بالصور/ درس لاطفال سعوديين في مغسلة الموتى

بالصور/ درس لاطفال سعوديين في مغسلة الموتى
الأحد ٠٧ أبريل ٢٠١٩ - ٠١:٢٩ بتوقيت غرينتش

ذهب معلم سعودي إلى نهاية الحياة “الموت”، واختار أن يمارس التطبيق العملي مع تلاميذه، حتى يكونوا على استعداد، لكن ليس للحياة العملية التي قد تنتظرهم بعد إنهائهم سنواتهم الدراسية المدرسية، بل الحياة التي تنتظرهم بعد وفاتهم، وما يسبقها، من تغسيل، وتكفين، حسب المعتقدات الإسلامية، ومن ثم ملاقاة رب العباد.

العالم- السعودية

واثارت هذه التجربة العملية الجدل المحلي السعودي، فالبعض وجدها أشبه بفيلم رعب، والبعض الآخر أكد أنها نهاية حتمية.

وفي تفاصيل المشهد غير المسبوق، وفي ظل العهد الانفتاحي في العربية السعودية، وتراجع نفوذ رجال الدين وهيئتهم، فقد قرر المعلم محمد مقبل الحارثي، مدرس التربية الإسلامية في مدرسة تحفيظ قرآن بمحافظة الطائف، تطبيق درسه عن غسل الميت عمليا، ونقله إلى مغسلة أموات مجاورة للمدرسة، وكان ما كان من شرح عملي للطلاب، وما يحدث مع المتوفى من عمليتي غسل، وتكفين، وهو ما أظهرته بالفعل صور تناقلها رواد تواصل اجتماعي، حيث يظهر التلاميذ إلى جانب معلمهم، وإلى جانبهم جثة مفترضة بالكفن الأبيض.

وعلى إثر فعلة المعلم، وصغر سن الطلاب، فتحت إدارة التعليم بمحافظة الطائف، تحقيقا حول الواقعة، والرفع بتقرير تفصيلي لاتخاذ إجراءات حول الحادثة، وما إذا كان المعلم سيخضع لعقوبات اجتهاداته العملية، وهي التي قسمت رواد منصات التواصل حولها، فوجد طعيميس العنزي أن التجربة فيها عبرة وتذكيرا بالآخرة، ونيتها حسنة بكل الأحوال، واتفق معه في ذلك خالد المنصور، لكن ليلى المطيري وسلوى المبيخت، انتقدوا صغر سن الطلاب، وما يمكن أن يتركه ذلك من أثر سلبي على نفسياتهم، بينما ذهب رأي ثالث كوليد الراشد، إلى عقد مقارنة بين الغرب ونظرية حب الحياة، ونظرية الإسلاميين في تكريه الأطفال في مستقبلهم، وكأن الله خلقنا للموت فقط.

وأمام تلك الموضوعات الجدلية في السعودية، عادة ما يشتبك التياران الإسلامي، والليبرالي حول طريقة التطبيق المثلى لمثل تلك الموضوعات عن الموت، وعذاب القبر، وجهنم في كتب التربية الإسلامية، ليرتفع صوت الليبراليين في تلك المرحلة بالذات مرحلة الترفيه والانفتاح، وكانت المدارس في الثمانينات، والتسعينات في سنوات ما قبل الانفتاح، تحتوي على ما يعرف بغرفة التوعية الإسلامية، وهي غرف عادة ما تحمل أنشطة غير صفية، وتخضع لإبداعات المعلمين، وكل حسب مدى مدى تطرفه، أو اعتداله، لكن هي غرفة بعهدة أساتذة التربية الإسلامية، التي كانت تنقسم بين كتب التوحيد، الفقه، الحديث، التفسير، ومن بداية المرحلة المتوسطة، أي من الصف السابع ابتدائي.

رأي اليوم/ خالد الجيوسي