لماذا لم تنفع تعديلات البشير لاخماد الاحتجاجات؟

السبت ٠٢ مارس ٢٠١٩ - ٠٦:١٦ بتوقيت غرينتش

اكد الكاتب الصحفي جورج علم، ان الاحتجاجات السودانية بدأت مطلبية اقتصادية اجتماعية، ومن تحولت الى مطالب سياسية وبالتالي الشعب يريد اسقاط الرئيس.

وقال علم في حوار خاص مع قناة العالم عبر برنامج "مع الحدث": انه كان من المفترض على الرئيس عمر البشير قبل مسارعته لاعلان حالة الطوارئ، ان يفتح حواراً جدياً مع الذين يمثلون المعارضة او الانتقادات في الشارع.
واوضح، ان الرئيس البشير دعا الشباب السوداني الى الحوار باعتبارهم العنصر الفاعل في الاحتجاجات، ولكن الحوار حول ماذا، فهو لم يقترح اي حل للازمة الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي تعتبر دعوته مجرد الهروب الى الامام، رغم التعديلات التي اجراها مؤخراً، ولكنها ليست الجواب الشافي على المطالب الشعبية.
ولفت الى ان هناك ثلاثة ثغرات مهمة التي تقرر مستقبل البشير، لو اراد الرئيس ان يتنحى فهل هناك من ضمانة عدم ملاحقته عندما يترك السلطة وهو مطالب دولياً بالمحكمة الجنائية، وهذه تعتبر عقدة اساسية مهمة له.
واضاف ان الامر الثاني، ان البشير كان يطمح الى ان يستمر حكمه، لكن عندما يرى عدم حصول ذلك، بدأ يفكر بخليفة ما من المؤتمر الوطني الحاكم، ليقدمها الى الواجهة السياسية. مشيراً الى ان ذلك لم يجدي نفعاً لدى الشارع السوداني.
وتابع جورج علم يقول: ان الامر الثالث ان المعارضة اليوم تريد اسقاط النظام وتغيير الرئيس، ولكنها تفتقد الى البرنامج السياسي او الى مجموعة سياسية تتقدم بها الى الواجهة لتأخذ السلطة من البشير.
من جانبه، اكد استاذ العلاقات الدولية في جامعة السودان صلاح الدين الدومة، ان حكومة الانقاذ في طريقها الى الانهيار وان الرئيس عمر البشير سوف يهرب قريباً وسيلتجأ الى عدد من الدول المقترحة سواء عمان او جنوب افريقيا وغيرها..
وقال الدومة: ان التعديلات التي ادخلها البشير في الحكومة، كالاتيان بنائب رئيس الجمهورية ووزير الدفاع وتعيين ولاة عسكريين قد تشكل دعماً له من اجل الابتعاد عن الحرس القديم عموماً وعن حزب المؤتمر الوطني الذي خرّب البلاد وارتكب الجرائم وأكل اموال الشعب بشراهة.
واعتبر، ان تنصيب احمد هارون نائباً للرئيس البشير وهو المتهم بجرائم حرب ومطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية هو اختيار غير موفق وكان على البشير ان يقدم استقالته من الحزب الحاكم، حتى يكون الحزب لا دور له ويجب حله، كي يتم انشاء حزب جديد.

بدوره، اكد استاذ العلاقات الدولية في جامعة القاهرة ايمن شبانة، ان النظام السوداني كان يعاني من التدهور في شرعيته منذ سنوات مديدة وقد زاد هذا الامر منذ 2011 مع انفصال الجنوب وحدوث التطورات في المنطقة.
وقال شبانة: كان على النظام السوداني ان يأخذ العبرة من تطورات هذه المنطقة، ولكن النظام بدلاً من التوجه نحو الاصلاح الحقيقي، كان يناور من خلال حوار وطني كان الهدف منه عندما دعا اليه عمر البشير من قاعة الصداقة في يناير عام 2014 هو شق صفوف المعارضة ومفاجئتها بالاعلان عن البشير كمرشح لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في وقت لم تكن فيه المعارضة مستعدة لمواجهة البشير خلال الانتخابات، ولذا استطاع البشير الوصول الى السلطة.
واوضح، ان المعارضة في السودان تمارس نوعاً من المعارضة التي يطلق عليها المقاومة الصبورة بمعنى انها مستمرة، ورأى ان الرئيس البشير يقضي ايامه الاخيرة في حكم السودان، لانه لم يكن في مقدوره تعديل الدستور او الترشح لرئاسة البلاد في العام القادم.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/4089896

https://www.alalamtv.net/news/4089926