مصير اكراد سوريا بعد هزيمة أردوغان في الانتخابات

مصير اكراد سوريا بعد هزيمة أردوغان في الانتخابات
الثلاثاء ٠٢ أبريل ٢٠١٩ - ٠١:٣٩ بتوقيت غرينتش

العالم- الخبر واعرابه

الخبر:
تزامن إعلان هزيمة اردوغان غير المتوقعة أمام منافسيه في الإنتخابات المحلية بالمدن الكبرى، مع الاعلان الاميركي بعدم تسليمه مقاتلات اف 35 لأنقرة، يعيد مجدداً مصير قضية الاكراد في شمال شرق سوريا الى الاضواء.

التحليل:
-على الرغم من اعلان الولايات المتحدة قبل فترة ان شرطها لتسليم مقاتلات اف 35 الاميركية الى أنقرة مرهون باعادة نظر الاخيرة في شراء صواريخ اس 400 الروسية، لكن توقيت الاعلان الذي جزم عدم تسليم هذه المقاتلات الى تركيا، جاء بعد هزيمة اردوغان امام منافسيه في المدن الكبرى كاسنطبول وأنقرة وازمير، ولهذا يبدو ان توقيت الاعلان له مفهوم خاص يتبادر الى الذهن، ويكشف الجهود الاميركية الحثيثة لابعاد اردوغان عن بوتين من جهة، وتخليص الاكراد المنضويين تحت قوات ما تسمى بـ"قسد" من هجوم الجيش التركي من ناحية اخرى.

-في اعقاب تحطم اسطورة اردوغان الذي لا يقهر في الانتخابات التركية، يبدو ان الولايات المتحدة ستضغط لأقامة مشروع "منطقة آمنة" الذي طرحته سابقاً واجبار الاتراك على قبولها. وفي هذه الحالة فان اميركا ستحافظ على الاكراد وتقويتهم ليكونوا شوكة في حلق الحكومة السورية في الشمال السوريا بعد الانسحاب الاميركي المحتمل، وبهذه الطريقة سيتم تشجيع الاكراد لمحاربة "داعش" كما هو متوقع.

- في المقابل يبدو ان هناك طريقان لاردوغان، الاول اما ان يخضع اردوغان للقبول بالطلب الاميركي بالابتعاد عن روسيا والتخلي عن محاربة الاكراد والسعي الى التعايش السلمي معهم. أو ان يضع اردوغان روسيا ضمن اولوياته ويقوم بشن هجوم ضد الاكراد في الشمال السوري كما يتوعد دوما، وفي هذه الحالة، قد يقوم اردوغان بخطوة غير متوقعة في حال تحقيق انتصار على منافسيه بنسبة تفوق 50 بالمئة من اصوات الانتخابات ويترك علاقاته مع اميركا ومواصلة سياساته السابقة.

-على الرغم من انه يصعب استنتاج النهج المحتمل لاردوغان في المستقبل، لكن الواقع سيفرض على اردوغان في ظل الظروف الحالية، اختيار احد القوتين على الاراضي السورية وانهاء اللعب بورقتي القوتين الروسية والاميركية في وقت واحد، وهي الطريقة التي يصر عليها حتى الآن.