هل يعود الشاهد؟! هكذا سخر التونسيون من زيارة رئيس الوزراء للسعودية

هل يعود الشاهد؟! هكذا سخر التونسيون من زيارة رئيس الوزراء للسعودية
الجمعة ١٤ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٨:٥١ بتوقيت غرينتش

جدل واسع أثارته زيارة رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد إلى السعودية والتي بدأت الخميس وتنتهي السبت، خاصّة أن السلطات التونسية لم تعلن عنها إلا بعد أن أعلنت عنها سفارة السعودية في العاصمة تونس، وسط تكتم كبير عن مضمونها، في وقت قوبلت فيه برفض شديد من الشارع.

العالم - تونس

ووفق بيان لرئاسة الحكومة التونسية مساء الأربعاء وُصف بالمتأخّر، فإن الشاهد يزور السعودية على رأس وفد عالي المستوى من أعضاء في الحكومة، دون أن تدلي بتفاصيل أكثر عن برنامج الزيارة.

واجتاح وسم (هاشتاغ) "زعمة الشاهد يرجع" (هل يعود الشاهد) مواقع التواصل الاجتماعي في تونس على خلفية الزيارة، في إشارة إلى أنه سيواجه نفس مصير الرئيس اللبناني سعد الحريري الذي تم احتجازه في المملكة، فضلا عن قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

واحتدم الجدل حول ما إذا كانت الزيارة جاءت بناء على دعوة من ولي العهد محمد بن سلمان أم لا، وتساءل النشطاء في ردود فعل ساخرة عن أسباب هذه الزيارة وتفاصيلها، ولم تقتصر الانتقادات على النشطاء فقط، بل عبّر أيضا إعلاميون وحقوقيون وسياسيون عن رفضهم لها.

دعم الرياض
وأبدى الناشط وليد بدري في تدوينة تحفظه على الزيارة، وقال إنها جاءت لكسب ود المملكة من أجل تقديم دعم له في الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، في حين تساءل الناشط محمد ذويب عن الوديعة بملياري دولار التي ستمنحها الرياض إلى تونس.

وأعاد وسم "هل يعود الشاهد؟" الذاكرة إلى وسم "لا أهلا ولا سهلا بالسفاح السعودي محمد بن سلمان"، الذي انتشر على نطاق واسع عقب زيارته تونس في الـ27 من الشهر الماضي في إطار جولة شملت عددا من البلدان العربية.

واعتبر سياسيون أن مضامين زيارة الشاهد تتجاوز الدعم الاقتصادي إلى محاولته إيجاد دعم سياسي واقليمي، خاصة أنّه يجهز نفسه لمشروع سياسي بهدف الترشح للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

وفسر الناشط السياسي عبد الرؤوف العيادي دعوة ولي العهد السعودي ليوسف الشاهد لزيارة الرياض بالخطوة الذكيّة من أجل كسب تأييد خارجي أكبر، خاصّة أن الشاهد بات يوصف برجل الدولة القوي الذي تُسلّط عليه الأضواء داخليا وخارجيا، وقد يكون هو البديل القادم لرئيس الجمهورية الحالي الباجي قايد السبسي.

ويرى المتحدث أنّ السعودية تحاول البحث عن بديل للسبسي تدعمه في المحطات القادمة مقابل تبييض صورة بن سلمان، وتوسيع علاقاتها الخارجية من خلال تونس بعد مقتل خاشقجي.

من جهته، يرى الكاتب الصحفي عبد الجبار المدّوري أن هذه الزيارة قد تعمق الخلافات بين السبسي ورئيس حكومته، مستبعدا أن يكون قد تم التنسيق بينهما.

في المقابل، يؤكد جلال غديرة النائب عن كتلة الائتلاف الوطني الموالية للشاهد أنّه تم التنسيق بين الشاهد والسبسي بشأن الزيارة التي ستهتم بتمتين العلاقات الثنائية بين البلدين، وتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي والتنموي.

ملف المخلوع
ويستبعد الخبراء في الشأن السياسي أن يبحث الشاهد خلال زيارته مسألة استرجاع الأموال المنهوبة، وملف تسليم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي إلى السلطات التونسية.

ولا يتوقّع رئيس الحكومة السابق والقيادي في حركة النهضة علي العريض أن يتضمّن جدول الزيارة النظر في ملف بن علي بقدر ما سيسعى الشاهد إلى تعميق العلاقات السياسية وتطوير العلاقات المالية والاقتصادية بين البلدين، حسب تقديره.

وفي الشأن ذاته، يقول المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي إن رئيس الحكومة والجهات الرسمة غير متحمسة لإثارة أي موضوع خلافي مع الجهات السعودية، وإن الهدف من الزيارة هو دعم العلاقات الاقتصادية لذلك هناك فصل بالكامل بين الجانب الاقتصادي والسياسي في هذه الزيارة.