الإمارات.. العفو عن جاسوس محكوم بالمؤبد في 5 دقائق!

الإمارات.. العفو عن جاسوس محكوم بالمؤبد في 5 دقائق!
الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٥:١٧ بتوقيت غرينتش

توجه البريطاني "ماثيو هيدجز" اليوم الثلاثاء إلى بلاده عقب عفو الإمارات بعد أن أصدرت عليه حكما بالسجن المؤبد جراء إدانته بالتجسس.

العالم - الامارات

وقالت الإمارات إنها عفت عن هيدجز بعد تسجيل مصور يظهر فيه وهو يعترف بأنه عضو بوكالة المخابرات البريطانية (إم.آي6).

وأفادت رويترز بأن هيدجز استقل رحلة إلى لندن من دبي.

وكان هيدجز، طالب الدكتوراة بجامعة درم الذي يبلغ من العمر 31 عاما، محتجزا منذ الخامس من مايو أيار عندما ألقت السلطات الإماراتية القبض عليه في مطار دبي الدولي بعد زيارة "بحثية" استغرقت أسبوعين.

ووترت القضية العلاقات بين الإمارات وبريطانيا الحليفين القديمين ودفعت لندن لإصدار رد دبلوماسي قوي بعد صدور الحكم الأسبوع الماضي، مع التحذير من أنه قد يضر بالعلاقات.

وأصدر رئيس الإمارات العفو عن هيدجز بأثر فوري ضمن عفو عام شمل أكثر من 700 سجين بمناسبة العيد الوطني للبلاد.

ورحب وزير الخارجية البريطاني بالقرار ووصفه بأنه "أنباء رائعة".

وأضاف "رغم أننا لا نتفق مع الاتهامات فإننا ممتنون للإمارات لحل القضية بسرعة".

وألمحت الإمارات يوم الجمعة إلى أنها تعمل على التوصل "لتسوية ودية" للقضية بعد أن وصفت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي الحكم بسجن هيدجز الأسبوع الماضي بأنه مخيب للآمال بشدة.

وذكرت زوجته دانييلا تيجادا أنه ظل في الحبس الانفرادي لأكثر من خمسة أشهر وأن الأدلة ضده ضمت ملاحظات من بحث أطروحته للدكتوراه.

وأضافت أن جلسة المحكمة الأسبوع الماضي استمرت أقل من خمسة دقائق.

ورفض سفير الإمارات في لندن هذه الرواية وقال إن القضية "خطيرة للغاية وأنه لم تكن "هناك محكمة صورية لمدة خمس دقائق".

وقبل دقائق من إعلان العفو عرض متحدث باسم الحكومة على الصحفيين تسجيلا مصورا يعترف فيه هيدجز بأنه عضو في المخابرات البريطانية (إم.آي6) وكان يجمع معلومات عن الأنظمة العسكرية التي تشتريها الإمارات.

وقال المتحدث جابر اللمكي "قد أثبتت الأدلة التي عُرضت على المحكمة من قبل النيابة العامة التهم المسندة للسيد هيدجز والتي أكدها كذلك اعترافه الصريح بقيامه بالتخابر لصالح دولة أجنبية، الأمر الذي لا يقبل الجدل بإدانة السيد هيدجز".

وأضاف أن هيدجز كان يهدف إلى "جمع وتحليل المعلومات عن متخذي القرار بالدولة بما فيهم أفراد من الأسر الحاكمة" وبيانات اقتصادية تتعلق بشركات استراتيجية.

وقال اللمكي "نظرا لشبكة العلاقات الكبيرة التي أسسها المدان نتيجة عمله السابق مع مؤسسة الشرق الأدنى والخليج (الفارسي) للتحليل العسكري ومقرها دبي تم تعيينه من قبل أحد أجهزة الاستخبارات، وذلك لمعرفة هذا الجهاز بالعلاقات التي يملكها هيدجز مع الأوساط العسكرية والأمنية في الإمارات... وتم اسناد مهمة العودة إلى الإمارات تحت غطاء باحث أكاديمي".

وشككت أسرته في الرواية الإماراتية. وقالت إن أطروحته ركزت على الهياكل الأمنية والقبلية وتوطيد السلطة السياسية في أبوظبي وهي موضوعات ذات حساسية في الإمارات.

وليس لدى الإمارات، تسامح يذكر تجاه الانتقاد العلني لأعضاء الأسرة الحاكمة أو كبار المسؤولين أو سياساتها وتحاكم نشطاء مطالبين بالديمقراطية لما تصفه بإهانة قادة الدولة.