافاً أخرى مرتبطة بأصل الحرب على سوريا؟

هل هذه التحركات جزء من خطط الولايات المتحدة لإعادة إنتشار تنظيم داعش الإرهابي وإحيائه في هذه المناطق ولماذا ؟

ماهو رد الدولة السورية على هذه التحركات المشبوهة والخطرة وكيف ستتعامل معها في الوقت الحالي وعلى المدى البعيد؟

حول حقيقة ما تخطط له واشنطن في هذه المناطق يقول الخبير بالشأن العسكري الإستراتيجي والسياسي الدكتور كمال الجفا.

” ما تقوم به وتخطط له الولايات المتحدة الأميركية في شمال شرق سوريا دول المحيط لسوريا تتوجس منه شراً. المشاريع الأميركية في شمال شرق سوريا تعارض كلياً السياسات التركية في المنطقة، وتعارض كليا ما تقوم به أميركا لفرض كيان كردي، تقوم الولايات المتحدة الأميركية بفرض واقع على هذه المنطقة التي لايتمتع فيه الأكراد بحقيقة توزان أو وجود ديموغرافي يعادل مساحة الأرض التي يسيطرون عليها، ومن هنا نرى بشكل عام إذا أخذنا الموضوع من كافة جوانبه نشاهد أن الولايات المتحدة فشلت في تحقيق الأهداف التي وضعتها من أجل الحرب على سوريا، لذلك نرى اليوم أن بؤر الصراع بقيت أو إقتصرت على شمال شرق سوريا وهو الذي تستطيع الولايات المتحدة التدخل فيه، بسبب أن موضوع إدلب وكل الفصائل المسلجة بكامل تشكيلاتها إن كانت محسوبة على ما يسمى بالخط الإخواني او الخط المسلح أو الوهابي أو درع الفرات “معتدلة” هي تخضع للسياسة والإدارة التركية، لكن تستطيع روسيا أو تدير هذا الملف والصراع مع الجانب التركي على الرغم من كل الخلافات التي تجري في بعض الأحيان بين الطرفين.الولايات المتحدة تسعى لتحضير بؤر صراعات قادمة وخطورة الصراعات القادمة في جنوب شرق آسيا مع الصين”.

حول أطر التحركات التركية والأميركية فرادة أو بالتوافق في هذه المناطق بما يخص مخططات التقسيم أو إقامة كيانات مستقلة عن الدولة السورية أو من خلال إعادة إنتشار تنظيم داعش الإرهابي يقول الدكتور الجفا “إن رفعت الولايات المتحدة يدها عن ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، فتستطيع “داعش” السيطرة والهيمنة على معظم شمال شرق سوريا، شاهدنا الفترة الماضية عندما توقف الطيران الأميركي لعدة أيام عن القصف قام “داعش” بالتقدم والسيطرة وإحتلال بعض المناطق ، لنكن واقعيين لايوجد ثقة بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية ، لأن تركيا اليوم تتجه لأن تكون إمبراطورية المشرق، وتسعى لإعادة إنتاج الدولة العثمانية وتعيد أمجادها، الأفكار والمبادىء التي تعمل عليها الدولة العثمانية لم تعد تتطلع إلى مناطق شرق أو شمال شرق سوريا أو غرب سوريا فقط، في أحد خطاباته قال أردوغان أن عدد سكان الأمة العثمانية 400 مليون وليس 80 مليون، إذاً هو يعتبر كل المسلمين في جنوب شرق أسيا ومنظومة دول الإتحاد السوفييتي السابق وصولاً إلى الصين الشرقية هم مواطنون أتراك وعلى الدولة التركية أن تحميهم، إذاً هناك خطط تركية تتعارض مع الخطط التوسيعية للولايات الأميركية ، تركيا تعمل على مبدأ التنظير وتدير سياستها حسب مصالحها.

