العراقية ناديا مراد تتسلم جائزة نوبل للسلام

العراقية ناديا مراد تتسلم جائزة نوبل للسلام
الإثنين ١٠ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٤١ بتوقيت غرينتش

ناشدت الشابة العراقية ناديا مراد، لدى تسلمها جائزة نوبل للسلام اليوم في أوسلو، المجتمع الدولي حماية شعبها الايزيدي، والعمل على تحرير آلاف النساء والأطفال الذين لا يزالون في قبضة تنظيم "داعش" الارهابي.

العالم - العراق

رغم أنها كانت شاهدة على أسوأ الحقبات التي مر بها ايزيديو العراق، جلّ ما تسعى إليه مراد هو أن يساق عناصر تنظيم "داعش" إلى المحكمة لتحقيق العدالة. هذه الشابة ذات الأعوام الـ25، خرجت من صلب المعاناة لتصبح مدافعة شرسة عن حقوق الطائفة الايزيدية، حتى فوزها في 25 تشرين الأول بجائزة نوبل للسلام.

ولدى تسلمها جائزة نوبل للسلام اليوم في أوسلو، طالبت المجتمع الدولي بتوفير حماية لشعبها. وقالت مراد: "اذا كان المجتمع الدولي يريد حقاً مساعدة ضحايا هذه الابادة الجماعية (...) فيجب أن يوفر لهم حماية دولية".

وأضافت: "من غير المعقول" ان العالم لم يبذل مزيداً من الجهد لتحرير أكثر من 3 آلاف من الأيزيدييين الذين لا يزالون محتجزين لدى "داعش".

وكانت قالت عشية تسلمها الجائزة: "إنني متفائلة ومنفتحة بطبيعتي. أقيم منذ أربع سنوات في ألمانيا، إنه مكان آمن، لكنني رغم ذلك اعيش في الخوف".

وكانت أعلنت من واشنطن، بعد فوزها بالجائزة، أن "العدالة لا تعني قتل جميع أعضاء داعش الذين ارتكبوا الجرائم ضدنا، بل أن يواجهوا محاكمة قانونية، ورؤيتهم يعترفون بالجرائم التي ارتكبوها ضد الأيزيديين، ومعاقبتهم على تلك الجرائم على وجه التحديد".

ذلك لأن الفتاة صاحبة الوجه الشاحب والشعر البني الطويل، والتي كانت تعيش حياة هادئة في قريتها كوجو على أطراف قضاء سنجار، معقل الأيزيديين في تلك المنطقة الجبلية في شمال غرب العراق على الحدود مع سوريا، رأت حياتها تتحول ظلاما، بعد اجتياح تنظيم "داعش" بلدتها في آب 2014، فقتل أبناء ديانتها من الرجال والأطفال، وحول النساء، وهي بينهن، سبايا.

واستولى "داعش" آنذاك على مساحات في شمال العراق وغربه، إثر هجوم، وارتكبوا مجازر طالت أبناء غالبية الأقليات.

وكان عدد الأيزيديين في العراق يبلغ 550 ألف نسمة قبل دخول تنظيم "داعش"، هاجر نحو مئة ألف منهم، بينما فرّ آخرون إلى كردستان العراق الشمالي.

لم تتوقف مراد حتى يومنا هذا، كما هي حال صديقتها لمياء حاجي بشار التي حصلت معها على جائزة "ساخاروف" لحرية التعبير من البرلمان الأوروبي عام 2016، عن التذكير بوجود أكثر من 3 آلاف أيزيدي مفقود، ربما لا يزالون أسرى لدى داعش.

وفي منتصف أيلول 2016، عيّنت مراد سفيرة للأمم المتحدة للدفاع عن كرامة ضحايا الاتجار بالبشر، وخصوصا ما تعرض له الأيزيديون.

خطفت مراد من قريتها، ثم نقلت إلى مدينة الموصل، معقل تنظيم "داعش" حينها. وكانت بداية كابوس دام لأشهر، بعدما تعرضت للتعذيب والاغتصاب الجماعي، قبل أن تُباع سبياً، بعدما أرغمت على التخلي عن ديانتها الأيزيدية التي يعدها التنظيم الارهابي كفرا وعبادة للشيطان.

بعيد ذلك، قررت الهرب. وبمساعدة أسرة مسلمة من الموصل كانت تقيم عندها، حصلت على هوية سمحت لها بالانتقال إلى كردستان العراق.

وبعد هربها، عاشت الشابة التي تقول إنها فقدت ستة من أشقائها ووالدتها في النزاع، في مخيم للاجئين في كردستان، حيث اتصلت بمنظمة تساعد الأيزيديين اتاحت لها الالتحاق بشقيقتها في المانيا.

وبعد وصولها إلى ألمانيا، قررت الدفاع عن الأيزيديين. وراحت تسعى إلى تصنيف الاضطهاد الذي تعرضوا له، على أنه "إبادة".


وتعود الديانة الأيزيدية إلى آلاف السنوات، حين انبثقت من الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين، بينما يقول البعض إنها خليط من ديانات قديمة عدة، مثل الزرادشتية والمانوية.

وقالت أمام نواب أوروبيين، بعد تسميتها سفيرة أممية للدفاع عن كرامة ضحايا الاتجار بالبشر، إن الارهابيين "أرادوا المساس بشرفنا، لكنهم فقدوا شرفهم".

وتوضح أنها من ألمانيا تقود "كفاح" شعبها. ومن أجل تلك القضية، جمعت حليفات كثيرات، بينهن أمل كلوني، المحامية البريطانية اللبنانية الأصل والمدافعة عن حقوق الإنسان، والتي قدمت كتاب مراد "لكي أكون الأخيرة"، الذي صدر بالفرنسية في شباط.

وقبل عام تماما، تعهد مجلس الأمن الدولي، بمساعدة العراق، على جمع أدلة على جرائم تنظيم "داعش".

تصنيف :