إيران تلقي حجرا في بركة الإتفاق النووي الراكدة

الخميس ٠٩ مايو ٢٠١٩
٠٦:٣١ بتوقيت غرينتش
إيران تلقي حجرا في بركة الإتفاق النووي الراكدة  تقليص ايران التزاماتها بالقيود المفروضة على برنامجها النووي، من دون ان تصل الى حد انتهاك الاتفاق النووي الذي ابرمته عام 2015 مع القوى العالمية،كان بمثابة ضربة سددتها الدبلوماسية الايرانية الى من يهمه الامر ، بعد ان انفردت امريكا خلال العام الماضي في التعامل مع الاتفاق النووي كيف تشاء ، دون ان يحرك باقي الاعضاء الموقعين عليه ساكنا.

العالم - مقالات وتحليلات

الحجر الذي القته ايران في بركة الاتفاق النووي الراكدة ، اتى أكله ، فلم يمر وقت طويل على اعلان طهران ، حتى استفاقت الدول الاوروبية الثلاث ، بريطانيا والمانيا وفرنسا ، من سباتها الذي دام اكثر من عام ، و دعت الى احترام الاتفاق وضرورة تطبيق بنوده.

فرنسا اعلنت إنها عاقدة العزم على ضمان استمرار التنفيذ الكامل للاتفاق وأن تظل القنوات المالية مفتوحة ، فيما شدد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على ان برلين تريد الالتزام بالاتفاق ، اما بريطانيا وعلى لسان وزير خارجيتها جيرمي هانت فأعلنت أن الالتزام بالاتفاق النووي مقابل رفع العقوبات هو شرط أساس في الصفقة.

اما روسيا فقد اتهمت واشنطن باستفزاز إيران للقيام بهذه الخطوة ، وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين تنبأ بعواقب الخطوة غير المدروسة للانسحاب الامريكي من الاتفاق ، فيما اكدت الصين على ضرورة مواصلة تنفيذ الاتفاق النووي ودعت كل الأطراف إلى تجنب تصعيد التوترات.

الملفت اكثر ان امريكا تراجعت وبشكل واضح عن موقفها المتصلب من الالية التي اسستها اوروبا للتعامل مع طهران والمعروفة بـ”اينستكس” ، فقد اعلن زير الخارجية الامريكي مايك بومبيو ، ان بلاده ليست لها اي مشكلة مع الآلية الأوروبية التي تستخدم لغرض المساعدات الإنسانية.

طهران ستواصل سياسة القاء الاحجار في بركة الاتفاق النووي ، حتى تخرجها من ركودها ، او تردمها بالكامل ، فقد هددت باتخاذ المزيد من الإجراءات إذا لم تلتزم الدول الاخرى الموقعة على الاتفاق بتعهداتها ، واعلنت انها سوف تستأنف ، في غضون 60 يوما ، تخصيب اليورانيوم بمستويات اعلى من نسبة التخصيب المتفق عليها وهي 3.67 بالمائة ، كما انها ستواصل العمل في مفاعل اراك للماء الثقيل ، وفقا للبرنامج الذي كان مخصص له قبل الاتفاق.

ان الاتفاق النووي ، كما قال الرئيس الايراني حسن روحاني ، هو اتفاق يخدم الامن والسلم والتنمية في المنطقة والعالم ، وعلى الجميع ان يدفع الثمن وليس ايران فقط، فالاتفاق تأسس منذ اليوم الاول على قاعدة “الجميع رابح” ، وهي القاعدة التي تغاضت عنها الدول الاوروبية الثلاث ، الامر الذي شجع الرئيس الامريكي دونالد ترامب على التمادي بمواقفه الاحادية الجانب ، بهدف تحويل الاتفاق الى اتفاق يكون احد طرفيه رابحا والطرف الاخر خاسرا ،وهو ما لا تسمح به ايران ، فاما ان يكون “الجميع رابح” واما ان يكون “الجميع خاسر”.

ماجد حاتمي - شفقنا

0% ...

آخرالاخبار

تحذير أممي بشأن تفاقم الاستيطان والعنف في الضفة وغزة


"الانتقالي الجنوبي" اليمني يطلق عملية عسكرية جديدة في حضرموت


المقاطعة تعمّق عزلة الاحتلال في المحافل الدولية


ترامب يفرض حصاراً على ناقلات النفط المتجهة إلى فنزويلا


مقتل عالم نووي مؤيد للكيان الإسرائيلي في الولايات المتحدة


صحة الفم من صحة الروح؛ والجمال ليس إعلاناً تجارياً


فضيحة لافارج.. القضاء الفرنسي يطالب بعقوبات تاريخية بسبب تمويل الإرهاب بسوريا


دراسة تكشف تأثير الدهون المشبعة على صحة القلب


عراقجي: لا يوجد حل عسكري للقضية النووية


ترامب يواجه انتقادات حادّة بعد توسيع حظر السفر