الحرب القذرة في الحديدة ومزاعم التهدئة

الحرب القذرة في الحديدة ومزاعم التهدئة
الجمعة ١٦ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٨:٣٥ بتوقيت غرينتش

حينما كانت وسائل الاعلام المرتبطة بقوى العدوان السعودي على اليمن تنشر اخبارا عن وقف المعارك في الحديدة وتثبيت نوع من التهدئة في تلك المنطقة الحيوية والاستراتيجية من البلاد، كانت الطائرات السعودية تقصف المدنيين هناك وتقتل المزيد من الابرياء.

العالم - تقارير

فقد استشهد وأصيب 12 مواطنا يمنيا بينهم أطفال، يوم امس الخميس، بنيران تحالف العدوان الأمريكي السعودي في محافظة الحديدة، بينما كشف مصدر أمني أن طيران العدوان استهدف باصا في خط المراوعة بمدينة الحديدة ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين وإصابة اثنين آخرين.

القصف لم يقتصر على الطائرات فحسب بل تعدى ذلك ليشمل القصف المدفعي الذي اسفر ايضا عن اصابة خمسة أطفال في  القصف المدفعي لمرتزقة العدوان على منطقة 7 يوليو، وأصيب طفل آخر بجروح خطيرة إثر سقوط قذيفة أطلقها المرتزقة على منطقة الصقور في مديرية زبيد.

القصف المدفعي لم يتوقف عند هذه المناطق بل استمر ليشمل جنوب مدينة الحديدة وباتجاه شارع الخمسين و فندق الاتحاد كما أطلقت خمس قذائف مدفعية على مطار الحديدة وقذيفتين بالقرب من الجامعة، فيما شن طيران العدوان سلسلة غارات على منطقة كيلو16 في مديرية الدريهمي ، وغارة على مزرعة في التحيتا.

 

المتحدث الرسمي يؤكد ايضا استمرار المعارك

 

وتأتي هذه الحوادث تأكيدا لما اعلنه المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية ومدير دائرة التوجيه المعنوي العميد يحيى سريع والذي قال ان قوى العدوان ومرتزقتهم مستمرون في سفك المزيد من الدماء وارتكاب المجازر بحق أبناء الشعب اليمني.

وأشار في تصريح صحفي له  الى ان طيران العدوان شن عددا من الغارات حيث استهدف بثلاث منها باصا في المراوعة اضافة الى أربع غارات شنها طيران العدوان باتجاه مصنع كمران، ونوه الى ان مدفعية العدوان السعودي استهدفت عدد من الاحياء السكنية في مدينة الحديدة وجرح على إثرها 6 أطفال.

وعلى الصعيد الميداني فقد اكد العميد يحيى سريع بان مرتزقة العدوان حاولوا يوم امس الزحف والتقدم باتجاه كيلو 16 وباتجاه شرق حيس حيث تصدى ابطال القوات المسلحة واللجان الشعبية وكبدوهم خسائر في الأرواح والعتاد.

واكد العميد سريع ان استمرار تحالف العدوان ومرتزقته في محاولاتهم لاحداث أي تقدم على الأرض بعكس ما يروج له في وسائل اعلامه من ان هناك تهدئة يأتي في إطار خداع الراي العام وايهام الشعب اليمني والحد من التحرك الشعبي لرفد الجبهات.

وأشار المتحدث الرسمي الى ان العدوان يسعى من وراء الترويج الى ان هناك تهدئة الى كسب الوقت وإعادة ترتيب أوضاع قواته المنهارة نفسيا ومعنويا خاصة بعد الضربات الموجعة التي تلقاها خلال الأيام الماضية والتي تكبدت فيها قواته لخسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

ولفت العميد سريع ان ابطال القوات المسلحة واللجان الشعبية اليمنية في اتم الجاهزية قتاليا ومعنويا لمواصلة مهامهم القتالية ولن ينخدعوا او تنطلي عليهم مثل هذه الأساليب لقوى العدوان.

