ترامب في موقف حرج بعد استماع الكونغرس لمديرة السي آي ايه

ترامب في موقف حرج بعد استماع الكونغرس لمديرة السي آي ايه
الأربعاء ٠٥ ديسمبر ٢٠١٨ - ١٢:٠٤ بتوقيت غرينتش

الجميع أصبح مقتنعا بضلوع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في جريمة اغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول بسبب تواتر الادلة والتقارير الاستخباراتية. وهذا هو لسان حال اعضاء الكونغرس الامريكي بعد الإحاطة التي قدمتها مديرة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي اي ايه) جينا هاسبل، أمام مجلس الشيوخ بشأن مقتل خاشقجي.

العالم- السعودية

عقدت جينا هاسبل، أمس الثلاثاء، جلسة مغلقة مع عدد محدد من أعضاء مجلس الشيوخ، لتقديم إحاطة بشأن مقتل خاشقجي، بعد أن احتج أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لعدم حضورها جلسة إفادة حول القضية ذاتها لوزيري الخارجية والدفاع مايك بومبيو، وجيم ماتيس، الأسبوع الماضي، حضرها جميع الأعضاء. و التي يقال ان سر عدم حضورها ضغط البيت الابيض.

واطلق أعضاء "جمهوريون و ديمقراطيون" في مجلس الشيوخ الأمريكي، تصريحاتٍ حادة، وهاجموا محمد بن سلمان، بعد الاستماع الى إفادة هاسبل وواكد مصادر إعلامية أمريكية أن من سمعوا تصريحات عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي الجمهوري ليندسي غراهام، والسيناتور بوب كوركر، أصيبوا بالصدمة نظراً لانها ليست قريبة من موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال السيناتور الجمهوري، لندزي غراهام إنه "على ثقة عالية" من أن بن سلمان كان على معرفة مسبقة بشأن عملية قتل خاشقجي.

ووصف عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ساوث كاليفورنيا الأمير السعودي بأوصاف أمثال "كرة هدم" و"مجنون" و"خطر".

كما كتب العضو الجمهوري مقالا انتقد فيه سياسات السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان، وشدد على أن الكونغرس سيأخذ موقفا قويا لكبح جماح الرياض بغض النظر عن موقف إدارة الرئيس.

وقال السيناتور في مقاله الذي نشر  بصحيفة وول ستريت جورنال "قتل النظام السعودي لجمال خاشقجي، وحملته العسكرية المتهورة في اليمن، وحصاره لقطر، ومحاولته إزاحة رئيس الوزراء اللبناني، كل ذلك يظهر غطرسة مدهشة وعدم اكتراث بالأعراف الدولية".، مضيفا: "إذا كانت هذه الأفعال تجعل من سعودية محمد بن سلمان مصدرا للاستقرار بالشرق الأوسط، فأنا أكره أن أرى كيف يكون السلوك المزعزع للاستقرار".

وانتقد السيناتور البارز -الذي يوصف بأنه قريب من الرئيس دونالد ترامب- موقف الإدارة وحجج مسؤوليها في الدفاع عن العلاقة مع الرياض وتجاهل تصرفات ولي العهد السعودي.

ووصف إنكار تورط ولي العهد بمقتل الصحفي بمثابة "عمى مقصود" في ضوء الأدلة التي جمعتها المخابرات الأميركية، محذرا من أن التقاعس عن محاسبة محمد بن سلمان سيمنح الطغاة ضوءا أخضر لتصفية معارضيهم.

وقال سيناتور آخر، هو بوب كوركر، للصحفيين "لا يساورني أي شك في أن ولي العهد محمد بن سلمان هو من أمر بالقتل".

وأضاف السيناتور الجمهوري عن ولاية تنيسي "إذا وقف (بن سلمان) أمام هيئة المحلفين في المحكمة سيُدان خلال 30 دقيقة بأنه مذنب".

وأشار كوركر إلى أن الرئيس ترامب قد تغاضى عن جريمة قتل الصحفي برفضه إدانة ولي العهد السعودي".

وقال العضو الديمقراطي البارز في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بوب منيندز، بعد استماعه لإيجاز سي آي أيه "لقد تعززت وجهات النظر التي كانت لدي".
وطالب كوركر بصراحة برد فعل قوي وبإنهاء الدعم الامريكي للرياض في  عدوانها على اليمن.

ويبدو ان الجنون الذي اطلقه غراهام على الامير الشاب هو امر واقعي حيث وصف جمال خاشقجي قبل مقتله في احد مكالماته مع  المعارض السعودي عمر عبد العزيز المقيم في كندا  حيث قال خاشقجي في رسالة يعود تاريخها إلى مايو الماضي عن ابن سلمان: "كلما التهم ضحايا، أراد المزيد"، وذلك بعد القبض على عدد من النشطاء السعوديين في المملكة، وأضاف: "لن أتفاجئ لو طال القمع الأشخاص الذين يهللون له".

ابن سلمان يثبت وحشيته حتى مع معاونيه

ومن الواضح ان الامير الشاب لايزال مستمرا في سلوكه الوحشي تجاه جميع من يقع في دائرته خاصة انه لم يلقى حتى الان الرادع القوي الذي يمنعه من الاستمرار  في نهجه الاجرامي.

وفي اخر الاخبار عن الوحشية الـ" بن سلمانية" كشفت مصادر سعودية وفلسطينية، بأن القيادي الفلسطيني الهارب محمد دحلان والمقرّب من ولي عهد أبو ظبي،محمد بن زايد، تعرّض لضرب شديد على يد عصابة مجهولة، في إمارة دبي.

وبحسب المصادر، فإن الهجوم الذي تعرض له "حلان" تزامنً مع زيارة محمد بن سلمان إلى الإمارات الأسبوع الماضي.

 

وقالت المصادر التي تحدثت لصحيفة "يني شفق" التركية، فإنّ وليا العهد السعودي والإماراتي، طلبا من "دحلان" أن يلبس قضية خاشقجي على أنه الرأس المدبّر والمخطط والآمر لها، بهدف إبعاد التهمة عن  "ابن سلمان" وتبرئة ساحته، إلا أنّ "دحلان" رفض تمامًا هذا العرض.

وذكرت المصادر، أن اللقاء الذي جمع بين وليّي العهد مع محمد دحلان، جرى على يخت خاص في إمارة دبي، وأن حادث الضرب الذي تعرّض له دحلان جرى أيضًا في دبي، عقب ذلك اللقاء.

بناء على ما ذكر فإن جميع المعلومات تدل على دموية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الامر الذي اذعن به اعضاء الكونغرس الامريكي في قضية خاشقجي ووضع الرئيس دونالد ترامب في موقف حرج. لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو هل سيتمادى ترامب في حماية ذراعه في المنطقة في ظل الادلة المتوفرة في قضية خاشقجي؟