هل تم تطويق الأزمة بين الهند وباكستان واُبعد خطر الصدام النووي؟

هل تم تطويق الأزمة بين الهند وباكستان واُبعد خطر الصدام النووي؟
الجمعة ٠١ مارس ٢٠١٩ - ٠٩:٥٦ بتوقيت غرينتش

تحركات جماعة انفصالية متشددة في كشمير وتنفيذها هجوم ضد دورية للجيش الهندي في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من الاقليم، اشعل فتيل أزمة بين الدولتين النوويتن الجارتين حيث اتهمت الهند، باكستان بدعم هذه الجماعة.

العالم تقارير

وتصاعد التوتر بين الهند وباكستان اثر شن الهند غارة جوية على ما قالت إنه "معسكر إرهابي" في الشطر الذي تسيطر عليه إسلام أباد من كشمير، للمرة الأولى منذ حرب1971، الامر الذي اثار المخاوف من حدوث صدام نووي حيث سارعت العديد من بلدان العالم الى توجيه دعوات لكل من الهند وباكستان لتطويق الأزمة ومطالبة باكستان بلجم الجماعات المتطرفة المتواجدة على اراضيها.

اعلنت القوات المسلحة الهندية، الخميس، إنها ستواصل استهداف ما أسمتها "معسكرات الإرهاب" داخل باكستان.

وقال اللواء سورندرا سينغ بهال، في مؤتمر صحفي للقوات المسلحة في نيودلهي: "قتالنا ضد الإرهاب و مستعدون لتدمير معسكرات الإرهاب حتى تتوقف باكستان عن دعمه".

وقالت الهند إن هجمات طيرانها الحربي أمس الثلاثاء على إقليم بالاكوت شمال غربي باكستان قد أوقع عددا كبيرا من القتلى في صفوف المسلحين، لكن باكستان تقول إنه لا يوجد أي خسائر على الإطلاق.

وفي السياق ذاته، ذكر القائد بسلاح الجو، آر جي كيه كابور، الذي كان مشاركاً في المؤتمر الصحفي، أنه تم إسقاط طائرة باكستانية دخلت المجال الجوي الهندي.

وردا على حديث الجيش الباكستاني عن أنه أطلق النار على أهداف في منطقة مفتوحة، قال كابور: "هناك أدلة كافية لإثبات أن طائرات أف 16 كانت تُستخدم لإلقاء قنابل على المنشآت العسكرية الهندية الأربعاء".

وقدم المسؤولون الهنود أيضا أجزاءً من صواريخ قالوا إن الطائرات الباكستانية أطلقتها وإنه تم العثور عليها في موقع الهجوم، "كدليل"، بحسب المصدر نفسه.

في هذه الاثناء أعلن الجيش الباكستاني الأربعاء أسر طيار بعد إسقاط مقاتلتين تابعتين لسلاح الجو الهندي، اخترقتا مجاله الجوي، وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في وقت لاحق عن نيته اطلاق سراح الطيار الأسير.

وقال عمران خان أمام البرلمان إن قائد السرب، أبهين اندان، الذي أسره الجيش الباكستاني يوم الأربعاء سيعود إلى الهند يوم الجمعة.

و في المقابل قال مسؤولون في وزارة الدفاع الهندية، يوم الخميس، إن الحكومة "سعيدة" لأن باكستان قررت إعادة طيار سلاح الجو الهندي الذي وقع في الأسر بعد إسقاط طائرته وإنها تتطلع لعودته.

وأعلنت باكستان اسقاط مقاتلتين هنديتين مباشرة بعد تصريحات إسلام آباد أن طائرات حربية تابعة لها ضربت أهدافا داخل الأراضي الهندية.

وتقول باكستان إن تلك الهجمات كانت ضد "أهداف غير عسكرية، وتجنبت الخسائر البشرية والأضرار الجانبية".

وفي تصريحات، قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال آصف غفور أن باكستان "لم يكن أمامها خيار سوى الرد" على الهجمات الهندية على أراضيها.

وأكد غفور أن باكستان لم تقصف أهدافًا عسكرية لأن إسلام آباد "لا تريد الدفع نحو مسار الحرب".

وبدأ التوتر الأخير بين الهند وباكستان في 14 فبراير/شباط الجاري، إثر هجوم استهدف دورية في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير، أسفر عن مقتل 44 جنديا هنديا وإصابة 20 آخرين.

وإثر ذلك، قدمت نيودلهي مذكرة دبلوماسية لإسلام آباد، تطالب فيها الأخيرة بالتحرك ضد جماعة "جيش محمد" منفذة الهجوم، بزعم أنها تنشط انطلاقا من الأراضي الباكستانية.

ونددت إسلام آباد بالهجوم، ورفضت "أي تلميح إلى تورطها فيه دون تحقيقات".

والثلاثاء، شنت الهند غارة جوية على ما قالت إنه "معسكر إرهابي" في الشطر الذي تسيطر عليه إسلام أباد من الإقليم، للمرة الأولى منذ حرب 1971.

الى ذلك دعت كل من ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والصين، الأربعاء، الهند وباكستان، إلى منع المزيد من التصعيد بعدما تبادل البلدان النوويان إسقاط مقاتلات حربية

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية، ماريا أديبار، يوم الأربعاء إن برلين تراقب التطورات في جنوب آسيا "بقلق كبير".

وصرحت أديبار للصحفيين أن كلا الجانبين يتحمل مسؤولية منع التصعيد، وأضافت أن ألمانيا تدعو أيضا باكستان تحديدا للتحرك ضد الجماعات المتطرفة مثل جماعة "جيش محمد".

وكانت جماعة "جيش محمد" قد أعلنت مسؤوليتها عن تفجير في كشمير أسفر عن مقتل أكثر من 40 جنديا هنديا، في وقت سابق من فبراير الجاري.

وفي المنحى ذاته، أعربت الخارجية الفرنسية عن قلقها لتدهور الوضع ودعت باكستان والهند إلى التهدئة.

وحثت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، الهند وباكستان على التحلي بأعلى درجات ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد في الوضع.

وقالت مجلة فورين بوليسي الأميركية في هذه السياق إن زعماء الهند وباكستان لا يريدون الدخول في حرب بينهما لأنهم يدركون المخاطر التي تنطوي عليها مثل هذه المواجهة ومغبة حدوث كارثة نووية.

وأوضحت المجلة المعنية بالقضايا الدولية أن كلمتين اثنتين تدوران في خلد كل الناس في الهند وباكستان هما "الأسلحة النووية".

ويرى الصحفي والباحث الأميركي لورانس بينتاك في مقال نشرته المجلة أن الكلمتين يجب أن تترددا كذلك في عقول المسؤولين في واشنطن مع تعاظم احتمال وقوع مواجهة عسكرية بين الجارتين النوويتين.