سي آي ايه تكشف الآمر باغتيال خاشقجي وتركيا ترجح مصير الجثة

سي آي ايه تكشف الآمر باغتيال خاشقجي وتركيا ترجح مصير الجثة
الأحد ١٨ نوفمبر ٢٠١٨ - ١٠:٣٩ بتوقيت غرينتش

بعكس مزاعم تروج لها السلطات السعودية بأن ولي العهد محمد بن سلمان غير ضالع في اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، خلصت وكالة المخابرات المركزية الامريكية "سي أي ايه"، إلى أن بن سلمان، أمر باغتيال خاشقجي في إسطنبول، الشهر الماضي، فيما قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن جريمة قتل خاشقجي كانت مدبرة، ولا يمكن أن تتم إلا بأمر من سلطة عليا، معتبرا بأن جثة خاشقجي قد تكون نُقلت إلى خارج تركيا، بعد أن جرى تقطيعها.

العالم - تقارير

خلصت وكالة المخابرات المركزية إلى أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أمر باغتيال الصحافي، جمال خاشقجي في إسطنبول، الشهر الماضي، وهو ما يتناقض مع ادعاءات الحكومة السعودية بأنه غير ضالع في القتل، وفقا لأشخاص مطلعين على المسألة.

ويعتبر تقييم المخابرات المركزية، الذي يتمتع بثقة عالية من المسؤولين الأمريكيين، هو الأكثر دقة حتى الآن لربط بن سلمان بالعملية مما يعقد جهود إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للحفاظ على علاقتها مع حليف وثيق، إذ سافر “فريق قتل” من 15 سعوديا إلى اسطنبول على متن طائرة حكومية في أكتوبر/ تشرين الأول، ليقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية بعد أن حضر لاستلام الوثائق التي يحتاجها  للزواج من أمرأة تركية.

وكشفت صحيفة ”واشنطن بوست” أن وكالة المخابرات المركزية فحصت مصادر متعددة، للتوصل إلى استنتاجاتها، بما في ذلك مكالمة هاتفية أجراها شقيق الأمير، خالد بن سلمان، السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، مع خاشقجي، وفقا لما ذكره عدد من المطلعين على الأمر ممن تحدثوا عن الحالة دون الكشف عن هويتهم، ووفقا للمكالمة فقد أخبر خالد بن سلمان خاشقجي، وهو كاتب عمود في الصحيفة، أنه ينبغي عليه الذهاب إلى القنصلية السعودية في إسطنبول لاسترداد الوثائق ، ومنحه تأكيدات بأنه سيكون اَمنا للقيام بذلك.

ومن غير الواضح ما إذا كان خالد يعلم أن خاشقجي سيُقتل، ولكنه قام بالاتصال مع أخيه، بحسب الأشخاص الذين اطلعوا على المكالمة، التي تم اعتراضها من قبل المخابرات الأمريكية.

ونقلت ”واشنطن بوست” عن فاطمة باعشن، المتحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن، أن السفير وخاشقجي لم يناقشا أبدا ”أي شئ يتعلق بالذهاب إلى تركيا”، وأضافت أن الادعاءات الواردة في تقييم وكالة المخابرات الأمريكية ”المزعومة” غير صحيحة. 

وكان استنتاج وكالة المخابرات المركزية حول دور محمد بن سلمان مستنداً، أيضا، إلى تقييم الوكالة للأمير باعتباره الحاكم الفعلي للبلاد، بما في ذلك الشؤون الثانوية، وقال مسؤول أمريكي مطلع على استنتاجات وكالة المخابرات المركزية ”إن الموقف المقبول هو أنه لم يكن هناك أي سبيل لذلك دون علمه أو مشاركته”.

