ملخص - مع الحدث - مشهد الشمال السوري والواقع المرفوض

السبت ١٩ يناير ٢٠١٩ - ٠٤:٥٠ بتوقيت غرينتش

 الى اي مدى يراوح الشمال السوري مكانه بعد تمدد النصرة لجوار ادلب؟ ماذا يعني اشعالها جبهات القتال مع وحدات الجيش لتوسيع بسط النفوذ؟ هل اعطت لدمشق كل المبررات لعملية عسكرية وشيكة بالتعاون مع الحلفاء؟ ماذا عن اتهام انقرة بالانقلاب على سوتشي للمقايضة على شرق الفرات ومنبج؟

قال الكاتب السياسي حسن حردان ان نفوذ جبهة النصرة امتدت الى خارج ادلب ليشمل ريف حلب الغربي بشكل شبه كامل وبعض ريف حماة، اضافة الى معظم مدن محافظة ادلب، كمدينة ادلب وجسر الشغور وخان شيخون والعديد من البلدات والمدن الاخرى في المحافظة هي تحت سيطرة جبهة النصرة الارهابية بما فيها سراقب التي كانت من المقرر ان تكون منزوعة السلاح.

واوضح حردان ان النصرة بهذه السيطرة باتت على تماس مع ما تسمى " الجبهة الوطنية" التي تضم مجموعة فصائل مسلحة تأتمر بالاوامر التركية، وتتواجد في المناطق التي يتواجد فيها الجيش التركي، مضيفا ان السيطرة الاساسية التي تشمل معظم المناطق التي هي خارج سيطرة الدولة السورية باتت لجبهة النصرة الارهابية.

وحول الموقف التركي من تمدد نفوذ جبهة النصرة، قال حردان ان هذا التمدد وضع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في موقف صعب، مشيرا الى ان اردوغان سارع الى التدخل سريعا لوضع حد لتمدد جبهة النصرة.

ولفت حردان الى ان النصرة ارادت تحقیق عدة اهداف من وراء توسيع نفوذها، منها قطع الطريق على اقامة المنطقة منزوعة السلاح من جهة، والسيطرة على العائدات المالية، التي تأتي من الضرائب و"الأتاوات" التي تفرض عبر الطريق الواصل بين المناطق السورية في الشمال والتي يمر عبرها جميع السيارات التي تنقل المحروقات. وذلك لتظهر النصرة بمظهر على انها القدرة القادرة التي يجب التفاوض معها لايجاد اي حل سياسي بالمنطقة، اضافة الى حسم الصراع بين جميع الفصائل المسلحة في منطقة الشمال لتكون لجبهة النصرة.

واضاف حردان ان توسيع جماعة النصرة الارهابية لنفوذها له نتائج عكسية على الجماعة الارهابية حيث سيهل على سوريا وروسيا وايران التعامل مع هذا الموضوع، باعتبار ان هذه المنطقة باتت تحت سيطرة جبهة وبالتالي هم في حل من اي اتفاق سياسي، والحسم سيكون عسكريا بالقضاء على الارهاب، مشيرا الى انه على تركيا ان تحسم امرها في هذا الموضوع كونه لم يعد هناك مجال للحديث عن منطقة منزوعة السلاح.

بدورها قالت الناطقة الرسمية باسم الجبهة الديمقراطية السورية المعارضة ميس كريدي انه هناك الان سيطرة للارهاب، وانتهت فكرة معتدل وغير معتدل، مؤكدة انه لا يوجد احد في العالم ان يمنع الحسم فيما يخص ادلب، لانه بات واضحا ان هذه السيطرة هي لقوى مصنفة عالميا على انها قوى ارهاب، مشيرة الى ان السيطرة الارهابية ستؤدي الى قرار عالمي بحسم هذه المسألة.

وقللت كريدي من امكانية ان تقبل النصرة الحوار مع اي طرف دولي، مضيفة انه ورغم تورط العديد من الدول بدعم الارهاب إلا انها لا تسطيع ان تقدم غطاء لحوار مع النصرة.

وتابعت كريدي انه لا يمكن الحوار مع هؤلاء الارهابيين إلا بالقضاء عليهم، مشيرة الى ان النصرة وإن حاولت تقديم نفسها على انها قوة عسكرية وصاحبة نفوذ إلا انه لا يوجد اي طرف يقترح الحوار مع النصرة.

من جانبه فال الدبلوماسي الروسي السابق سيرغي فوربيوف ان الوضع في سوريا معقد وهو ليس بصالح الدولة السورية، موضحا ان "وزير الخاريجة الروسي سيرغي لافرورف قال انه يراهن على اللقاء الشخصي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب اردوغان"، على اساس انه مفتاح حل الازمة السورية.

واوضح فوربيوف ان ايجابية انقرة لها دور حاسم في تسوية الصراع في الشمال السوري، حيث من الممكن ان تصل موسكو وانقرة الى تفاهمات جديدة حول المنطقة،

واشار الدبلوماسي الروسي السابق الى السبب الرئيسي وراء الاشكال القائم في الشمال السوري يتمثل بجبهة النصرة، مشددا على ضرورة استئصال هذا الاشكال في تلك المناطق.

وقال فوربيوف ان موسكو تدرك جيدا مخاوف انقرة فيما يخص الامن القومي، لكنها حريصة كل الحرص على اولوية الحلول السياسية، مشيرا الى انه بالنسبة لاحتمالات التصادم العسكري لاتزال هذه الاحتمالات قائمة.

واوضح فوربيوف ان بامكان روسيا ان تضغط على تركيا من خلال العلاقات الثنائية والقنوات الاقتصادية التي تربط البلدين ببعضمها.

ضيوف الحلقة:

الكاتب السياسي حسن حردان

ميس كريدي الناطقة الرسمية باسم الجبهة الديمقراطية السورية المعارضة

الدبلوماسي الروسي السابق سيرغي فوربيوق

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/4014666

https://www.alalamtv.net/news/4014676