'اهانة كبيرة' من ذباب بن سلمان الالكتروني لسكان قطر

'اهانة كبيرة' من ذباب بن سلمان الالكتروني لسكان قطر
السبت ٠١ يونيو ٢٠١٩ - ٠٦:٢٥ بتوقيت غرينتش

انتشرت خطابات الكراهية ضد الشعب القطري عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل جيوش الذباب الالكتروني السعودي بعد يوم من عقد القمم الثلاث التي احتضنتها مكة المكرمة على مدى يومين شاركت فيها قطر وكان من المفروض ان تكون اشارة ايجابية فيما يتعلق بالانقسامات التي تشهدها الدول الخليجية.

العالم - قطر

وكانت كل من السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر، قد قطعت علاقاتها مع قطر بعد ان اتهمتها بدعم الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة في يونيو 2017 وهو ما تنفيه الدوحة وتعتبره محاولة لسلبها قرارها السيادي، في حين ظلت كل من الكويت وسلطنة عمان على الحياد وعملتا على التوسط لإنهاء الأزمة.

ورغم دعوة قطر الى قمة مكة إلا ان النظام السعودي نشر عبر ما يسمى بالذباب الالكتروني وسم #قرودنا_اكثر_من_سكان_قطر للتفاخر بالتعداد السكاني للسعوديين، والتقليل من شأن قطر، وهو ما لاقى شجبا من قبل الناشطين الذين اعتبروا هذه الاهانة بعيدة عن الاخلاق العربية والاسلامية.



واستثمرت السعودية في الذباب الإلكتروني في الآونة الاخيرة بعد ان فشلت في ملاحقة المدونين، حيث فعلت حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تدار بشكل آلي من قبل مبرمجين مرتبطين بأجهزة حكومية وأمنية وعملت على نشر مئات آلاف التغريدات تأييدا لوجهة نظرها، ونشر أخبار مفبركة وإشاعات وصلت حد النيل من بعض الشعوب، سيما الاساءة الى رموز بعض الدول خاصة الخليجية.

ولعب الذباب الالكتروني على جميع الأوتار الحساسة مثل الدين والعرق والانتماء واللغة والدفاع عن الحق وبقية المحفزات قصد الإساءة البليغة ونشر الإشاعات المغرضة وتشويه الحقيقة وفبركة الصور والفيديوهات لتضليل الرأي العام.

وتعتمد اللجان الإلكترونية السعودية على حسابات وهمية، بصور حقيقية، أو أسماء تعود لعائلات سعودية معروفة، وتعمل هذه الحسابات على إنشاء مجموعة من الهاشتاجات والتغريدات التي تخدم دعم موقف السعودية ومهاجمة قطر وبثَّ سردية آل سعود الخاصة عن أسباب الأزمة من تحميل المسؤولية، مثلًا، لقناة الجزيرة، مع إظهار هذه المطالب على أنها مطالب شعبية بالدرجة الرئيسية من خلال تكرارها والتغريد بهاشتاجات بشكل مضطرد ومكثف.

وبحسب عدد من التقارير الإعلامية، فإن الذباب الإلكتروني في السعودية، والإمارات، يقود بشكل منسق حملة ضد قطر، لدرجة أن موقع تويتر نفسه اكتشف الكم الهائل للحسابات الوهمية التي تعمل جميعها وفق منظومة واحدة، أو تكرر عبارات واحدة مصدرها واحد، أغلب هذه الحسابات مركزها الإمارات والسعودية، و لتفاقم الوضع، قرر موقع تويتر مؤخرا غلق الحسابات الوهمية، التي قدرها بحوالي مليون حساب وهمي في السعودية فقط، ونصف مليون في الإمارات، كلها تعمل لصالح جهات حكومية.

ووفقا لتقارير إعلامية فان الحملات الإعلامية لا تعتمد في ترويجها على عمل "الذباب" فحسب وإنما على خطة تسويقية خارجية تقوم على الطلب من مشاهير التويتر التغريد بمقابل مادي يبدأ للتغريدة الواحدة بـ 10 آلاف ريال حسب شهرة الشخص، إضافة إلى التعاقد مع شركات تسويقية؛ حيث تعرض الشركة على المركز قائمةً بعددٍ من المشهورين مع تفاصيل عن عدد متابعيهم وعدد التغريدات التي بإمكانهم نشرها، مع عرضٍ ماليٍّ مفصّل قد يتجاوز الـ 40 ألف ريال حسب المشهور ونوعية التغريدة. وذلك تزامنًا مع استدعاء بعض الشخصيات التي عُرفت بتأييدها لثورات الربيع العربي وانتقادهم سياسات السعودية، ليقوموا بتوقيع تعهد من صفحتين ينص على عدم كتابتهم تغريدات سياسية تُشكِّك في سياسات الدولة أو تناهضها أو تتعاطف مع أي دولة أخرى بينها وبين الدولة السعودية خلاف، مع تغريمه بـ 150 ألف ريال وسجنه 5 سنوات وسحب جواز السفر منه في حال مخالفته للتعهد.

خلقت الهجمات الالكترونية التي أطلقها الذباب دول الحصار بروباغاندا إعلامية مضللة للرأي العام على امتداد الأزمة، والجانب المظلم لحملة التشويه والكراهية هو الفتنة والتفرقة بين أبناء المنطقة الذي أثار مشاعر سلبية من الصعب تجاوزها في المستقبل.

كلمات دليلية :