العلاقات الوثيقة بين ايران والعراق ومحاولات ترامب اليائسة

العلاقات الوثيقة بين ايران والعراق ومحاولات ترامب اليائسة
الخميس ١٧ يناير ٢٠١٩ - ١١:١٨ بتوقيت غرينتش

اكدت زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى العراق ولقاءاته مع كبار المسوولين والشخصيات السياسية والىينيه البارزة على اهمية العراق بالنسبة للجمهورية الاسلامية الايرانية والتعاون الوطيد بينهما والاواصر الدينية والثقافية العريقه التي تجمع بين شعبي البلدين وهي تشكل ايضا ردا على التصريحات التدخلية للادارة الاميركية في العلاقات بين بغداد وطهران.

العالم - العراق

وغادر وزير الخارجية محمد جواد ظريف، مساء اليوم الخميس، محافظة النجف الاشرف عائدا الى العاصمة طهران؛ في نهاية زيارته الرسمية التي استغرقت 5 ايام الى العراق.

ورافق ظريف في هذه الزيارة وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى؛ حيث قام باجراء لقاءات مع كبار المسؤولين العراقيين في بغداد واربيل والسليمانية وكربلاء المقدسة والنجف الاشرف.

كما شارك وزير الخارجية الايراني في 5 ملتقيات اقتصادية بمشاركة رجال الاعمال الايرانيين والعراقيين اقيمت في المدن والمحافظات العراقية المذكورة.

وطرح ظريف خلال هذه الملتقيات السياسات الاقليمية وبرامج الجمهورية الاسلامية الايرانية الهادفة الى تنمية العلاقات مع العراق، كما تعرف عن كثب على آراء ومشاكل التجار ورجال الاعمال في هذا الخصوص.

وقال وزير الخارجية الايراني خلال مشاركته في ملتقى تعاون اقتصادي بين ايران والمحافظات المركزية والجنوبية للعراق في مدينة كربلاء اليوم الأربعاء، إنّ الشعبين العراقي والسوري هما اللذان هزما "داعش" دون دور أمريكي.

وأضاف ظريف بأنّ الإنتصار على "داعش" في هذين البلدين جاء بفضل كفاح الشعبين العراقي والسوري اللذين قدما دماء شبابهما الطاهرة في هذا السبيل نافياً أية علاقة للولايات المتحدة في تحقيق هذا الانتصار وواصفاً ايّاه بأنه انجاز اقليمي.

وعبّر ظريف عن قناعته بأنّ حاضر ومستقبل الشعبين الايراني والعراقي مشترك لافتاً الى تعاونهما في محاربة "داعش" وإسقاط نظام صدام البعثي الديكتاتوري.

وشكر ظريف حسن ضيافة الإخوة العراقيين للزوار الايرانيين خلال أيام الأربعين والمناسبات الاخرى وقال: إنّ الهدف من توافد الشعب الايراني لاينحصر على التجارة والقضايا الاقتصادية بل هو دليل على حبه لأهل البيت (عليهم السلام) وسيدنا الإمام الحسين(سلام الله عليه).

واشار وزير الخارجية الايراني الى ان العتبات المقدسة في العراق مقرّبة لقلوب الشعبين، داعياً الى إزالة العقبات التي تقف في طريق التعاون الثنائي بهدف رفع مستوى التبادل التجاري الذي أحصاه حالياً 8 مليارات دولار.

وقال: لايحق لأمريكا أن تضع حدوداً للتعاون الذي اتفق عليه بلدان جاران، مشيراً الى إرتفاع نسبة التعاون في مجال الطاقة بين البلدين وقدرة الشركات الايرانية على توفير حاجة العراق في هذا القطاع.

کما قام ظريف بالرّد علی تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب التدخلية حول العلاقات بين ايران والاكراد في العراق وسوريا.

وفي تصريح لشبكة 'روداف' علی هامش زيارته الاخيرة الی اربيل، تطرق ظريف الی تصريحات ترامب الاخيرة حول بيع النفط من جانب الأكراد الی ايران؛ مؤكدا: نحن كنّا الی جانب بعضنا البعض منذ آلاف السنين وسنواصل هذا التلاحم رغم تغيّر الحكومات.

واكد وزير الخارجية الايراني علی اهمية الوحدة بين الشعب العراقي والسيادة الوطنية في هذا البلد؛ مصرحا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تبذل علی الدوام جهدها من اجل تعزيز علاقاتها بشتی المجالات السياسية والاقتصادية مع بغداد واربيل.

ولفت الی ان زيارته الحالية للعراق تأتي في سياق تنمية العلاقات مع هذا البلد؛ واصفا مباحثاته مع المسؤولين في بغداد وكردستان العراق بانها ايجابية.

وفی نفس السیاق، اكد وزير الخارجية الايراني بانه لا يحق لوزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو التدخل اطلاقا في شؤون العلاقات بين ايران والعراق.

وقال ظريف في الرد على سؤال حول تصريحات بومبيو الاخيرة بشان العلاقات بين طهران وبغداد: "لا يحق له اطلاقا التدخل في شؤون العلاقات بين ايران والعراق، اذ ان العلاقات بين البلدين قائمة قبل تاسيس الدولة الاميركية وستستمر في المستقبل ايضا".

وفي الرد على سؤال حول الزيارة التي قام بها ترامب خلسة للعراق قال، ان علاقاتنا مع العراق ليست مصطنعة ولسنا بحاجة لزيارة العراق سرا. اننا نلتقي الناس ونحضر بينهم وان شعبي البلدين تربطهما علاقات وطيدة.

واشار ظريف الى ان زيارته للعراق تعد اطول زيارة قام بها لبلد ما وقال، ان الزيارة كانت ممتازة وكانت لنا اجتماعات جيدة جدا مع المسؤولين العراقيين.

واضاف، انه في جميع المدن التي زرناها كانت لنا لقاءات جيدة جدا مع المسؤولين المحليين ومندوبي القطاع الخاص وبعض الناشطين في المجتمع المدني ورؤساء العشائر، ولقد شهدنا العلاقة الوثيقة جدا بين شعبي وحكومتي البلدين وهي علاقات تاريخية، وقد ارتوت هذه العلاقات بدماء الشهداء المراقة في الحرب ضد "داعش" ونامل بان تشكل هذه الزيارة ارضية للتعاون بين القطاعات الخاصة الايرانية والعراقية.

واكد ظريف بان مستقبل العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين سيكون وضاء جدا وسيكون افضل يوما بعد اخر، ولفت الى الزيارة التي سيقوم بها الرئيس روحاني الى بغداد قريبا، معربا عن امله بان تكون مثمرة جدا.