قمة شرم الشيخ..مستوى تمثيل إماراتي وقطري هزيل

قمة شرم الشيخ..مستوى تمثيل إماراتي وقطري هزيل
السبت ٢٣ فبراير ٢٠١٩ - ٠٦:٣٨ بتوقيت غرينتش

تنطلق غدا الأحد، أعمال القمة العربية الأوروبية بمدينة شرم الشيخ، برئاسة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بمشاركة 20 وفدا من الدول العربية خفضت بعضها مستوى تمثيلها بشكل كبير ما اثار تساؤلات حول اسباب ذلك.

العالم- العالم الاسلامي

ويترأس الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، وفد بلاده، وفق بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وتعد هذه أول زيارة خارجية للملك سلمان منذ زيارته روسيا في أكتوبر/تشرين الأول 2017 اذ كانت آخر زيارة لمصر في أبريل/نيسان 2016، لتوقيع اتفاقيات أبرزها يتضمن إقراراً مصرياً بالتنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير" للمملكة، وهو ما أثار غضباً واسعاً لدى الرأي العام المصري.

وأعلنت مملكة البحرين وسلطنة عُمان، السبت 23 فبراير/شباط، مستوى تمثيلها في القمة العربية الأوروبية.

وأفادت وكالة الأنباء البحرينية بمغادرة الملك حمد بن عيسى آل خليفة البلاد، متوجهاً إلى مصر لترأس وفد المملكة المشارك بالقمة.

فيما غادر أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء العُماني، الممثل الخاص للسلطان قابوس بن سعيد، البلاد لترأس وفد بلاده بالقمة ذاتها، وفق وكالة الأنباء العمانية.

وأعلنت الكويت، السبت، أن أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، سيرأس وفد بلاده إلى القمة العربية الأوروبية.

بينما قاطع أمير قطر قمة شرم الشيخ بسبب خرق القاهرة للبروتوكول في توجيه الدعوة إليه لحضور هذه القمة. وأعلنت قطر تخفيض مستوى تمثيلها، إذ يشارك مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية إبراهيم السهلاوي.

وقطعت مصر، إلى جانب السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة، علاقاتها مع قطر منذ أكثر من عام ونصف العام، متهمة إياها بدعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، فيما نفت قطر ذلك مرارا.

وقال مصدر في وزارة الخارجية القطرية: "تلقت قطر دعوة لحضور قمة جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي التي ستعقد في مصر، نشعر بالحزن، لكننا لم نندهش من أن الحكومة المصرية استغلت الدعوة كوسيلة لتحقيق الهدف،إن الدعوة الواردة من مصر تنتهك البروتوكول الدولي باللغة والصيغة المستخدمة فيها".

وأشار إلى أنه "خلافا للدعوات الموجهة إلى رؤساء الدول العربية الأخرى، فإن رسالة قطر لم توجه إلى أميرها، وأرسلت إلى السفارة اليونانية في الدوحة، بدلاً من البعثة الدائمة لقطر في جامعة الدول العربية".

وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية أن "الرسالة مصممة على طراز تذكير بالقمة، ولا تتوافق مع الدعوة الرسمية"، واصفا سلوك مصر بـ"غير المهني"، لكنه أشار إلى أنه على الرغم من ذلك، فستشارك قطر في القمة على مستوى ممثلها الدائم في الجامعة العربية، حيث إنها "تلتزم تماما بالأنشطة العربية المشتركة والتعاون مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي".

وفي الوقت الذي سيحضر فيه الملك سلمان، القمة، تفاجأ مراقبون من مستوى التمثيل الإماراتي الهزيل بالقمة.

وكانت المقاطعة من كل من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، ونائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء محمد بن راشد آل مكتوم، ووزير الخارجية عبدالله بن زايد آل نهيان، عن الحضور وتمثيل الإمارات بالقمة.

فيما ذكرت صحيفة الاتحاد الإماراتية، أن الحضور سيقتصر على حاكم الفجيرة حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى في الدولة، إضافة لعدد من الوزراء.

وفتح تغيب ابن زايد عن حضور القمة الأولى من نوعها بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، باب التساؤل واسعا، حول الأسباب التي دفعت لهذه المقاطعة، وفيما إذا كانت بداية لبرود مستقبلي بالعلاقة بين البلدين الحليفين .

وأرجع متابعون أسباب المقاطعة الإماراتية للقمة، لما يعتقد بأنها خلافات وتباينات متراكمة بين الطرفين، كان آخرها إعلان مسؤول مصري انسحاب شركة "إعمار" الإماراتية من تنفيذ مشروع بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر، للمرة الثانية في أقل من أربع سنوات، رغم نفي الشركة توقف أعمالها.

وكان رئيس شركة العاصمة الإدارية الجديدة، أحمد زكي عابدين، قال في تصريحات لوكالة بلومبرغ الأمريكية في كانون الثاني/ يناير الماضي، إن المفاوضات مع إعمار لتطوير قطعة أرض مساحتها 1500 فدان قد توقفت.

وكشف عابدين حينها، بحسب الوكالة الأمريكية، أن "الشركة الإماراتية تريد شراء الأرض بسعر أقل من 3500 جنيه للمتر المربع".