تركيا لاتستطيع أن تتخلى عن الخطوات التي تقدمت بها مع روسيا ولاتستطيع أن لا تستفيد في أن تكون واجهة أساسية وحيدة لإيران وأن تستفيد من النفط الإيراني والغاز الإيراني ، تركيا اليوم تعمل على إبتزاز الجميع و الإستفادة من الجميع والتوسع على حساب الجميع، والولايات المتحدة الأميركية مهما قدمت لتركيا لن تسطيع أن تعوضها عن ما ستستفيد منه من خط السيل الجنوبي ، وكما نرى أن روسيا وسوريا في بعض الأحيان لاتقومان بالتصرف على أساس الأفعال التركية ،والإثنان التركي والأميركي هما شر مطلق بالنسبة لسوريا وروسيا، ولكن شر إحتلال تركي وتوسع تركي في أراضي سوريا هو أقل ضرراً على المدى البعيد من وجود أمر واقع ودولة كردية مع وجود أميركي،نحن مقبلون على مرحلة عض أصابع ومرحلة تفاوض صعبة”.

أما حول أصل المشكلة وما يمكن أن يحدث في قادمات الأيام وأين تكمن حقيقة الصراعات القائمة حول سوريا وموقف الدولة السورية منها يقول الدكتور الجفا “أصل المشكلة أو أصل الحرب على سوريا بدأت من موضوع إمدادات الطاقة من قطر عبر سوريا ومن ثم إلى تركيا ، وقامت كل هذه الحرب بعد التقارب الكبير جداً والذي حدث بين القيادة السورية وتركيا وقطر أيضا قبل سنوات الحرب، وعندما تمت مفاتحة الرئيس الأسد بهذا الطلب حدث إنكماش في العلاقات أو في التطور الإستراتيجي الذي كان سوريا وتركيا، وعرفت القيادة السورية أن كل هذا التقارب لأنهم يقومون بتنفيذ مهمة أميركية أولاً وأخيراً، وهناك إعترافات وتسجيلات بهذا الموضوع سيأتي وقت و سيتتم الإفصاح عنها، لذلك أقول هنا أنه إن لم تتفق هذه الدول على تقاسم الحص أو على إمدادات النفط أو عدم التحكم من طرف واحد أو السيطرة والهيمنة على أمن الطاقة من طرف واحد يعني لايمكن لأمن الطاقة إلى أوروبا أن يكون تحت سيطرة واحدة أي إيران أو تركيا أن تكون المعبر الوحيد، اليوم يتم الحديث عن إمكانية إقامة خطوط نقل طاقة عبر الأردن إلى فلسطين المحتلة، لذلك هناك بدائل بين هذه الدول، وماوصلنا إليه هو بسب عدم الإتفاق على أمن الطاقة بين دول العالم.

نحن مقدمون على مزيد من شد الحبال كما يقال بين كل الدول المعنية بالملف السوري، الولايات المتحدة تعمل على إحداث كنتون أو مثلث فصل بين العراق وتركيا وإيران عن سوريا ويكون أمر واقع، هناك مخطط لتمزيق تركيا وإحداث خلافات داخلية لإضعافها. الولايات المتحدة ليس لها حلفاء، ورأينا كيف فعلت بحلفائها، الصراع اليوم مع التنين الصيني، ونحن في سوريا لانستطيع أن نقاتل في هذه الحرب العالمية لوحدنا والجميع يعلم أن إدارة الأزمة خارجيا تقوم بها بالدرجة الأولى روسيا بالتشاور مع الحكومة السورية ثم بالتشاور مع الحليف الإيراني، لذلك اليوم إعتاد العالم على هدوء السياسة والدبلوماسية السورية في إدارة الملفات، هناك خطوط عريضة متفق عليها بين سوريا وروسيا وإيران وهناك تنسيق عالي على أعلى المستويات على مدار الساعة لمواجهة المتغيرات والتطورات اللاحقة”.

سبوننيك