وسط خلاف على موعده.. مسعى أمريكي لنشر "صفقة ترامب"

وسط خلاف على موعده.. مسعى أمريكي لنشر
الإثنين ١٩ نوفمبر ٢٠١٨ - ١١:٣٧ بتوقيت غرينتش

يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يعقد قمة في البيت الأبيض خلال الأيام القليلة القادمة بحضور عدد من كبار مسؤولي حكومته لبحث تفاصيل ما يسمى "صفقة القرن" وبعبارة أخرى "صفقة ترامب" التصفوية ووضع اللمسات الأخيرة عليها من أجل نشر وثيقتها النهائية قبل إنتهاء العام 2018. هذا وتتفاوت وجهات نظر مسؤولي البيت الأبيض حول موعد نشر الوثيقة.

العالم - تقارير

ذكرت وسائل إعلام كيان الإحتلال الإسرائيلي أن القمة الأمريكية المرتقبة ستُعقد في البيت الأبيض بحضور ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون وكبير مستشاري البيت الأبيض وصهر ترامب جاريد كوشنير ومبعوث السلام الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات والسفير الأمريكي في تل أبيب دافيد فريدمان الذي وصل واشنطن قبل أيام.

وقالت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إن القمة ستبحث التفاصيل المتعلقة بصفقة ترامب وتحديد موعد لنشر وثيقة هذه الخطة الأمريكية الصنع والترويج لها في مختلف وسائل الإعلام من أجل حشد الدعم السياسي والدبلوماسي.

تؤكد التقارير الصحفية الإسرائيلية أن الرئيس الأمريكي يصرّ على نشر وثيقة ما يسمى صفقة القرن قبل نهاية العالم 2018 ولكن هناك خلافات بين مسؤولي البيت الأبيض بشأن موعد نشر الوثيقة بسبب الإنتخابات المبكرة التي يستعدّ كيان الإحتلال الإسرئيلي لإجراءها حيث يقول بعض من هؤلاء المسؤولين الأمريكيين أنه لا ينبغي تزامن نشر الوثيقة مع بدء حملات الإنتخابات المبكرة الإسرائيلية ولكن فريدمان يشدد على نشر وثيقة صفقة ترامب دون إنتظار إنتهاء الإنتخابات.

خطة صفقة ترامب التي يعمل على إعدادها فريق أمريكي بإشراف كوشنير وغرينبلات منذ عامين، جاهزة تقريباً وكان من المتوقع أن تُطرح في المستقبل القريب على الرأي العام العالمي ولكن الإنتخابات المبكرة الإسرائيلية قد يؤجّل نشرها إلى ما بعد الإنتخابات.

وكان ترامب قد وعد رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو أواخر سبتمبر الماضي في لقاءهما على هامش الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أنه سينشر خطته في غضون شهرين أو أربعة أشهر.

- القاهرة قد تكون عاصمة الإعلان عن خطة ترامب

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن ترامب سيعقد مؤتمراً دولياً في إحدى العواصم العربية ، يُرجّح أنها ستكون العاصمة المصرية القاهرة، ويعلن فيه تفاصيل خطته للتسوية في الشرق الأوسط (صفقة ترامب) وسيحضر المؤتمر ممثلون عن إسرائيل.

- تفاصيل عن خطة ترامب

تؤكد المصادر الإخبارية الإسرائيلية أن خطة ترامب لا تعترف بالقدس المحتلة عاصمةً لفلسطين وستطالب بأن تكون البلدة القديمة في القدس تحت إشراف قوات دولية.

والخطة الترامبية ستشمل الإعلان عن دولة فلسطينية ولكن لن تتشكّل هذه الدولة الجديدة في حدود الرابع من حزيران 1967 وستكون منزوعة السلاح وعاصمتها ستنحصر في عدد من مناطق القدس الشرقية مجتمعةً.

ويؤكد الإعلام الإسرائيلي أن الرئيس الأمريكي سيطالب في خطته التسووية بنقل بعض من المستوطنات الإسرائيلية الصغيرة الواقعة بالضفة الغربية المحتلة ولكن دون تحديد أماكن نقلها ولكن ستبقى المستوطنات الكبيرة حيث هي.

- اللاجئون في خطة ترامب

لا تعترف خطة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية بالفلسطينيين الذين هُجّروا من مناطقهم منذ عام 1948 كـ"لاجئين" بل تعتبرهم ممن لا يحق لهم العيش في وطنهم الأم. وبناءً على هذا، تنص الخطة على بقاء اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي يقطنونها الآن بدون أن يكون لهم حق العودة إلى فلسطين المحتلة وهذا يعني بوضوح أن حق العودة الذي تضمنته عشرات القرارات الدولية ذات الصلة ولا سيما القرار رقم 194 سيكون بعيد المنال للاجئين الفلسطينين وأيضاً لأبناءهم وأحفادهم الذين ولدوا في المهجر.

- غور الأردن

واللافت في الخطة الأمريكية الصنع لحل القضية الفلسطينية، كما تؤكد وسائل الإعلام الصهيونية، أن منطقة غور الأردن الحدودية بشرق الضفة الغربية المحتلة ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية لما لهذه المنطقة من ميزات كـ"مصادر المياه الوافرة".

وللتذكير أن منطقة غور الأردن الخصبة تشكّل 30 بالمئة من مساحة الضفة الغربية ولا يألو الإحتلال الإسرائيلي أي جهد لتفريغها من الفلسطينيين إما بالقوة وإما بمنعهم عن الوصول إلى آبار المياه أو أراضيهم الزراعية ورعي أغنامهم وتحديد تنقلاتهم وحظر البناء السكني وتطوير البنى التحتية.

وخلاصة القول أن رجل البيت الأبيض في خضم الإستقالات التي شهدتها حكومة الإحتلال الإسرائيلي إثر إنتصار المقاومة الفلسطينية في العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة، يسعى إلى غلق ملف القضية الفلسطينية لصالح الإحتلال لكي يحفظ ماء وجه السلطات الإسرائيلية المنهزمة في ساحة الحرب من جهة وإستكمال الخدمات التي يُسديها إلى الإحتلال، ما أمكن وإستطاع، قبل نهاية دورته الرئاسية الأولى من جهة أخرى.