إدلب .. صبرنا نفذ

إدلب .. صبرنا نفذ
الأحد ٠٥ مايو ٢٠١٩ - ١٠:٠٨ بتوقيت غرينتش

"صبرنا نفذ" هذا هو حال لسان الجيش السوري وأهالي حماه وريف إدلب الذين يعانون الامرّين جراء تجاوزات الارهابيين في إدلب والصواريخ التي تهدد حياة أطفالهم وأحبائهم.

العالم - قضية اليوم

تداولت صفحات التواصل الاجتماعي، خلال الايام القليلة الماضية، خبرا مفاده ان القيادة السورية عينت اللواء ماهر الاسد قائدا عسكريا لعملية إدلب المرتقبة، وبغض النظر عن ان الخبر بقي على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي لكنه انتشر كالنار في الهشيم ولاقى ترحيبا واسعا نظرا الصيت الطيب للقوات التي يقودها الاسد الاخ، وهو ما يعني ان الشارع السوري ملّ من المراوغة التركية في هذا الملف وضاق ذرعا بتجاوزات الارهابيين.

واما على ارض الواقع فتحضيرات الجيش السوري وجديته في ضرب ارهابيي ادلب لاتخفى على احد، فالقوات السورية ردت على مصادر النيران دون هوادة ودمرت آليات ونقاط تحصن للإرهابيين في عمق مناطق انتشارهم بريفي حماة وإدلب، ومن وجهة النظر العسكرية فتبدو معركة إدلب أقرب الى انها بدأت بالفعل وان الامر تعدى مرحلة التحضيرات.

من جهة أخرى أعلنت المصادر التركية بالامس عن تعرض نقطة للجيش التركي في منطقة الزاوية الواقعة جنوب إدلب وشمال غرب حماة لقصف مدفعي زعمت انه للجيش السوري وهو ما لم تعلق عليه دمشق، لكن دلالات هذا القصف تقول بأن عدم ايفاء انقرة بتعهداتها في سوتشي بما يتعلق بالارهابيين اصبح ينقلب عليها وهي بهذا تضع حياة جنودها في إدلب وحماة في خطر.

ومع كل هذا فإن تركيا لا تلقي بالا لخطورة الموقف في إدلب، وهو مارده مراقبون الى توافقات غير معلنة تركية ايرانية روسية، لكننا لانظن ان هذه التوافقات، في حال وجدت، قد شملت حلب فتركيا على مايبدو مصرة على التقدم في الشمال الحلبي فقد سيطرت الميلشيات التابعة لها يوم امس على قرية مرعناز بالكامل وتقدمت في قريتي شوارغة والمالكية، لكنها ما لبثت ان ترجعت بعد القصف الكردي العنيف الذي تعرضت له. وبالقرب من هذه الاشتباكات تراقب اعين القوات السورية في نبل والزهراء بحذر، فهاتان البلدتان عانتا من اقسى انواع الحصار في اولى سنوات الازمة، وهم لايزيحون عن بالهم مأساة اهالي الفوعة وكفريا الذين هجروا من اراضيهم ومنازلهم بعد حصار واستهداف ازهق ارواح اطفالهم الابرياء حتى لحظة مغادرتهم لارضهم.

وبالتالي مهما حاولت ميليشيات تركيا التقدم فإنها لن تتقدم نحو نبل والزهراء لان هذا خط أحمر للقيادة السورية ولاهالي هاتين البلدتين وتقدم الميلشيات، التي يقال انها حصلت على تدريبات نوعية من قبل الجيش التركي، سيعني نهاية هذه الميلشيات وسيشعل شمال حلب و ربما سيجعل تركيا تخسر عفرين الذي مايزال ملفها بعيدا عن التسخين.

بين حلب وإدلب وماتعيشه المنطقة من تصعيد اميركي غير مسبوق ضد محور المقاومة واشتعال جبهة غزة من جديد وقربها من معركة شاملة مازال الاسرائيلي يحاول تفاديها، يبدو ان سوريا ما تزال نقطة حسم فاصلة في احداث المنطقة، وعودة ادلب الى حضن الوطن السوري ستبقى كابوس كل من كاد وعمل ضد سوريا ومحور المقاومة لكن الوقت ضيق والاعداء يترقبون الفرصة للنيل من كل ماهو مقاوم، لكننا كلنا ثقة بأن الايام القادمة ستفاجئ اعداء المقاومين ولن تمنحهم حتى فرصة الندم.

علاء الحلبي