ترامب يمنع هاسبل من إحاطة الكونغرس ويشكك مجددا في تقييمها

ترامب يمنع هاسبل من إحاطة الكونغرس ويشكك مجددا في تقييمها
الأربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٨ - ١٠:٤٦ بتوقيت غرينتش

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن البيت الأبيض منع مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، جينا هاسبل، أو أي مسؤول أمني من تقديم إحاطة لدى مجلس النواب الأمريكي بخصوص مقتل الكاتب والإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، كما شكك ترامب مجددا في صحة التقارير التي تتحدث عن ضلوع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقتلخاشقجي، معتبرا أنه قد يكون فعلها أو لا يكون.

العالم - تقارير

وقال ترامب في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست، إن "سي آي أي" لم تجزم في تقريرها بأن ولي العهد أمر بقتل خاشقجي. وأشار إلى أن الأمير محمد بن سلمان ربما قد فعل ذلك وربما لم يفعل. وأضاف أنه أخذ في الاعتبار إنكار ولي العهد السعودي المتكرر حينما قرر الحفاظ على ما سماه التحالف الوثيق مع السعودية.

وذكرت الصحيفة أن وزيري الخارجية الأميركي مايك بومبيو والدفاع جيمس ماتيس سيقدمان الأربعاء إحاطة سرية بشأن العلاقات الأميركية السعودية في مجلس الشيوخ، وذلك قبل أن يصوت المجلس على مقترح قانون لوقف الدعم الأميركي للتحالف السعودي الإماراتي في الحرب اليمنية.

وأشارت غارديان إلى أن أي قضية مهمة تتعلق بالأمن القومي الأميركي فإنه عادة ما يقدم مسؤول بارز في الاستخبارات الأميركية إحاطة للمشرعين في الكونغرس، وبالتالي سيكون غياب هاسبل أمرا فاضحا.

وكانت هاسبل سافرت إلى إسطنبول الشهر الماضي، وأسمعتها الاستخبارات التركية تسجيلا صوتيا لعملية اغتيال خاشقجي وتقطيع جثته داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، ثم قدمت مسؤولة "سي آي أي" تقريرا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتضمن تقييم الوكالة بشأن ما حدث للصحفي السعودي.

بولتون يمتنع

وقد امتنع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون اليوم في مؤتمر صحفي عن الرد على سؤال أحد الصحفيين بشأن ما أفادت به صحيفة غارديان عن منع هاسبل من تقديم إفادتها في الكونغرس.

وقال، إن البيت الأبيض لن يمنع هاسبل من تقديم أي إحاطة، لكنه قال إنه غير مهتم بسماع التسجيلات الموجودة لدى تركيا، والتي استمعت لها هاسبل أثناء زيارتها الأخيرة.

وبرر بولتون قراره بحسب موقع "سي بي أس" الإخباري الأمريكي بأنه "لا يفهم اللغة العربية".

 وأضاف: "الذين استمعوا إلى التسجيلات ممن يفهم اللغة العربية أعلمونا بجوهرها".

ونقلت صحيفة غارديان عن مساعد لأحد أعضاء مجلس الشيوخ قوله إنه دائما ما يقدم مسؤول استخباراتي إفادة للمشرعين في مثل هذه القضايا، وأضاف المساعد أن منع "سي آي أي" من تقديم تقييمها إلى الكونغرس سيكون أمرا غير مسبوق وسينظر إليه على أنه إسكات لصوت أجهزة الاستخبارات من لدن الرئيس ترامب.

وكان الرئيس الأميركي قال في وقت سابق إن تقييم وكالة "سي آي أي" لجريمة خاشقجي لم يكن جازما بشأن مسؤولية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بإعطاء الأمر بتصفية الصحفي السعودي.

وأضاف ترامب أن لتقييم "سي آي أي" وجهين مختلفين، وإنه لا يقول إن ولي العهد السعودي هو من أمر بقتل خاشقجي.

وسبق لرئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بوب كوركر أن دعا مديرة وكالة الاستخبارات المركزية لإحاطة المجلس بشأن جريمة خاشقجي، وأضاف كوركر أنه لا يتوقع أن تكون الإحاطة التي سيقدمها بومبيو وماتيس كافية للإجابة عن كل الأسئلة المتعلقة باغتيال خاشقجي.

وأضاف أن أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي ينظرون في إضافة تشريع جديد يستهدف ولي العهد السعودي.

وكانت "واشنطن بوست" التي كتب لها خاشقجي قد نشرت في أحد تقاريرها، أن المخابرات المركزية الأمريكية خلصت إلى أن "ولي عهد السعودية محمد بن سلمان هو من أصدر الأمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول".

بينما، رفض أعضاء جمهوريون وديمقراطيون بمجلس الشيوخ الأمريكي مساندة الرئيس ترمب للسعودية بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وقال بعض المشرعين من حزبه إن على الكونغرس أن يتخذ إجراء إضافيا.

