أبرز ملفات القمة الاستثنائية للاتحاد الأفريقي بإثيوبيا

أبرز ملفات القمة الاستثنائية للاتحاد الأفريقي بإثيوبيا
الأحد ١٨ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٢:٣٦ بتوقيت غرينتش

تتواصل في العاصمة أديس أبابا، أعمال الدورة الاستثنائية الـ 11 لمؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي، بمشاركة رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء. واعلنت مصر موافقتها على مقترحات إصلاح الهيكل المؤسسي للاتحاد فيما اشارت الجزائر الى مساهمتها الكبيرة في الإصلاح المؤسساتي للاتحاد الأفريقي منذ قمة كيجالي، بهدف تعزيز العمل الأفريقي المشترك. واما السودان فقد دعا وعلى لسان رئيسه عمر البشير إلى إنهاء البيروقراطية داخل الاتحاد.

العالم - افريقيا

تتواصل بمقر الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أعمال الدورة الاستثنائية الحادية عشرة لمؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي، بمشاركة رؤساء دول وحكومات الدول الأفريقية. وتبحث القمة التي انطلقت يوم السبت، جملة من المقترحات حول الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي.

وتتمحور أجندتها حول إعادة هيكلة مفوضية الاتحاد بتخفيض حجم اللجان، والاستقلال المالي، وتقوية نظام العقوبات ضد الدول، وزيادة مشاركة الشباب.

البشير يدعو لإنهاء البيروقراطية داخل الاتحاد 

وعبَّر الرئيس السوداني، عمر البشير، عن رضاه إزاء جهود الإصلاح المؤسسي داخل الاتحاد الإفريقي، مشدداً على ضرورة توفر الإرادة السياسية لتتويج هذه الجهود لما يصب في مصلحة إنسان القارة. 

وناشد البشير، أمام القمة الاستثنائية للاتحاد، تنفيذ المشروعات التنموية ومشاريع الربط القاري. وأضاف أن ذلك في حاجة إلى حشد الموارد، والمضي في مسار تصحيح هياكل الاتحاد البيروقراطية، وترشيد الإنفاق، وإعلاء حصة المشروعات من التمويل، فضلاً عن تحفيز الإنتاج ورعاية القطاعات النوعية في المجتمعات.

وطالب البشير بتناغم أدوار الكيانات الإفريقية، وإحكام الأُطر المؤسسية التي تربط الاتحاد الإفريقي بالمنظمات شبه الإقليمية الأخرى في إفريقيا. 

مصر ترحب بمقترحات إصلاح الهيكل المؤسسي للاتحاد

من جانبه دعا رئيس الوزراء المصري، مصطفي مدبولي،‏‏ موافقة بلاده على مقترح إصلاح وتطوير مفوضية الاتحاد الإفريقي بشأن الهيكل الجديد المقترح للوظائف القيادية بالمفوضية،‏ الذي يقوم على رئيس للمفوضية ونائب للرئيس وستة مفوضين باختصاصات محددة‏.‏

وأضاف خلال مشاركته في أعمال الدورة الاستثنائية الحادية عشرة لمؤتمر قمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الإفريقي، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر مع الطرح المعروض، خاصة أنه يحقق التوازن المأمول بين الجنسين والأقاليم الجغرافية الخمسة.

وأشار إلي أن مصر ترحب بما تضمنه المشروع المطروح حول الإصلاح المالي والإداري لمفوضية الاتحاد الإفريقي، وتعرب عن التقدير للجنة المندوبين الدائمين الفرعية المعنية بالشئون الإدارية والمالية برئاسة جنوب إفريقيا علي عملها الدءوب وتوصياتها في هذا الشأن, التي اعتمدها المجلس التنفيذي، وتعرب مصر في هذا الصدد عن ثقتها في قدرة المفوضية علي تنفيذ خطة الإصلاح المالي والإداري بالشكل المرجو وفقا للمدي الزمني المحدد من جانب المجلس التنفيذي.

الجزائر تؤكد دعمها مسار "الإصلاح المؤسساتي" للاتحاد

بدوره أكد عبد القادر مساهل، وزير الشئون الخارجية الجزائري، اليوم الأحد، أن بلاده ساهمت بشكل كبير في كل مراحل الإصلاح "المؤسساتي" للاتحاد الأفريقي منذ قمة (كيجالي ) عام 2016، بهدف تعزيز العمل الأفريقي المشترك ومسايرة التحولات التي تعرفها القارة.