العدوان يهدف الى كسب الوقت

 

وعلى صعيد الموقف السياسي فقد نفى عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله اليمنية محمد البخيتي أن يكون تحالف العدوان السعودي قد أوقف عدوانه على مدينة الحديدة غربي اليمن.

واعتبر عضو المجلس السياسي في مقابلة مع قناة "العالم" أن إعلان مرتزقة العدوان وقف عملياتهم العسكرية لإحتلال الحديدة بحجج متعارضة هو بمثابة إعلان للهزيمة بصورة تحفظ ماء الوجه، خصوصا وأنهم سبق ادعوا دخولها وانهم يخوضون حرب شوارع، وذلك اعتراف يثبت زيف اعلامهم ويؤكد مصداقية الاعلام اليمني.

وأضاف البخيتي: ان تحالف العدوان السعودي يسعى لتضليل الرأي العام بما يعلنه من وقف القتال في الحديدة رغم ان المعارك لا زالت مستعرة، ولا بد من مواصلة الصمود لكسر التوازن مع العدوان.

لامشروع سلام في اليمن

ومايكذب مزاعم تحالف العدوان في وقفه للاعمال القتالية في الحديدة هو عدم وجود اي مشروع للسلام في اليمن فقد اكد رئيس رئيس الوفد الوطني و الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام في بيان له، انه لا يلمس تواصلاً سياسياً جاداً عن حلول حقيقية للمشكلة اليمنية.

واوضح الناطق الرسمي لأنصار الله انه :" في كل جولة من جولات العدوان على اليمن التصعيد يبدأ ويخف أو يتلاشى أغلبها بدون إعلان تهدئة وإنما نظراً لطبيعة المعركة على الأرض ويحاول تحالف العدوان تقديم الموضوع أنه بناء على ضغوط دولية أو إنسانية وهذا افتراء فالحقيقة هو الإستعداد لجولة جديدة يحتاج التجهيز لها وقت إضافي كالعادة".

واكد عبد السلام انه :"لاتوجد حلولا سياسية حقيقية أو تهدئة فعلية وإنما كلام في الاعلام واتفاقات بين دول العدوان نفسها أو ما يسمى بالرباعية والتي هي السعودية والإمارات وبريطانيا وأمريكا وهي الجهات ذاتها التي تشن العدوان بشكل مباشر وبارز خاصة في معركة الساحل الغربي باعترافهم هم".

واشار محمد عبدالسلام :" مع أن موقف شعبنا وجيشه ولجانه الشعبية في الأساس هو دفاعي لمواجهة حرب عدوانية غير مبررة هم بدأوها فإننا نرحب بأي وقف للعدوان مع المصداقية والالتزام بعيداً عن تحقيق مكاسب سياسية أو تجاوز أزمات إقليمية ودولية فالغارات الجوية والعمليات العسكرية لم تتوقف لا في الحديدة ولا في غيرها" .

وكانت وكالة رويترز للأنباء قد نقلت عن ثلاثة مصادر قولها إن تحالف العدوان الذي تقوده السعودية أمر بوقف حملته العسكرية على مدينة الحديدة غربي اليمن، وذلك بعدما أفادت تقارير بتوقف القتال في المدينة، وقال مصدر عسكري لرويترز إن تحالف العدوان أمر القوات على الأرض بوقف القتال داخل مدينة الحديدة.

ويرى مراقبون للوضع اليمني ان اعلان قوى العدوان لوقف القتال في الحديدة من دون غطاء سياسي يكشف ان هناك اهدافا وغايات يرمي التحالف الى تحقيقها من وراء هذا الاسلوب ومنها على سبيل المثال فرض حالة من الارتخاء في صفوف الجيش واللجان الشعبية ومباغتتهم فيما بعد بهجوم اقوى واشد من اجل السيطرة على الحديدة والهدف الثاني الذي يسعى الى تحقيقه تحالف العدوان من خلال بث فكرة التهدئة هو التقاط الانفاس ومحاولة الحصول على دعم مجدد من اجل الدخول بشكل اقوى في معركة الحديدة والسيطرة عليها.