تنسيق اميركي مع "داعش" لضرب الجيش السوري

تنسيق اميركي مع
الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٥:١٣ بتوقيت غرينتش

تلوح في الأفق ملامح تمثيلية جديدة بإشراف وسيناريو أميركيين كما جرت العادة ولكن هذه المرة بممثلين جدد يتقدمهم إرهابيو تنظيم “داعش” في محاولة للوصول إلى نتيجة لطالما حاولوا تسويقها وتمريرها لتبرير تنفيذ اعتداءات أميركية جديدة على مواقع الجيش السوري.

العالم - تقارير

فقد أكدت وزارة الدفاع الروسية أن تنظيم “داعش” الإرهابي يصنع قنابل محشوة بمواد سامة في مبنى إحد المشافي في ريف ديرالزور واستخدامها لاتهام الجيش السوري.

وأوضحت الوزارة في بيان لها نشرته على موقعها الإلكتروني أن تنظيم “داعش” الإرهابي يقوم بتصنيع ذخائر كيميائية بهدف قصف مواقع قوات “قسد” في منطقة هجين في محافظة ديرالزور من الطرف الذي تتمركز فيه وحدات من الجيش السوري “لإثارة ضربات جوية مكثفة من الطيران الأميركي عليها”.

وأشار البيان إلى أن 11 إرهابيا مدربا من تنظيم “داعش” قدموا إلى سوريا من الخارج يقومون بتعبئة القنابل بالمواد الكيميائية وتجهيزها.

وختم البيان بأن القيادة العسكرية للقوات الروسية في سورية نظمت عمليات مراقبة في ديرالزور حيث أرسلت إلى هناك منظومات رصد إشعاعية وكيميائية بيولوجية.

ما أوردته وزارة الدفاع الروسية في بيانها يؤكد مجددا وبعد سلسلة من التجارب السابقة مدى التنسيق الأميركي مع تنظيم “داعش” الإرهابي المدرج على لائحة الإرهاب الدولية لتنفيذ مخططاتها في المنطقة وإطالة أمد الحرب في سوريا حيث أثبتت العديد من الوقائع المثبتة بالأدلة أن إرهابيي “داعش” ليسوا أكثر من أدوات تنفيذية طيعة بيد الإدارة الأميركية ساهمت في إنشائها ودعمها بجميع ما تحتاجه من وسائل لضمان استمرارها بكل ما خلفتها من إرهاب وتدمير وتخريب في المنطقة.

الأمثلة التي تفضح التنسيق الأميركي من إرهابيي “داعش” مدعمة بالأدلة وعلى مدى سنوات منذ أن كشف التنظيم التكفيري عن نفسه فقد أفادت مصادر أهلية وإعلامية عدة مرات ومن مناطق مختلفة في سوريا بأن “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة قام بنقل مجموعات إرهابية من تنظيم “داعش” جلها من المتزعمين وتهريبها لإنقاذها من ضربات الجيش السوري عبر حوامات عسكرية إلى جهات مجهولة في أرياف الحسكة وديرالزور والرقة ومنطقة التنف على الحدود العراقية الأردنية كما نقلت مجموعة من متزعمي التنظيم الإرهابي الذين كانوا قد التجؤوا إلى قوات “قسد” فروا من ديرالزور للاحتماء من ضربات الجيش السوري هذا عدا الاعتداءات المباشرة التي نفذتها طائرات أميركية على مواقع للجيش  السوري على امتداد الجغرافية السورية بدءا من جبل ثردة في محيط مطار ديرالزور العسكري شمالا إلى محيط منطقة التنف في الجنوب الشرقي على الحدود العراقية الأردنية إضافة لوقائع كثيرة كشفت تورط واشنطن بإمداد إرهابيي “داعش” بالأسلحة والذخائر عبر إسقاطها بالمظلات من طائراتها في مناطق انتشاره.

