مفاوضات الدوحة.. واشنطن تعلن عن تقدم وكابول قلقة

مفاوضات الدوحة.. واشنطن تعلن عن تقدم وكابول قلقة
الأربعاء ٠٦ مارس ٢٠١٩ - ١١:١٢ بتوقيت غرينتش

تتواصل الجولة الخامسة من الحوار بين ممثلي جماعة "طالبان" الافغانية ومسؤولين أميركيين في العاصمة القطرية الدوحة، منذ السبت الماضي. وأكّدت وزارة الخارجية الأميركية أنّ محادثات السلام الجارية أحرزت "تقدّماً" ولكن لا يزال هناك الكثير للقيام به، فيما اعتبرت الحكومة الأفغانية الحوار المغلق بين "طالبان" وأميركا "مثيرا للقلق".

العالم- تقارير

أعربت الحكومة الأفغانية، اليوم الأربعاء، عن قلقها من "الحوار المغلق" بين جماعة طالبان، والمسؤولين الأميركيين، في العاصمة القطرية الدوحة، محذرة من استبعادها عن أي اتفاق بين الطرفين، بشأن مستقبل القوات الأميركية والأجنبية في البلاد.

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للمصالحة الأفغانية، ومستشار الرئيس الأفغاني في شؤون المصالحة، محمد عمر داوود زاي، إنّ الحوار بين طالبان والمسؤولين الأميركيين وراء الأبواب المغلقة "مثير للقلق".

وأضاف داوود زاي، في خطاب له أمام اجتماع شعبي عقد في كابول، الأربعاء، إنّ "عملية الحوار بين ممثلي طالبان ومسؤولين أميركيين مستمرة في الدوحة، وإنّي لأثق أنّ الجميع قلقون بشأنها بسبب عدم وجود معلومات عنها".

وأضاف أنّ "الولايات المتحدة الأميركية لا تستطيع أن تتوصّل إلى اتفاق مع طالبان بشأن انسحاب قواتها من أفغانستان، لأنّ وجود القوات الأميركية والأجنبية في أفغانستان نتيجة للاتفاقية الأمنية بين الحكومة الأفغانية وأميركا، وبالتالي أي قرار بهذا الشأن لا بد من أن يكون مع الحكومة الأفغانية وليس مع طالبان".

واعتبر داوود زاي أنّ "الاتفاق الأميركي مع طالبان بشأن خروج قواتها أمر مخالف للأعراف السياسية"، متسائلاً "كيف يمكن أن تكون اتفاقيتك مع جهة، فيما تتخذ قراراً بشأنها مع جهة أخرى؟".

كما أشار المسؤول الحكومي إلى أنّ "وجود القوات الأجنبية في أفغانستان، يأتي وفق الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة الأميركية وأفغانستان وبين الأخيرة وحلف شمال الأطلسي، وبالتالي أي صفقة مع طالبان لا طائل من ورائها، بدون أن يكون فيها دور للحكومة الأفغانية"، كما قال.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اعلن الثلاثاء إنّه سيشارك شخصياً في محادثات الدوحة بين واشنطن وجماعة طالبان الافغانية خلال زيارة قد يقوم بها قريباً إلى المنطقة، من دون مزيد من التفاصيل.

واستأنف المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد في 25 شباط/فبراير في الدوحة مفاوضات السلام مع طالبان. وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت بالادينو، إنّ المحادثات تتواصل "بصورة يومية وقد تمّ إحراز تقدّم".

هذا وكان متحدّث باسم طالبان أكّد بدوره أنّ المحادثات تتقدّم "بتأنٍّ وبحذر".

ووفقاً للخارجية الأميركية فإنّ محادثات السلام بين طالبان وأميركا تركّز على "الموضوعات الأربعة المترابطة فيما بينها والتي ستشكّل أساس أيّ اتفاق مستقبلي" لإنهاء الحرب المستمرة منذ 2001 وهي "مكافحة الإرهاب" و"انسحاب القوات الأميركية" و"الحوار بين الأفغان" و"وقف إطلاق النار".

في سياق متصل، رفضت الخارجية الأمريكية، تحديد متى ستنضمّ إلى هذه المفاوضات الحكومة الأفغانية التي لا تزال مستبعدة عن المحادثات بين واشنطن وطالبان.

وترفض طالبان التفاوض مع الحكومة الافغانية وتعتبرها "دمية" في أيدي الأميركيين، حسب وصفها، لكنّ الإدارة الأميركية قالت إنّها تريد إجراء "حوار بين الأفغان".

وعقدت واشنطن وممثلين عن طالبان في يناير/كانون الثاني الماضي جولة مباحثات للسلام في العاصمة القطرية الدوحة، استمرت 6 أيام.

