هل ما زال بومبيو يعتبر الاجراءات النووية الإيرانية ضبابية؟

هل ما زال بومبيو يعتبر الاجراءات النووية الإيرانية ضبابية؟
الأحد ٠٧ يوليو ٢٠١٩ - ٠٤:٠١ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

الخبر:

اليوم وتزامنا مع انتهاء مهلة الستين يوما التي حددتها ايران للدول الاوروبية للوفاء بالتزاماتها، اتخذت الجمهورية الإسلامية خطوتين نوويتين جديدتين وحددت مهلة 60 يوما للدول الاوروبية، واعتبرت الخطوتين ردا على استمرار عدم وفاء الاوروبيين بالتزاماتهم في اطار الاتفاق النووي.

التحلیل:

قبل شهرين وردا على تهديد ايران بخفض التزاماتها النووية في اطار الاتفاق النووي اعتبر وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن رسالة ايران (التي وجهتها للدول الأعضاء في الاتفاق النووي أبلغتهم به تعليقها العمل ببعض البنود بسبب انسحاب واشنطن من الاتفاق) ضبابية بشكل متعمد.

ذلك يعني ان بومبيو ربما كان مترددا إزاء نية إيران تنفيذ قرارها او كان يأمل بان لا ينفذ الايرانيون تهديدهم.

لكن اليوم وفي انتهاء مهلة الستين يوما وبينما نُفذ القراران السابقان لإيران، سمع بومبيو وهو في صدمة من المسؤولين الايرانيين ان ايران سترفع مستوى تخصيب اليورانيوم وتعيد النظر في اعادة تشغيل مفاعل اراك.

هذا يعني انه وخلافا للرؤية الامريكية لا تقتصر "مضائق ايران الاستراتيجية" على مضيق هرمز فقط وليست في اطار جغرافي بحت.

وفي نفس الخطاب الذي كان يلقيه بومبيو بحضور نظيره البريطاني تحدث وزير الخارجية الأمريكي بإصرار عن دعم بريطانيا لقرارات بلاده ودعا إلى بذل جهود مشتركة من جانب كلا البلدين لمنع حصول إيران على الأسلحة النووية.

ویمکن تفسیر تلك التصريحات والموقف البريطاني في اعلان دعمها للولايات المتحدة في ذلك الاجتماع، في الوقت الراهن في احتجاز السفينة الايرانية (بالضبط قبل أربعة أيام من انتهاء مهلة الستين يوما التي حددتها ايران للدول الاوروبية).

ربما يظل بومبيو مندهشًا من المستوى الجديد لتخصيب اليورانيوم حتى يوم غد الاثنين حين ينشر ممثلو الوكالة الذرية تقريرهم. لكن لو دقق المسؤول الامريكي في تصریحات المسؤولین الایرانیین سيدرك ان هذا المستوى من تخصيب اليورانيوم لا يقل بالتاكيد عن 5 بالمائة وبالطبع يمكنه ان يدرك بعد قليل من التفكير واستشارة الخبراء المعنيين ان تخصيب اليورانيوم بنسبة 20٪ ثم 60٪ ثم 90٪ هي الخطوة التالية وذلك بناء على احتياجات الجمهورية الإسلامية في المنشآت النووية والطب النووي والدفع النووي.

وكان بومبيو رحب في نفس الخطاب وفقا لقراءته بـ الآلية المالية الأوروبية "اينستكس" لغرض المساعدات الإنسانية لايران وفي نفس الوقت هدد الدول التي تنخرط في معاملات تجارية ومالية مع إيران بفرض عقوبات عليها. هذا رغم حقيقة أن الجمهورية الإسلامية أظهرت من الناحية العملية أنها لن ترضى على الإطلاق بالالية المالية دون صادرات النفط. وتعتبر ايران "اينستكس" كمقدمة تمهيدية لوفاء أوروبا بتعهداتها الـ 11 تجاه ايران والاتفاق النووي.

وطالب الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الايراني حسن روحاني، امس السبت، مهلة 10 ايام للتفاوض بغية الحفاظ على الاتفاق النووي لكن ايران اعلنت اليوم الاحد عن قراراتها الجديدة. هذا يعني ان الطريقة الوحيدة للحفاظ على الاتفاق النووي هي وفاء الدول الاوروبية بالتزاماتها.

ويتعين على أوروبا في هذه الأيام، اتخاذ قرار حاسم بشأن حياة او موت الاتفاق النووي. ففي حين أن لایران وفقا للاتفاق النووي متسع من الوقت والخيارات، يبدو أن مضيعة الوقت ليست في مصلحة الدول الاوروبية بأي حال من الأحوال.