السیادة ونقيضها

السیادة ونقيضها
الثلاثاء ١٦ أبريل ٢٠١٩ - ٠٦:٠٧ بتوقيت غرينتش

تعزز انقرة من احتلالها للمنطقة الشمالية من سوريا وفي إطار مساعيها، أزالت ميليشيات ما يسمى الجيش الوطني المدعومة تركيا، جميع أبراج الشبكات السورية للاتصالات اللاسلكية (إم تي إن، سيرياتل) من منطقة عفرين وريفها.

العالم - قضية اليوم


وزعم المتحدث باسم «الجيش الوطني» أن إزالة الأبراج تمت لدواع أمنية بحتة، نتيجة استخدام هذه الشبكات من قبل (من سماها) القوى المعادية للمنطقة»، دون أن يحدد من هي تلك القوى.

وأشار إلى أن المرحلة الأولى يتم تنفيذها حالياً في عفرين وريفها، على أن يتم الانتقال في المراحل اللاحقة إلى جميع مناطق الريفين الشمالي والشرقي لحلب.

خطوة إزالة أبراج الشبكات السورية في شمال البلاد، هي الأولى من نوعها في المناطق التي تسيطر عليها تركيا والميليشيات المسلحة الموالية لها وتأتي هذه الخطوة على الرغم من أن منطقة شمال سوريا لا تزال تحوي عدداً من أبراج التغطية التابعة لـ«سيرياتل» و«إم تي إن»، والتي يعتمد عليها السكان حتى الآن.

ولم تقم الحكومة السورية بقطع الاتصالات عن تلك المناطق، في السنوات الماضية، بل أبقت على أبراج التغطية في أغلب المناطق الخارجة عن سيطرتها، الأمر الذي اعتبره مراقبون أنه يأتي في إطار تأدية الحكومة السورية لواجباتها تجاه مواطنيها الذين تعتبرهم تحت الإقامة الجبرية.

الحكومة السورية كذلك لم توقف رواتب الموظفين في المناطق الخارجة عن سيطرتها واستمرت بمدهم بالمناهج التدريسية والكهرباء وغيرها من الخدمات. وفيما يدل على أن الخطوة تمت بأوامر من انقرة، يتم الحديث عن أن البديل عن الشبكات السورية هو الشبكات التركية، و من المقرر أن تجرى عقود جديدة مع شركات اتصال تركية لتأمين وتوفير الاتصال ومنها «توركسل» و«تورك تيليكوم» تركيا هي نفسها التي لم تلتزم بما اتفقت عليه مع الدول الضامنة، والآن تتموضع جبهة النصرة المصنفة ارهابية على جميع الجبهات في مواجهة الجيش السوري.

وتقوم بالتحرك بحرية وتنقل السلاح والعناصر على مرأى من أعين القوات التركية داخل نقاط المراقبة، يشاركها في ذلك جماعات إرهابية أخرى مثل حراس الدين والحزب الإسلامي التركستاني وأجناد القوقاز، الامر الذي يقطع الشك باليقين بان تركيا لم تلتزم بما وقعت عليه مع روسيا حتى الآن، روسيا التي تسعى لإجراء مزيد من المفاوضات مع الجانب التركي لايجاد مخرج لاتفاق سوتشي مع انقرة التي يبدو انها ليست في عجلة من امرها في تنفيذه ايا تكن الاسباب ولعلها بانتظار اي الجوائز ستكون ادسم واي التحالفات ستلبي ما تطمح اليه في سوريا بل وابعد من سوريا ربما، ولكن المتيقن ان تمدد جبهة النصرة على كامل محافظة إدلب، مشكلة لروسيا، والتي تضغط على الجانب التركي لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه قي وقت ترتفع الاصوات بضرورة حل مشكلة ادلب والخطوة الاولى تتمثل في تنفيذ سوتشي الخاص بالمنطقة المنزوعة السلاح والا فلا بد من إعادة النظر فيما تم الاتفاق عليه مع الجانب التركي، ويجب إيجاد طرق جديدة للتعامل مع جبهة النصرة هناك في وقت ينظر بريب الى ما تقوم به تركيا في الشمال السوري وماهو حدود ما تصبو اليه هناك، والى ما ترمي من وراء فرض اجراءات مريبة وتثير الكثير من التساؤلات منها ما الهدف من هويات جديدة للمواطنين السوريين او التعامل بالليرة التركية ومناهج دراسية تركية في مناطق شمال سوريا، والخطوة الجديدة المتمثلة في فصل اجزاء من هذه المناطق عن شبكة الاتصالات السورية.

ان الحرص على وحدة التراب السوري لا تكون بخطوات تتناقض مع المعلن في اعقاب كل اجتماع ولعله من الافضل الالتزام بذلك عملا اذ ان سوريا بحدودها ضمانة للاقليم وامن دوله في وقت لن ترضى دمشق الا بكامل سيادتها على كامل جغرافيتها ومن حقها استعمال كل ما من شانه تحقيق هذا الهدف.

محمود غريب - العالم