رغم الحظر الأمريكي على مدى 4 عقود..

ايران.. ضمن الدول المصنعة والمُطلقة للأقمار الصناعية

ايران.. ضمن الدول المصنعة والمُطلقة للأقمار الصناعية
الثلاثاء ١٥ يناير ٢٠١٩ - ١١:٣١ بتوقيت غرينتش

بعد التهديدات والتهويلات التي كرّستها الولايات المتحدة لثني إيران عن إستمرار تقدمها في تصنيع الأقمار الصناعية، إلا أن طهران باتت قاب قوسين أو أدنى لإستكمال مشوارها في مجال صناعة الاقمار الصناعية كليا رغم الحظر الأمريكي الأحادي الجانب والجائر عليها. حيث أصبحت بإطلاقها القمر الصناعي المحلي الصنع "بيام" فجر اليوم، الدولة الحادية عشرة التي تمتلك هذه التقنية على مستوى العالم.

العالم- تقارير

بالرغم من مواكبة بعض الدول الاوروبية لأمريكا ومحاولتها لإقناع ايران في عدم إطلاق أقمارها الصناعية، الا ان الرد الإيراني جاء وعلى لسان كبار المسؤولين الإيرانيين بأن ايران ماضية في قرارها الذي لا رجعة عنه.

لكن ما ألهب أنظار الرأي العام للقضية أكثر من أي شيئ آخر تغريدة وزير "الإتصالات وتقنية المعلومات" الإيراني محمد جواد آذري جهرمي فجر اليوم الثلاثاء على صفحته في تويتر، ليؤكد ان قمر "بيام" لم يستقر في المدار المخصّص له، رغم إجتيازه بنجاح المرحلتين الأولى والثانية.

مما يبعث على القرار والإطمئنان لدى الخبراء والمختصين الإيرانيين انهم ومنذ ان بدأوا تقنية إطلاق اول قمر صناعي عام 2009، تمكنوا من السيطرة على هذه الصناعة المحلية تماما، وخاصة تقنية صناعة حاملات الأقمار الصناعية أو الكائنات الحية (كما جربت ذلك ايران في إطلاقها السابق).

المختصون الإيرانيون وكما اكد الوزير جهرمي في تغريدته لم يكفوا عن استمرار جهدهم في مواصلة العمل لإنجاح العملية، ليستقر قمر "بيام" في مداره المحدد له في الأيام القليلة المقبلة. ويعتز المختصون الإيرانيون ان كل ما لديهم من تقنية في تصنيع الأقمار الصناعية من الفها الى يائها هي تقنية محلية الصنع، بحيث لا يمكن لأحد أن ينكر بأن ايران اصبحت من بين أحد عشر بلدا، تقوم بتصميم وتصنيع الأقمار الصناعية وحاملاتها محليا دون الحاجة الى أي مساعدة أجنبية.

أما ما يلفت الإنتباه اكثر من أي شيئ آخر فيما يخص الأقمار الصناعية الإيرانية الصنع، هي المهام والميزات التي يتحلى بها قمر "بيام". فمهام هذا القمر تتركز على مسح جوي كامل للموارد الطبيعية للبلاد ومن خلال إعتماد أطياف الأنوار الثلاثة الأخضر والأحمر ومادونه التي لها اكثر من مورد في الموارد الزراعية والصحية الإستهلاكية لحياة المواطنين، وبقياسات أكثر دقة بالنسبة للأقمار التي سبق وان اطلقتها ايران لهذه المهمة، اضافة الى قدرة القمر "بيام" على تخزين الصور، ومن ثم ارسالها وتقييم الإشعاعات الفضائية التي يجمعها ومن ثم يرسلها الى المحطات الأرضية التي تراقبه.

أما الميزات الفنية التي يتحلى بها القمر "بيام" فهو يعتبر من الأقمار الأصغر حجما بالنسبة لسابقاته حيث يبلغ وزن هذا المقر 100 كغم ويتم تركيبه على متن صواريخ محلية الصنع لتضعه على مدار (LEO) بالقرب من سطح الأرض على ارتفاع متوسط لتكون عملية المسح الجوي المخصص لها اكثر دقة وجودة، خاصة وانه من المقرر ان يتم وضعه في مدار يشكل زاوية لا تزيد عن 55 درجة مع سطح الأرض، ويبقى يدور حول الكرة الأرضية لثلاثة أعوام.

ويعتبر قمر "بيام" الصناعي من ضمن الأقمار الصغيرة المحلية التي تصنعها مؤسسة الجو فضا الإيرانية لتنمية التقنية الفضائية ومن المقرر ان يتم إنجازه من قبل جامعة "أمير كبير" الصناعية بالعاصمة طهران ليقوم بمهمة المسح الجوي المخصص لها.

ومن المقرر أن يكون عمر هذا القمر بعد اطلاقه ثلاثة أعوام يقوم خلالها بمسح جوي للموارد الطبيعية داخل مساحة ايران، وارسال المعلومات الى مراكز الاستقبال على الارض، ثم جمع وتخزين نماذج من الإشعاعات الفضائية وبالتالي ارسالها الى الارض، وقياس ميزانية الإشعاعات المغناطيسية الموجودة حوله في الفضاء.

ويؤكد الخبراء والمختصون الإيرانيون انهم لن يتركوا مهامهم في إنجاز وإنجاح مهام القمرين الصناعيين "بيام" (الرسالة) و"دوستي" (الصداقة) اللذين سيتم اطلاقهما قريبا. ما يدفع المراقبين لمواصلة ترقبهم للخطوات الإيرانية الجبارة في إستمرار تصنيع الأقمار الصناعية والتأكد من أن ايران لن تثنيها التهديدات والترهيبات الأمريكية مهما تضاعفت، وإنها أثبتت اكثر من مرة حتى الآن بأنها لو عزمت على إنجاز مهمة ما، فإنها لن تتراجع عنها حتى تحقيقها على أرض الواقع، والماضي شاهد على مانقول والأيام القادمة ستسجل لحظات إنطلاق القمرين الإيرانيين محليي الصنع من ارض البلاد وإستقرارهما في المدارين المقررين لهما، ناهيك عن الصور والمعلومات التي ستتلاقها مراكز الإستقبال المخصصة لها على أرض ايران الإسلامية لتزويدها بالمراكز البحثية.

*عبدالهادي الضيغمي