بن سلمان يغرق فى دماء خاشقجي.. وترامب يفشل في انقاذه

بن سلمان يغرق فى دماء خاشقجي.. وترامب يفشل في انقاذه
الإثنين ٢٦ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٦:١١ بتوقيت غرينتش

اكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، اليوم الاثنين، إن التحقيقات التي تجريها بلاده حول قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي "ما زالت متواصلة وبكثافة"، فيما أعلن الادعاء العام التركي، العثور على "المتعاون" المحلي الذي تخلص من جثة الصحفي المعارض.

العالم - تقارير 

ففي تطوّر لافت في قضية خاشقجي، بدأ المحققون الأتراك البحث عن جثته في مزرعة نائية في جنوب شرق إسطنبول، بناء على معلومات استخباراتية جديدة أظهرت أن "عميلاً سعودياً متورطاً"، كان قد اتصل بصاحب المزرعة، قبل يوم من الجريمة. 

بن سلمان تحت مطرقة تركيا..

وتعرف المسؤولون الأتراك على منصور عثمان محمد أباحسين، الذي أجرى المكالمة، وهو أحد أعضاء الفريق المكون من 15 رجلاً، الذين تتهمهم تركيا بتنفيذ الجريمة. وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إنّ أباحسين قام في الأول من تشرين الأول، بالاتصال من هاتفه الشخصي بصاحب المزرعة الواقعة في منطقة ريفية بالقرب من مدينة يالوا، على ساحل بحر مرمرة، مشيرةً إلى أنّ تفاصيل المكالمة لم تُحدد.

ولم تكن هذه الصفعة الاولي التي تلقتها الرياض حيث اهدتها انقرة صفعة اخري بكشف الادعاء العام عن العثور على المتعاون الذي تخلص من جثة الصحفي المعارض.

وقال الادعاء، في بيان مقتضب، "تم التثبت من حدوث تواصل بين أحد أعضاء الفريق المتهم بقتل جمال خاشقجي، الذين نفذوا عملية القتل، مع مواطن سعودي يقيم في منطقة مدينة يالوفا بالقرب من اسطنبول، قبل يوم واحد من قتله".

وأشار إلى أن "التقدير الأولي هو أن الحديث كان يدور عن إخفاء أو التخلص من جثة منها بعد تقطيعها". وذكر النائب العام التركي أن اتصال المشتبه به "أبو حسين" بالمواطن السعودي صاحب الفيلا في يالوفا تمحور حول التخلص من جثة.

لكن السلطات التركية لم توضح هدف عمليات البحث في هذه المنطقة، ما ان كان الهدف هو العثور على جثة خاشقجي أو العثور على أفراد متورطين في جريمة قتله، أو المتعاون المحلي الذي قالت السعودية إنه تولى مهمة إخفاء الجثة.

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن أنقرة ستتعاون بشكل كامل في حال فتح تحقيق دولي بقضية خاشقجي، لافتا إلى تعالي الأصوات المطالبة بتحقيق دولي لعدم وجود أجوبة عن أسئلة مهمة، منها من الذي أمر بالقتل.

وأضاف أن التحقيقات التركية في هذه القضية متواصلة بكثافة، مطالبا المدعي العام السعودي بتقديم معلومات عن القضية لأن المتهمين معتقلون في قبضة السلطات السعودية.

سندان الشعوب الغاضبة..

من المؤكد ان مثل هذه التصريحات بمثابة وضع الملح على جرح ولى العهد السعودي الذي يواجه ضغوطا دولية وشعبية كبيرة رافضة للتسامح في هذه الجريمة. فلم تكن الجولة التي حاول بن سلمان ان يستعيد بها شرعيته ويمسح يده الملطخة بالدماء بمدّها للآخرين الا ان الشعوب العربية وحتى في الدول الحليفة كمصر تعبر عن غضبها لزيارة بن سلمان لبلدانها، فالغضب الشعبي العارم يسلط على مدى بشاعة الجريمة وعدم استقبال الجاني باي شكل من الاشكال.

ورفض ولي العهد لم يكن على الصعيد العربي فقط بل امتد الى الغرب حيث اعلنت شبكة "سي أن أن" الأمريكية، أن إحاطة أعضاء مجلس الكونغرس بقضية مقتل خاشقجي، ستكون الأسبوع المقبل.

وجدير بالذكر ان عددا من الأعضاء الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ الأمريكي، رفضوا أمس الأحد، مساندة ترامب للسعودية بعد مقتل جمال خاشقجي. وقال بعض المشرّعين من الحزب الجمهوري إن على الكونغرس أن يتخذ إجراءً إضافيا.

وسبق أن انتقد كبار حزب ترامب الجمهوري الأسبوع الماضي، دعمه للسعودية، بعد استنتاجات وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" في الحادثة.

فلم تثمر تعهدات ترامب بأن يظل "شريكا راسخا" للسعودية، ومحاولاته المستمرة في الدفاع عن ولي العهد السعودي وانفض من حوله حتى ابناء حزبه. 

ليوعز وزير خارجيته، مايك بومبيو، للتعليق على الموضوع بقوله إن واشنطن تعمل ما بوسعها من أجل محاسبة المتورطين في قتل الصحفي جمال خاشقجي، "مع الحفاظ على العلاقة المهمة مع السعودية".

لكن كلام الرئيس الامريكي، العائم واعلانه انه لا يريد التخلي عن حليفته التي تساعده في تمرير صفقته والتطبيع مع الكيان الصهيوني لم يفلح في تهدئة الشعوب الغاضبة بل زاد من حدتها واصبحت المعضلة الان ليست محصورة في مقتل خاشقجي وخنقه وتذويبه بعد تقطيعه على أيادي فريق الموت الذي طار خصيصا إلى إسطنبول لإنجاز هذه المهمة ومعظم أفراده من المقربين من الأمير السعودي بن سلمان، وإنما الاتهامات الموجهة إلى السعودية، وبن سلمان شخصيا بالوقوف خلف هجمة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.