وتصر طالبان على خروج القوات الأمريكية من أفغانستان كشرط أساسي للتوصل إلى سلام مع الحكومة الأفغانية.

ورغم تسرب أنباء عن التوصل إلى مسودة اتفاق، في أعقاب الجولة الأخيرة من محادثات السلام في أفغانستان، تنصّ على انسحاب القوات الأميركية خلال 18 شهراً، مقابل ضمان عدم استخدام أفغانستان مرة أخرى كمنصة انطلاق لهجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها، لكن نقاطاً كثيرة لا تزال عالقة من بينها مسألة عقد محادثات مباشرة بين طالبان وحكومة كابول.

من جانب أخر، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، رفضها توضيح كلام الوزير بومبيو حول وصف ممثلي "طالبان" بالإرهابيين. ونقل موقع "ياهو" الأمريكي عن المتحدث باسم الخارجية الامريكية روبرت بالادينو الذي رد على تسمية بومبيو جماعة "طالبان" بالإرهابية: "كلمات الوزير تتحدث عن نفسها ولن أذهب لأبعد من ذلك".

يذكر أن بومبيو وفي حديثه إلى مجموعة من الطلاب بولاية آيوا الأمريكية، قال: "لدي فريق على الأرض يحاول الآن التفاوض مع إرهابيي طالبان في أفغانستان".

وفي سياق متصل، قال مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان، زامير كابولوف، إن موسكو وواشنطن تستعدان لتخفيف العقوبات عن طالبان.

وتابع: "يجب أن تتصالح طالبان مع بقية الأفغان كافة، ولذلك عليهم أن يلتقوا ويجروا محادثات. علينا أن نبدأ تدريجاً بخطوات صغيرة، لكنها مهمة". وأضاف: "علينا أن نفهم أن هذه العقوبات (ضد طالبان) فُرضت من قِبَل مجلس الأمن الدولي. الولايات المتحدة تعتقد مثلنا (روسيا) أن الوقت قد حان للعمل على رفعها، لكن يجب مناقشة ذلك في إطار قواعد الأمم المتحدة وميثاقها"، مشدداً في الوقت عينه على أن الحديث ليس عن رفع كل العقوبات المفروضة على طالبان.

بدوره بحث وزير الخارجية الأوزبكي، عبد العزيز كاملوف، الثلاثاء، جهود دفع العملية السياسية في أفغانستان مع مسؤول مكتب طالبان، لدى قطر الملا عبد الغني بارادار.

وقال بيان لوزارة الخارجية الأوزبكية، إن اللقاء الذي عقد في العاصمة طشقند، "حضره الممثل الخاص للرئيس الأوزبكي لدى أفغانستان عصمت الله أرجشيف".

من جهته، لفت ممثل طالبان إلى النتائج المهمة التي أسفر عنها مؤتمر أفغانستان الدولي الذي استضافته العاصمة الأوزبكية، طشقند، العام الماضي، لحل الأزمة الأفغانية عبر الطرق السلمية. مشيدا بالمشاريع الاقتصادية المختلفة التي تنفذها أوزباكستان في أفغانستان.

وأكد بارادار دعم طالبان لمواصلة العمل والتعاون مع أوزبكستان "من أجل تعزيز عملية السلام في أفغانستان".

وتقوم أوزبكستان خلال الآونة الأخيرة بسلسلة من المبادرات لتعزيز عملية السلام بأفغانستان، ويأتي مؤتمر العام الماضي في طشقند كأحد هذه المبادرات.

وفي وقت تتواصل فيه المفاوضات حول عملية السلام في افغانستان وتتحدث واشنطن عن احراز "تقدم" في المفاوضات مع طالبان، قتل ستة عشر شخصا وخمسة مسلحين في هجوم انتحاري استهدف صباح اليوم مبنى تابعا لشركة بناء أفغانية قرب مطار جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار شرقي أفغانستان، غداة غارة جوية نفذتها القوات الأفغانية في الولاية الليلة الماضية قتل فيها 12 من عناصر طالبان.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن قائد شرطة الولاية الجنرال غلام صنيع، قوله إن تبادلا لإطلاق النار وقع بين أفراد من قوات الأمن ومسلحين بعد الانفجار، وقتل المهاجمون، مضيفا أن عددا من القوات الأميركية وصل إلى موقع الهجوم الذي لم تعلن حتى الآن أي جهة مسؤوليتها عنه.

وذكر بيان لوزارة الدفاع الأفغانية أن 93 من مسلحي طالبان قتلوا أمس خلال عملية عسكرية مشتركة، قامت بها القوات الأفغانية والأجنبية، في عشر ولايات منها ننغرهار.