الرئيس الاسد:

إجراء الانتخابات المحلية يثبت قوة الشعب السوري ودولته

إجراء الانتخابات المحلية يثبت قوة الشعب السوري ودولته
الأحد ١٧ فبراير ٢٠١٩ - ١١:٣٨ بتوقيت غرينتش

 اكد الرئيس السوري، بشار الاسد، ان إجراء الانتخابات المحلية في موعدها يثبت قوة الشعب والدولة.

العالم - سوريا

وقال الرئيس السوري في كلمة له خلال استقباله رؤساء المجالس المحلية من جميع المحافظات اليوم إن صدور القانون 107 كان خطوة مهمة في زيادة فعالية الإدارات المحلية، وإن إجراء انتخابات المجالس المحلية يثبت فشل رهان الأعداء على تحويل الدولة السورية إلى دولة فاشلة غير قادرة على القيام بمهامها.

واضاف انه بعد تحسن الوضع الميداني نحن أمام فرصة لنقلة نوعية في عمل الإدارة المحلية ستنعكس على جميع مناحي الحياة، مشيرا إلى أن الوحدات المحلية أصبحت الآن أكثر قدرة على تأدية مهامها دون الاعتماد على السلطة المركزية، ومؤكدا أن إطلاق المشاريع التنموية بشكل محلي سيتكامل مع المشاريع الاستراتيجية للدولة وهذا بحد ذاته استثمار للموارد المالية والبشرية.

وأشار الرئيس السوري إلى أن أحد الجوانب الإيجابية لقانون الإدارة المحلية هو توسيع المشاركة في تنمية المجتمع المحلي الذي يقوم بإدارة الموارد.

وقال الرئيس الأسد إن سياسة بعض الدول تجاه سوريا اعتمدت على دعم الإرهاب وتسويق محاولة تطبيق اللامركزية الشاملة لإضعاف سلطة الدولة، مضيفا إن مخطط التقسيم ليس جديداً ولا يتوقف عند حدود الدولة السورية بل يشمل المنطقة ككل.

وأكد الرئيس الأسد أن مع كل شبر يتحرر هناك عميل وخائن يتدمر لأن رعاتهم خذلوهم، وأن البعض رهن نفسه للبيع وتم شراؤه ورغم كل ذلك لم يحقق المهام التي طلبها منه داعموه.

واضاف إن مخطط الهيمنة على العالم الذي تقوده أمريكا لم يتغير، وحقيقة مقاومة شعبنا ازدادت رسوخا، مشددا على أن الوطن ليس سلعة وهو مقدس وله مالكون حقيقيون وليس لصوصاً.

وأردف ان بعد كل تلك السنوات لم يتعلم العملاء أن لا شيء يعطي الإنسان قيمته إلا انتماؤه الحقيقي، مضيفا إن السبيل الوحيد للتراجع عن الضلال هو الانضمام إلى المصالحات وتسليم السلاح للدولة.لافتا انه بفضل القوات المسلحة السورية ودعم القوات الرديفة والحلفاء والأصدقاء والأشقاء تمكنا من دحر الإرهاب، ولم تكن ممكنة حماية الوطن لولا الإرادة الشعبية الواحدة عبر مختلف أطياف وشرائح المجتمع السوري.

وأكد الرئيس الأسد أن الشعب السوري العريق متجذر في التاريخ وقاوم الإرهاب.. نحن ننتصر مع بعضنا ولا ننتصر على بعضنا، وإن غياب الانتماء إلى الوطن هو الوقود الذي يستخدمه الخارج لاستهداف وطننا.

وحول ازمة اللاجئين أوضح الرئيس الأسد أن الدولة السورية تعمل على إعادة كل نازح ومهجر ترك منزله بفعل الإرهاب لأن هذه العودة هي السبيل الوحيد لإنهاء معاناتهم، لافتا إلى أن الدول المعنية بملف اللاجئين هي التي تعرقل عودتهم والدعامة الأساسية للمخطط المرسوم لسوريا هي موضوع اللاجئين الذي بدء بالتحضير له قبل بداية الأزمة.

واضاف إن موضوع اللاجئين كان مصدراً للفساد استغله مسؤولو عدد من الدول الداعمة للإرهاب، وان عودة المهجرين ستحرم هؤلاء من الفائدة السياسية والمادية، مضيفا إن ملف اللاجئين في الخارج محاولة من الدول الداعمة للإرهاب لإدانة الدولة السورية.

واكد انه لن نسمح لرعاة الإرهاب بتحويل اللاجئين السوريين إلى ورقة سياسية لتحقيق مصالحهم، داعيا كل من غادر الوطن بفعل الإرهاب للعودة إليه للمساهمة في عملية إعادة الإعمار فالوطن لكل أبنائه.

واشار الى ان وعينا الوطني أفشل المخطط المسموم لأعدائنا الذي لم ينته بعد، رغم ان البعض منا ما زال يقع في أفخاخ التقسيم التي ينصبها لنا أعداؤنا.

وأضاف الرئيس الأسد إن الحوار ضروري لكن هناك فرق بين طروحات تخلق حواراً وأخرى تخلق انقساماً ويجب التركيز على الأشياء المشتركة الجامعة.