وتؤكد الوقائع أن الإدارة الأميركية بتحالفها اللا شرعي وهو الذي جاء من خارج مجلس الأمن الدولي ما تزال تراهن على أدواتها ذاتها المتمثلة بتنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية للمضي في فرض مخططاتها على المنطقة وشعوبها كما يؤكد أن ما جاء في بيان وزارة الدفاع الروسية حول عزم تنظيم “داعش” الإرهابي تنفيذ هجوم ضد قوات “قسد” بقنابل محشوة بمواد كيمياوية وفق سيناريو يقود إلى استنتاجات بأن الجيش السوري هو من نفذ هذا الهجوم لاستدراج اعتداءات أميركية جديدة على مواقعه هو من صميم المخطط الأمريكي الصهيوني لبث الحياة من جديد في أرواح شياطينها من دواعش ومن على شاكلتهم في سوريا لإعادة إنتاج الفوضى وتهيئة الظروف مجددا للتدمير والتخريب فيها واستنزاف مقدراتها البشرية والطبيعية .

على الصعيد ذاته حذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من أن الإرهابيين في سوريا والعراق حصلوا على تقنيات تصنيع مواد سامة، محذرا من مخاطر حقيقية لانتشار الإرهاب خارج حدود المنطقة.

وقال لافروف، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي لبحث انتشار أسلحة الدمار الشامل "التهديد المتزايد للإرهاب الكيميائي" في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما في العراق وسوريا، يثير قلقا بالغا. المسلحون لا يستخدمون المواد الكيميائية السامة فحسب، بل لديهم أيضا تقنياتهم الخاصة وقدراتهم الإنتاجية لتجميع عوامل الحرب الكيميائية الكاملة".

كما لفت لافروف، إلى أن بعض الدول الغربية تغض النظر عن حقائق تصنيع واستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا والعراق، مشيرا إلى أن ذلك يتعارض مع عدد من قرارات مجلس الأمن الدولي.

كما أعلن وزير الخارجية الروسي، أن موسكو تؤكد اقتراحها بإقامة آلية جديدة للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

وقال لافروف "إننا نؤكد اقتراحنا بتشكيل آلية جديدة للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا بناء على المبادئ التي تمتثل امتثالا تاما لأحكام اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية".

وأوضح لافروف "لقد شهدنا مؤخرا محاولات مستمرة للتلاعب في أنشطة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية وآلية التحقيق المشتركة التي انجزت عملها، إننا نعتبر هذا الأمر مؤسفا".

وكان مدير قسم عدم الانتشار والرقابة على التسلح في وزارة الخارجية الروسية، ميخائيل أوليانوف، أعلن أن موظفي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في حال التحقيق بالهجمات الكيميائية بسوريا ليسوا في وضع يمكنهم ضمان احترام مبادئ الحفاظ على الأدلة.

في السياق ذاته، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، يوم 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أن روسيا على استعداد لمناقشة مسألة تشكيل آلية جديدة لإجراء التحقيق في الهجمات الكيميائية التي وقعت في سوريا، وذلك لأن الآلية السابقة قد شوهت سمعتها بنفسها.

وقد نشرت وزارة الدفاع الروسية فيديو من أحد مستشفيات حلب حيث تم نقل المتضررين نتيجة الهجوم الكيميائي الاخير على المدينة.

ووقد وصل عدد المصابين نتيجة الهجمات الإرهابية، باستخدام الكلور الى 107 أشخاص، بينهم نساء وأطفال كانوا يعانون من الاختناق وغيرها من الأعراض، التي تدل على التسمم.

وقد قصف الارهابيون من منطقة خفض التصعيد في إدلب مناطق سكنية في حلب، هي حي الخالدية وحي الزهراء وشارع النيل، باستخدام قذائف تحتوي على الكلور.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "إن قصف مدينة حلب السلمية، التي نفذها إرهابيون ومتشددون من المناطق الخاضعة لسيطرتهم ،هو محاولة لتقويض عملية تطبيع الحياة في سوريا، التي تخضع لإدانة غير مشروطة من المجتمع العالمي بأسره".

وياتي قصف المناطق الاهلة بالسكان في حلب ومناطق اخرى بالاسلحة الكيميائية من قبل المجموعات الارهابية في ظل صمت المجتمع الدولي بحيث ان الجماعات الإرهابية تستخدم بنشاط، المواد السامة، غالبا لأهداف استفزازية، لتوجيه اتهامات إلى دمشق باستخدام الأسلحة الكيميائية.