وأضاف مساهل في تصريحات أدلى بها - على هامش القمة الأفريقية بأديس أبابا ونقلتها وكالة الأنباء الجزائرية - أنه منذ قمة كيجالي التي تقرر فيها "الإصلاح المؤسساتي" للاتحاد مرورا بقمة نواكشوط التي عقدت في يوليو الماضي، شاركت الجزائر في الدفاع عن المبادئ التي تجعل من الاتحاد الأفريقي منظمة قارية وحكومية.

وأشار إلى أن الجزائر دعت إلى الأخذ بعين الاعتبار، في إطار مسار "الإصلاح المؤسساتي"، التحولات التي تعرفها القارة الأفريقية والعالم، وهو ما شددت عليه في كل الاجتماعات التنفيذية للاتحاد أو القمم التي عقدت منذ عام 2016.

وجدد التأكيد على تمسك الجزائر بمبدأ الحفاظ على "آلية الاتحاد الأفريقي" بالنظر إلى دورها في عالم يعرف تحولات كبيرة، مشيرا إلى أن فكرة "الإصلاح المؤسساتي" للاتحاد نابعة من ضرورة تأقلم المنظمة مع التغيرات التي تعرفها القارة على جميع الأصعدة، وأنه تم قطع أشواط كبيرة منذ قمة (كيجالي) في هذا الإطار.

وأكد أن فكرة "الإصلاح المؤسساتي" تأتي تعزيزا لميثاق الاتحاد، ولفكرة العمل الأفريقي المشترك لتنفيذ القرارات والأفكار التي تندرج في سياق الاندماج الاقتصادي الأفريقي، أو التنسيق بين الدول الأعضاء لتوحيد مواقفها الدولية.

وشدد على أن ضمان استقلالية قرارات الاتحاد مرتبط أساسا بمساهمة وإشراك كل الدول الأعضاء في تمويل المشروعات ذات الأولوية والبرامج المندرجة في أجندة "2063" للاتحاد الأفريقي.

ويشارك في القمة التي تستمر يومين، عدد من القادة الأفارقة، ومنهم الرئيس الرواندي بول كاغامي، الرئيس الحالي للاتحاد، ورئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد، الذي يشارك لأول مرة في قمة إفريقية منذ توليه منصبه أبريل/نيسان الماضي، وموسى فكي، رئيس مفوضية الاتحاد (يضم 55 دولة عضو).

وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية، قال كاغامي إن "الأحداث في منطقتنا والعالم من حولنا تؤكد على ضرورة الإسراع في عملية الإصلاح المؤسسي الذي بدأه القادة في الاتحاد الافريقي".مضيفا أن "العملية الإصلاحية مهمة لتحقيق أهداف إفريقيا التي ننشدها".

بدوره، دعا رئيس مفوضية الاتحاد، إلى ضرورة الحفاظ على خطوات التكامل والتعاون والوحدة السياسية، قائلا "أمامنا الكثير في إطار الإصلاح المؤسسي". مشيرا إلى أن "المجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي توصل إلى توصيات هامة خلال اجتماعات الأربعاء والخميس حول الإصلاح المؤسسي".

وشدّد فكي على أهمية تعزيز المساءلة والشفافية في العملية الإصلاحية، مؤكدًا أن "تعزيز العقوبات على الدول التي لم تدفع مساهماتها أمر في غاية الأهمية لإنجاح الإصلاحات".

من جانبه، قال رئيس وزراء إثيوبيا، إن "أهداف الإصلاح المؤسسي تفرض على الأفارقة بأن يتحدثوا بصوت واحد لضمان المصالح".

واعتبر أن هناك بعض التحديات أمام الإصلاح المؤسسي من بينها التنافس والصراعات، وأضاف: "للصمود أمام التحديات لابد من وحدة إفريقيا وعلى رأسها مفوضية فاعلة".

وشدّد أبي أحمد على ضرورة الالتزام بتنفيذ القرارات والتوصيات الإفريقية.

وتناقش أجندة القمة التي رفعها المجلس التنفيذي للاتحاد، عملية الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي، بما في ذلك إصلاح مفوضية الاتحاد، وولاية وكالة تنمية الاتحاد الإفريقي "AUA" وتمويل الاتحاد.

كما تشمل أجندة الإصلاح، إعادة هيكلة مفوضية الاتحاد بتخفيض حجم اللجان، والاستقلال المالي، وتقوية نظام العقوبات ضد الدول بسبب عدم الامتثال لقرارات الاتحاد، وزيادة مشاركة الشباب بنسبة 35 بالمائة.