وترى وكالة المخابرات المركزية أن بن سلمان ”تكنوقراط جيد” ولكنها تعلم، كما أكد مسؤول أميركي، أن إبن سلمان رجل متقلب ومتغطرس وأنه على استعداد للانقلاب فجأة من ”الصفر إلى درجة 60″ وأنه لا يعلم بان هنالك الكثير من الأمور التي يجب عدم القيام بها.

ويعتقد محللو السي اَي إيه أن لديه قبضة قوية على السلطة، وليس في خطر فقدان وضعه كخليفة للعرش على الرغم من قضية خاشقجي، وقال مسؤول أميركي لصحيفة ”واشنطن بوست” إن إبن سلمان سينجو مضيفاً أن دوره كملك في المستقبل للسعودية “أمر مسلم به”.

من جهتها أكدت صحيفة ”وول ستريت جورنال” السبت، أن تصفية جمال خاشقجي، الكاتب والناشط السعودي، جاءت بناء على توجيهات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وقالت إن وكالة المخابرات المركزية توصلت إلى هذا الاستنتاج نتيجة” فهم كيفية عمل السعودية ”بدلا من الاتكاء على ”دخان البنادق”.

وذكرت ”إن بي سي نيوز”، الخميس، أن ترامب ما زال مترددا في فرض أي عقوبات صارمة على السعودية، بما في ذلك مقاومة الدعوات لتقليل أو إلغاء صفقة أسلحة مع المملكة بقيمة مليارات المليارات.

وقال السيناتور بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ”لدي الكثير من المخاوف بشأن المسار الذى تتخذه السعودية الان، واعتقد ان هناك حاجة لدفع الثمن”.

واتفقت المنصات الاعلامية الأمريكية، بما في ذلك ”فوكس نيوز”، ”إن بي سي”، “سي إن إن“، “أيه بي سي” و”وول ستريت جورنال” و”بوسطن غلوب” على استنتاج واحد من التقييمات الاخيرة لوكالة المخابرات المركزية، هو أنه من المرجح أن يزيد تقييم الوكالة من الضغوط على إدارة ترامب لإطلاق المزيد من العقوبات على السعودية على الرغم من علاقات الرئيس الودية بالعائلة المالكة هناك.

وزير دفاع تركيا: اغتيال خاشقجي لم يتم إلا بأوامر عليا

بدوره رجح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن يكون تم نقل أجزاء من جثة الصحفي السعودي المقتول جمال خاشقجي خارج تركيا، وتحديدا إلى السعودية، في حقائب دبلوماسية.

ولم يوضح أكار ما إذا كان ذلك تم من قبل الفريق الذي تولى عملية قتل وتقطيع جثة خاشقجي في مقر القنصلية السعودية بإسطنبول، أو من قبل الفريق اللاحق الذي تولى إخفاء وطمس معالم وآثار جريمة الاغتيال.

وعلى الأرجح ستكون هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول تركي بارز بمستوى وزير الدفاع وبشكل علني عن احتمال نقل أجزاء من جثة خاشقجي إلى السعودية، رغم أن وسائل إعلامية عديدة طرحت هذا الاحتمال ضمن السيناريوهات المتوقعة لمصير الجثة المفقودة.

وقال أكار -الذي كان يتحدث في منتدى هاليفاكس للأمن الدولي، المقام بكندا- إن جريمة اغتيال خاشقجي كانت مدبرة، ولا يمكن أن تتم إلا بأمر من سلطة عليا.

وأضاف أن بلاده طلبت رسميا من الرياض تسليم الفريق الذي أقدم على قتل الصحفي جمال خاشقجي، لكنّ السلطات السعودية لم تستجب.

وكانت مصادر في مكتب المدعي العام التركي قالت إن التحقيقات تفيد بأن جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي تمت إذابتها بالكامل بواسطة أحماض كيميائية، ونتيجة لذلك أوقفت النيابة العامة عملية البحث عن جثة خاشقجي.