وقال الرئيس الأسد إن النقد حالة ضرورية عندما يكون هناك تقصير ويجب أن يكون موضوعياً والحوار يجب أن يكون مثمراً ويستند إلى حقائق وليس إلى انفعالات، مشيرا إلى أن الحوار المبني على الحقائق يميز بين صاحب المشكلة الحقيقية وبين الانتهازي، وإن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل ما في تردي الأوضاع في البلاد.. وهي مجرد أدوات.

واكد انه علينا ألا نعتقد أن الحرب انتهت.. ونقول هذا الكلام للمواطن والمسؤول، فنحن أمامنا أربع حروب: الحرب الأولى عسكرية والثانية حرب الحصار والثالثة حرب الأنترنت والرابعة حرب الفاسدين وما حصل مؤخراً من تقصير بموضوع مادة الغاز هو عدم شفافية المؤسسات المعنية مع المواطنين.

وأضاف الرئيس الأسد إن الوضع الحالي يتطلب الحذر الشديد نتيجة فشل الأعداء عبر دعم الإرهاب وعبر عملائهم لأنهم سيسعون إلى خلق الفوضى من داخل المجتمع السوري.

واكد إن التحدي الأساسي هو تأمين المواد الأساسية للمواطن الذي تواجهه صعوبات يفرضها الحصار ومعركة الحصار هي معركة قائمة بحد ذاتها فهي معركة كر وفر تشبه المعارك العسكرية.

وأضاف إن صاحب المعاناة يحتاج إلى معالجة مشكلاته لا إلى سماع خطابات بلاغية. وانه مهما امتلكنا من الأمانة والنزاهة والقوانين الجيدة لا يمكن إدارتها مركزيا وهنا دور الإدارة المحلية فلدينا قوانين ولكننا نفتقد المعايير والآليات وإن وجدت كانت ضعيفة وغير سليمة ودون المعايير لن نتمكن من حل أي مشكلة لذا علينا أن نكون عمليين في حواراتنا.

وقال الرئيس الأسد إن المعاناة هي المبرر للبحث عن الحقوق لكن ليست المبرر لظلم الحقيقة، فالحقيقة تقول إن هناك حرباً وإرهاباً وحصاراً، والحقيقة تقول إن هناك قلة أخلاق وأنانية وفساداً وجزء من هذه الحقائق خارج إرادتنا جزئياً وليس كلياً.

وأضاف إن إعادة بناء العقول وإصلاح النفوس هي التحدي الأكبر وليس إعادة إعمار البنية التحتية. وان أعداؤنا عندما بدؤوا الحرب كانوا يعرفون أنهم سيتركون لنا بنية تحتية مدمرة ويعرفون أننا سنعيد بناءها لكن الأصعب هو التعامل مع البنية الفكرية ويجب ألا نفشل في ذلك. حيث إن بنية المجتمع المتينة والدولة القوية تمكننا من التمسك بثوابتنا، ومستقبل سوريا يقرره حصرا السوريون.

واكد الرئيس السوري إن سيادة الدول شيء مقدس وإذا انتهكت عبر العدوان والإرهاب فهذا لا يعني التنازل عن جوهرها وهو القرار الوطني المستقل. مشددا على إن الدستور غير خاضع للمساومة، ولن نسمح للدول المعادية أن تحقق عبر عملائها الذين يحملون الجنسية السورية أيا من أهدافها.

واوضح ان الدول المعادية ما زالت مصرة على عدوانها وعرقلة أي عملية خاصة إذا كانت جدية مثل سوتشي وأستانا.وان دور الأمم المتحدة مرحب به إذا كان مستندا إلى ميثاقها.

واعلن انه لا حوار بين طرف وطني وآخر عميل، ومن حمى الوطن هو صمود الشعب واحتضانه للجيش العربي السوري. وانه لن يعوض عن خساراتنا وأحزاننا إلا انتصارات وتضحيات الجيش العربي السوري في الميدان. واننا لن ننسى مخطوفينا وقد حرر المئات منهم ولن نتوقف عن العمل من أجل تحريرهم ولن نترك فرصة تؤدي لعودتهم إلا ونستغلها.

وقال الرئيس الأسد انطلاقاً من مبدأ العدالة لا يمكن المساواة بين من حمل السلاح دفاعا عن الوطن وبين من تهرب من أداء واجبه تجاه وطنه. وانه لا بد من كسب ثقة المواطن وتكوين القناعة لديه بفعالية المجالس المحلية.

واردف اننا نحمل كلنا مسؤولية والتزاما وطنيا بالوقوف إلى جانب ذوي الشهداء والجرحى والتعافي الكبير والاستقرار لن يكون إلا بالقضاء على آخر إرهابي، مؤكدا أن أي شبر من سوريا سيحرر وأي متدخل ومحتل هو عدو.

ولفت الى ان الاعداء سيلجأون الى اشاعة الفوضى في البلاد نتيجة فشلهم عبر الارهاب وحرب الوكلاء. مشيرا الى انه لا يوجد شيء مستحيل رغم الحصار. وان الاعداء فشلوا في المراحل السابقة وانتقلوا للمرحلة الثالثة وهي تفعيل العميل التركي في المناطق الشمالية وان اردوغان عبارة عن اجير صغير عند الاميركي.

واكد أن حرية الارهابيين وكرامتهم لا يشعرون بها الا عند حضن الاميركي والمحتل.ووجه رسالة للمجموعات التي تراهن على الاميركي قائلا ان الاميركي لا يحميكم ولن تكونوا سوى عبيد عند العثماني.