المشاركون في القمة الاستثنائية للاتحاد

ويرأس الوفد المغربي في هذه القمة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ويضم على الخصوص محسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، المكلف بالتعاون الافريقي، والسفير محمد عروشي، الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا.

بينما شارك الوفد المصري برئاسة مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري ورفقة وزير الخارجية سامح شكرى، والوفد التونسي برئاسة وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوى والوفد الجزائري برئاسة الوزير الأول، أحمد أويحيى في هذه القمة.

لقاءات اجريت على هامش القمة

اجتمع الوفد الجزائري برئاسة الوزير الأول، أحمد أويحيى، على هامش القمة الاستثنائية ال11 للاتحاد الافريقي مع رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية .

فيما استقبلت رئيسة الجمهورية الإثيوبية سهلي ورق زودي، يوم السبت، نظيرها التشيلي داني فواري خلال زيارته إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة في اجتماع رؤساء الاتحاد الإفريقي وبحث الجانبان فرص كبيرة للعمل بين البلدين.

بينما أكد السفير أسامة عبدالخالق، سفير مصر في إثيوبيا، أن وزير الخارجية، سامح شكري، أجرى محادثات مع نظيره الإثيوبي عن سبل تجاوز التعاطي في سد النهضة على كل المسارات بشكل يضمن حق التنمية الإثيوبية والحقوق المائية المصرية.

رئيس الحكومة المغربية يتباحث مع الوزير السنغالي المكلف بالاندماج الإفريقي

وأجرى رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، السبت، مباحثات مع Mbagnick Ndiaye الوزير المكلف بالاندماج الإفريقي والنيباد والفرنكوفونية بحكومة جمهورية السنغال.

وأكد الجانبان، على هامش أعمال الدورة الحادية عشرة الاستثنائية لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، رغبتهما المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي وتوسيعه لمجالات جديدة، مجددين التنويه بالمستوى المتميز لعلاقات الصداقة والتعاون العريقة التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية السينغال.

كما تطرق الطرفان للمبادرة المشتركة "3S"، التي يتزعمها البلدان. وتروم المبادرة توفير ظروف التنمية المستدامة والاستقرار والأمن في المناطق الإفريقية المستهدفة، وكذلك توفير ما يناهز 2 مليون منصب شغل، ومحاربة التصحر عبر استصلاح عشرة ملايين هكتار من الأراضي الفلاحية، لمساعدة الساكنة على الاستقرار والحد من ظاهرة الهجرة.

وأكد الجانبان، في هذا الصدد، على الرغبة المشتركة في العمل على إنجاح هذه المبادرة ووضع الآليات وتعبئة الدعم الدولي والموارد اللازمة لذلك.

إصلاحات مرتقبة للاتحاد الأفريقي

من جهته قال خميس الجهيناوي، وزير الخارجية التونسي، إن اجتماعات القمة الأفريقية التي انطلقت يوم السبت، في مقر الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اتفقت على عدد من المقترحات حول عملية الإصلاح المؤسساتي للاتحاد الأفريقي.

وأوضح الجهيناوي، في مقابلة مع "العين الإخبارية"، على هامش أعمال القمة الأفريقية الاستثنائية، أن قمة الاتحاد الأفريقي المنعقدة بأديس أبابا، هي أول قمة تعقد لإصلاح المنظمة القارية، قائلا إن الدول الأفريقية اتفقت على اقتراح عدد من الإصلاحات، أولها آلية الانتخاب في مفوضية الاتحاد الأفريقي، ومهام رئيس المفوضية في علاقاته مع مختلف أعضاء المفوضين، وتمويل الاتحاد الأفريقي.

وأضاف أن هناك عزما ونية من قبل كل أعضاء دول المنظمة، لتحسين أداء مفوضية الاتحاد الأفريقي وجعلها أكثر شفافية وأكثر مصداقية، وتابع أنه يتطلع إلى دور أساسي وريادي للمرأة في مفوضية الاتحاد ومختلف الأجهزة الإدارية والسياسية بالمفوضية.

ومن المنتظر أن تشمل قرارات القمة الاستثنائية للاتحاد الافريقي جملة من المسائل، من ضمنها تفويض وكالة التنمية التابعة للاتحاد، وهيكلية واختصاصات القيادة العليا للمفوضية، واختيار تلك القيادة أو إلغاء التعيينات بها، فضلا عن إصلاحات إدارية ومالية.