أسبوع على هدوء الحديدة وفرص مشروع قرار بريطانيا تتعزز

الإثنين ١٩ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٠٦ بتوقيت غرينتش

يواصل أهالي مدينة الحديدة غربي اليمن حياتهم الطبيعية رغم استمرار التصعيد العسكري في أطراف المدينة، حيث استمرت جامعة الحديدة بعملها رغم الدمار الذي لحق بمبانيها والاشتباكات والغارات التي يشنها طيران العدوان السعودي. مراسلنا في الحديدة زار جامعة المدينة، وأعد التقرير التالي.

العالم - خاص بالعالم 

دخلت منذ أيام مرحلة تهدئة صمدت في أصعب الظروف، تحت ضغط القرار المرتقب صدوره، والذي تحول إلى سيفٍ مسلط على رقبة التحالف السعودي الإماراتي، الطامح إلى تحقيق نصر عسكري في مدينة الحديدة اليمنية الحيوية غرباً.

فبعد تأجيله لأيامٍ، من المقرر أن تطرح بريطانيا، اليوم الاثنين، على طاولة مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار دولي بشأن اليمن، من شأنه أن يمثل خطوة محورية بدعم جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث وجهود التهدئة في مدينة الحديدة الاستراتيجية، التي تحولت إلى محور الحرب والضغوط الدولية منذ أشهر.

مشروع القرار البريطاني بشأن اليمن يلبي مطالب لوكوك

وأفادت مصادر دبلوماسية يمنية بأن "مشروع القرار البريطاني، الذي كان من المقرر أن يُطرح يوم الجمعة الماضي على طاولة مجلس الأمن الدولي، تأجل إلى اليوم الاثنين، لاختبار نجاح التهدئة في مدينة الحديدة، بعد أن كانت أغلب المؤشرات تميل إلى احتمال تجدد المعارك في المدينة، عقب جلسة مجلس الأمن، في الأسبوع الماضي، وفي ظل المعادلة الميدانية، التي تجعل حظوظ هدنة طويلة الأمد ضعيفة إلى أبعد حد".

ووفقاً لتصريحات مندوبة بريطانيا الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة كارين بيرس، فإن مشروع القرار البريطاني بشأن اليمن يلبي المطالب الخمسة التي طرحها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة مارك لوكوك، أمام مجلس الأمن، يوم الجمعة الماضي، والتي تشمل تنفيذ وقف الأعمال العدائية في جميع البنى التحتية والمرافق، وتلك التي تعتمد عليها عمليات الإغاثة والواردات التجارية، إشارة إلى الحديدة، كشريان أساسي لوصول المساعدات إلى غالبية اليمنيين، وهو ما يعني أن القرار يدعم بصورة مباشرة وقف معركة الحديدة.

وينصّ المطلب الثاني الذي طرحه لوكوك على الدعوة إلى تسهيل وحماية الإمدادات الغذائية وغيرها من السلع الأساسية في جميع أنحاء البلاد، ودعم الاقتصاد عن طريق ضخ العملات الأجنبية ودفع رواتب موظفي القطاع العام المنقطعة منذ أكثر من عامين في البلاد، وزيادة التمويل والدعم لعملية المساعدات، وأخيراً دعوة الأطراف اليمنية والفاعلة في الصراع إلى العمل مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث لإنجاح جهوده الهادفة لإنهاء الحرب في البلاد.

من المقرر أن يبدأ غريفيث زيارة إلى الحديدة، هذا الأسبوع

ويوافق يوم الاثنين إكمال أسبوع على التهدئة التي فرضتها الجهود الدبلوماسية الدولية، وكان أبرزها الزيارة التي قام بها وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت إلى السعودية والإمارات، ونجح خلالها في إجبار التحالف على وقف العمليات العسكرية للقوات اليمنية المدعومة منها في الحديدة.

ومن المقرر أن يبدأ غريفيث زيارة إلى الحديدة، هذا الأسبوع، وهو ما يمثل دعماً إضافياً لوقف الأعمال العدائية، وخصوصاً أن أي تجدد للمواجهات بات أكثر تهديداً من ذي قبل، على المناطق الحيوية في المدينة بما فيها الميناء الذي تصل عبره أغلب الواردات الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى البلاد.

وعلى مدى الأيام الماضية، ووفقاً لتأكيدات مصادر محلية وعسكرية، توقفت العمليات الهجومية لقوات هادي المدعومة من قبل تحالف العدوان بشكل شبه كلي، على جميع محاور القتال في أطراف مدينة الحديدة، واقتصرت حوادث الاشتباكات على القصف المتبادل أو الاشتباكات المحدودة، بالإضافة إلى غارات جوية للعدوان.

في المقابل أعلنت انصار الله أنهم "على استعداد لحشد مزيد من المقاتلين على جبهة الحديدة"، بعد حشدها يوم السبت الماضي عشرات المقاتلين في ضواحي صنعاء في استعراض للقوة، استعداداً لإرسالهم إلى المدينة. وقال حامد عاصم من وفد انصار الله المتوقع إيفاده للمفاوضات في السويد إنهم "سيواصلون حشد قواتهم تحسباً لفشل مفاوضات الأمم المتحدة"، مضيفاً لوكالة "فرانس برس" أنه "بالنسبة للحوار نحن على أتمّ الاستعداد للحوار في أي لحظة، لكن حين يكون هناك حوار جدي يؤدي إلى سلام".