وقالت تلك المصادر إن كل نقاط المراقبة والبحث عن جثة خاشقجي التي وضعتها السلطات التركية أصبحت لا قيمة لها، بعد وصول المحققين الأتراك إلى قناعة تامة بأن الجثة تم التخلص منها بإذابتها بالكامل بواسطة أحماض كيميائية.

وأفادت المصادر ذاتها بأن الكيميائي أحمد الجنوبي وخبير السموم خالد الزهراني كانا ضمن فريق التحقيق السعودي المشترك الذي تشكل الشهر الماضي مع فريق تحقيق تركي، للبحث في مصير خاشقجي، وأنهما قاما بطمس الأدلة على مدى سبعة أيام.

وكانت النيابة السعودية أعلنت، الخميس الماضي، أن "الجثة، بعد مقتل المجني عليه، تمت تجزئتها من قبل المباشرين للقتل وتم نقلها إلى خارج مبنى القنصلية" السعودية في إسطنبول، وأن "من قاموا بإخراج الجثة من القنصلية عددهم 5 أشخاص".

وقال وكيل النيابة السعودية شلعان الشلعان إن التحقيقات كشفت أنه جرى تسليم الجثة إلى "متعاون" في تركيا، وأضاف أنه "تم التوصل إلى صورة تشبيهية للمتعاون الذي سلمت له الجثة بناء على وصف الشخص الذي قام بالتسليم". 

ترامب: سنُحدّد في اليومين المقبلين مَن قتل خاشقجي

وكانت الرئاسة التركية قد قالت إن الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب اتفقا على كشف جميع ملابسات جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، وعدم السماح بالتستر عليها.

وبحسب الرئاسة التركية، فإن أردوغان وترامب تبادلا في اتصال هاتفي وجهات النظر بشأن تطورات جريمة خاشقجي.

هذا وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، إن الولايات المتحدة ستحدّد "خلال اليومين المقبلين" من قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

وأوضح ترامب أن "تقريرا كاملا" حول "من فعل ذلك" سيتم الانتهاء منه بحلول الاثنين أو الثلاثاء، وذلك في حديث له مع الصحفيين في ماليبو بكاليفورنيا، بعد تفقده الأضرار الناجمة عن حرائق الغابات.

ووصف ترامب تقييما لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ينحي باللوم على الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية في قتل خاشقجي بأنه "سابق لأوانه جدا" وقال إنه سيتلقى تقريرا كاملا بشأن هذه القضية يوم الثلاثاء.

وقال ترامب خلال زيارة لولاية كاليفورنيا إن هذه الجريمة "كان يجب ألا تحدث مطلقا".

 وقال ترامب أيضا إن النتيجة التي توصلت إليها وكالة المخابرات الأميركية بأن الأمير محمد مسؤول عن قتل خاشقجي "ممكنة".

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارا ساندرز، قالت السبت إن الرئيس دونالد ترامب تحدث هاتفيا إلى مديرة وكالة المخابرات المركزية جينا هاسبل، ووزير خارجيته مايك بومبيو حول جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وأجرى ترامب الاتصالين خلال رحلته الجوية إلى ولاية كاليفورنيا، لتفقد وضع الولاية التي تضربها حرائق غابات واسعة منذ الأسبوع الماضي، حسبما أفادت "أسوشيتيد برس".

ولم تدلِ ساندرز بأي تفاصيل أخرى بشأن اتصاليّ ترامب مع المسؤوليّن الأمريكييّن.

وكان ترامب صرّح السبت، بأن بلاده لا تتجاهل التفاصيل المتعلقة بقضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول، مضيفا أنه كرئيس عليه أخذ العديد من الأمور بعين الاعتبار.

وشدد ترامب، في تصريحاته قبيل توجهه إلى ولاية كاليفورنيا، على أن واشنطن لديها علاقات متينة مع تركيا والسعودية.

وفي حديثه عن السعودية قال ترامب بأنها "حليف مذهل فيما يتعلق بالوظائف والتنمية الاقتصادية".

المصدر: وكالات