وترمب كان قد تعهد الأسبوع الماضي بأن يظل "شريكا راسخا"للسعودية، وقال إنه لم يتضح ما إذا كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعلم بخطة قتل خاشقجي الشهر الماضي في القنصلية السعودية في إسطنبول. و ألقى بظلال من الشك على تقييم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) بأن الأمير محمد أمر بقتل خاشقجي، قائلا للصحفيين إن الوكالة لم تتوصل إلى استنتاج نهائي.

ووفقاً لتقارير متعددة، تشير الشرائط والمواد الاستخبارية الأخرى بوضوح إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمر بقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول في 2 أكتوبر/ تشرين الأول.

ومع ذلك، أكد ترامب أن تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية  “سي آي إيه”غير مقنع، وهو ما شكك فيه كثير من أعضاء مجلس الشيوخ، الذين كانوا يتوقعون أن يسمعوا مباشرة من هاسبل، حول جريمة القتل الوحشية التي تعرض لها خاشقجي. ويبدو أن ذلك ساعد في التأثير على عدد منهم بحشد الرأي ضد استمرار الدعم العسكري الأمريكي للحرب التي تشنها الرياض في اليمن.

رفض تصريحات ترمب

السناتور الجمهوري مايك لي قال على قناة إن.بي.سي "أختلف مع تقدير الرئيس. فهو لا يتسق مع المعلومات المخابراتية التي رأيتها" والتي تشير لتورط ولي العهد.

السناتور الجمهوري جوني إرنست قال لشبكة سي.إن.إن "أعتقد أننا بحاجة لإمعان النظر في ذلك بشكل أكبر".

إرنست أقر بأهمية السعودية كشريك استراتيجي، لكنه أضاف "نحن أيضا أمة قوية جدا حين يتعلق الأمر بحقوق الإنسان، وحين يتعلق بسيادة القانون. وتابع "وإذا كانت هناك مؤشرات على أن الأمير تورط في هذا القتل، فعلينا حتما أن ندرس اتخاذ إجراء آخر".

السيناتور الجمهوري بن ساس قال إن رفض الرئيس ترامب إلقاء المسؤولية على ولي العهد السعودي في قتل خاشقجي -رغم ما ورد في تقرير الاستخبارات المركزية- كان ضعيفا للغاية، بحسب صحيفة "ذا هيل".

يرى ساس -العضو البارز في لجنة الشؤون العسكرية بمجلس الشيوخ الأمريكي- أن الواقعية تختلف عن أن تكون ضعيفا إلى درجة طمس الحقيقة. فولي العهد السعودي -بحسب السيناتور الأميركي- ساهم في جريمة ارتكبت خارج المملكة، وليس من القوة التعامي بهذا الشأن، مؤكدا أن القوة هي في قول الحقيقة مهما كانت صعبة.

عقوبات

تعهد السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام بالدفع لفرض عقوبات على ولي العهد السعودي، إذا تلقى تأكيدات من المخابرات أن بن سلمان أمر بقتل خاشقجي.

قال غراهام في تصريحات عبر الهاتف لموقع أكسيوس الإخباري إن عددا من زملائه في مجلس الشيوخ طالبوا بالاستماع لإفادة من المخابرات الأمريكية هذا الأسبوع.

أضاف غراهام أنه سيعمل للحصول إجماع على مشروع قرار في المجلس، إذا ما خلصت الأدلة إلى وجود احتمال كبير بشأن تورط ولي العهد السعودي في الجريمة. كما أكد أنه سيحث خلال مشروع قراره على النظر في عدد من سلوكيات محمد بن سلمان التي وصفها بالشاذة والمدمرة، كإدارة الحرب في اليمن واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وحصار قطر الذي تم من دون أي تشاور، وفق تصريحاته.

وتواجه السعودية أزمة دولية كبيرة منذ أعلنت، في 20 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مقتل خاشقجي في قنصليتها بإسطنبول، بعد 18 يومًا من الإنكار.

وقدمت الرياض روايات متناقضة بشأن مصيره، قبل أن تقر بقتله وتجزئة جثته، إثر فشل "مفاوضات" لإقناعه بالعودة إلى المملكة.

وأثار ما حدث لخاشقجي موجة غضب عالمية ضد المملكة، ومطالبات بتحديد مكان الجثة، ومحاسبة الجناة، وخاصة مَن أمَر بالجريمة.

 وأعلنت النيابة العامة السعودية، منتصف الشهر الجاري، أن من أمر بقتل خاشقجي هو "رئيس فريق التفاوض معه"، وأنه تم توجيه تهم إلى 11 شخصا، وإحالة القضية إلى المحكمة، مع المطالبة بإعدام 5 منهم.