وفي المقابل، أصدر فرع الشركة الإماراتية في مصر، بيانا نشرته صحيفة "الإمارات اليوم" قالت فيه، إنها لا تزال مهتمة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر والأراضي الأخرى التي تطرحها الحكومة المصرية.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعثر فيها المفاوضات بين إعمار والحكومة المصرية، بشأن صفقات مشروع العاصمة الجديدة، التي تبناها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتم الإعلان عنها في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي يوم 13 آذار/ مارس 2015

واعتبر موقع الإذاعة الألمانية "دويتشه فيلله"، أن قمة شرم الشيخ فرصة سانحة للرئيس المصري لتبييض سجله الحقوقي وتثبيت سلطته.

وأضاف الموقع، في تقرير له، السبت، أن "الاتحاد الأوروبي لا يبدو مهتما كثيرا بالحملات التي تطلقها منظمات حقوقية لشد الانتباه إلى ما يجري بمصر".

وتأتي القمة بعد أيام قليلة من إعدام 9 معارضين مصريين، بدعوى تورطهم في اغتيال النائب العام السابق "هشام بركات"، رغم الإدانات الحقوقية الدولية بالمحاكمات التي وصفوها بانها تفتقر العدالة والنزاهة.

وقبل ايام من عقد قمة شرم الشيخ أسدل رئيس هيئة الرياضة السعودية سابقاً والترفيه حالياً، تركي آل الشيخ المقرّب من ولي العهد محمد بن سلمان، الستار على حقبته المثيرة للجدل في الوسط الرياضي المصري بعد 14 شهراً من دخول عالم الرياضة المصرية، بإعلانه تصفية جميع استثماراته، في إقرار واضح بفشله في تحقيق ما أتى إليه.

وبعد فشله في إدارة المنظومة الرياضية سعودياً وإسلامياً، مُني "آل الشيخ" بانتكاسة جديدة بانسحابه من المشهد الرياضي المصري، حيث لم يبقَ أمامه سوى رئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم، وسط مؤشرات قوية أيضاً تدل على انسحابه من المشهد العربي في المدى المنظور القريب.

آل الشيخ أنفق الملايين ببذخ ونجح في استقطاب بعض مشاهير الإعلام الرياضي المكتوب والمرئي والمسموع، لكن رغم ذلك لم يكن موضع ترحيب على الإطلاق من الجماهير، وتسبّب في إغلاق بعض البرامج الرياضية التي كانت تنتقد تصرفاته وتطالب بضرورة إيقافه عند حده، وعدم السماح له بالتدخل في كل واردة وشاردة بالكرة المصرية.

وعرف النصف الثاني من العام المنصرم، سجالاً وخلافات ومشاكل وأزمات عصفت بالكرة المصرية كان أحد أطرافها دوماً آل الشيخ، مهدداً ومتوعداً كل من يقف عائقاً أمام خططه التي يخفيها وراء "استثماراته الرياضية في مصر".

يُشار إلى أن الفشل الجديد الذي مُني به المسؤول السعودي يأتي ضمن مسلسل من الإخفاقات والنكسات الرياضية التي تعرض لها في الآونة الأخيرة؛ إذ أُقيل أواخر 2018 من رئاسة الهيئة العامة للرياضة السعودية، وهي الجهة المسؤولة عن جميع الأنشطة الرياضية في بلاده.

وتبع ذلك استقالته من رئاسة اللجنة الأولمبية السعودية، كما قدّم استقالته من الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، ولم يبقَ في جعبته سوى رئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم، حيث تشير التوقعات أيضاً إلى انسحابه في الفترة القريبة المقبلة من المشهد الكروي العربي، ليصبح بدون أي منصب له علاقة بالرياضة مصرياً وسعودياً وعربياً وإسلامياً.

وبعد فشله رياضياً، عُيّن آل الشيخ رئيساً لهيئة الترفيه السعودية، حيث بدأت الأصوات تتصاعد محذرة من الخطوات التي يقوم بها في "تغريب" و"عَلمنة" السعودية، وهو ما حذر منه مراقبون منذ اليوم الأول من وصول الرجل إلى الهيئة التي يُعول عليها كثيراً "بن سلمان" لإلهاء الشعب وتنفيذ مخططاته محلياً وعربياً، كما يقول محللون.

من جانبه علق أسامة كمال على قرار آل الشيخ قائلا، "إن المصريين لن يقبلوا استعلاء فرد أو دول عليهم مرة أخرى، والاستعلاء عليهم لن يمر مرور الكرام". وأضاف قائلا: "الاستعلاء على المصريين شيء ليس مقبولا سواء من أي فرد أو مؤسسة أو دول، وكرامة المصريين فوق أى شيء".

من جانبه اكد الناقد الرياضي جمال عشيري لـ "عربي21" أن الرئاسة المصرية كانت تتعامل مع آل الشيخ بحذر، نتيجة علاقته بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولكن المسؤولين المصريين، وجدوا أن تدخلاته الأخيرة، كادت تشعل الأوضاع بين جماهير الكرة المصرية، وخاصة الأهلي والزمالك، وهو ما كان ينذر بانتقال الغضب من الرياضة للقضايا الأخرى السياسية والاقتصادية، في ظل الاحتقان الموجود في الشارع المصري بالفعل.