تهديد الكيان الصهيوني الجديد للبنان وأبعاده الخارجية

تهديد الكيان الصهيوني الجديد للبنان وأبعاده الخارجية
الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٩ - ١٢:١٩ بتوقيت غرينتش

تهديدات الكيان الصهيوني للبنان لا تنحصر بالتهديد بضرب مرافقه الحيوية( مطار بيروت والمرفأ) وبناه التحتية، إنما تتجاوز ذلك إلى محاولة الضغط على القوات الدولية في جنوب لبنان لتعديل أدائها بمساعدة أميركية.

العالم-لبنان

وفي تطور ينطوي على تهديدات مباشرة للبنان، إدّعى المتحدث باسم الجيش الصهيوني أفيخاي أدرعي، أنّ مطار ومرفأ بيروت تستخدمهما المقاومة لنقل السلاح.

وردا على هذا التهديد، دعت مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي إلى عدم التزام الصمت إزاء التهديدات الإسرائيلية للبنية التحتية اللبنانية.

جريدة "الأخبار" اللبنانية اليوم الخميس حول هذا الموضوع كتبت: تدرك الولايات المتحدة الأميركية، ومعها الكيان الصهيوني، خطورة العبث بالجنوب اللبناني. ومع صعوبة تغيير مهامّ القوات الدولية "اليونيفيل"، يسعى العدو الصهيوني والأميركيون إلى الضغط على القوات الدولية لتعديل أدائها لا مهامها.

وفي هذا الإطار، حاول مندوب كيان العدو الإسرائيلي في الأمم المتحدة إثارة الجدل خلال جلسة مجلس الأمن التي انعقدت في نيويورك قبل يومين عبر نشر أكاذيب عن المقاومة اللبنانية، في محاولة للتأثير في مسار تجديد مهمة «اليونيفيل» المنتظرة الشهر المقبل.

إلّا أن خطاب مندوب الصهيوني، وحفلة التلفيق التي أثارها أمام مندوبي الدول عبر اتهام المقاومة باستخدام مطار ومرفأ بيروت لنقل السلاح، لم تغيّر قيد أنملة في مواقف الدول الكبرى، حتى الولايات المتحدة نفسها التي تتجنّب الحديث عن أي تعديلات في مهمة «اليونيفيل»، خشية توتير الأجواء في جنوب لبنان، على وقع الحرب المفتوحة مع إيران.

وحسب "الأخبار": يمكن وصف ما يجري حالياً من قبل العدو والأميركيين، بمحاولة لتعديل أداء اليونيفيل وتوجيهها نحو «التحقق» من المناطق ذات الملكيات الخاصة في الجنوب، وليس إلى تعديل مهام القوات أو تطويرها إلى أنشطة عدائية. فالحديث عن أي تعديل في المهام، يدفع الأوروبيين إلى الاعتراض لعدّة اعتبارات، أوّلها الخوف على مصير الجنود وعدم رفع سقف الاشتباك مع إيران. ويمارس الأميركيون وإسرائيل، فضلاً عن الضغوط المباشرة على اليونيفيل وقادتها، حملات ضغط داخل الولايات المتحدة. إذ يروّج اللوبي اليهودي في واشنطن، منذ أشهر، أن «اليونيفيل لم تستطع مصادرة صاروخ واحد من الـ 160 ألف صاروخ التي يملكها حزب الله»..

وكان مجلس الأمن الدولي أنشأ قوة حفظ السلام الموقتة التابعة للأمم المتحدة بعد احتلال "إسرائيل" جزءا من جنوب لبنان في عام 1978 للتحقق من الانسحاب الصهيوني من لبنان واستعادة الاستقرار والأمن الدوليين، وتمكين الحكومة اللبنانية من إعادة بسط سيطرتها على المنطقة التي تخليها القوات الإسرائيلية المنسحبة. وبعد الحرب الصهيونية السادسة في 12 تموز 2006، قرّر مجلس الأمن أنه بالاضافة إلى هذه المهام فإن قوة اليونيفيل ستقوم بمراقبة وقف الأعمال العدائية ومراقبة انتشار القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان ودعمها، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين والإشراف على العودة الآمنة للنازحين إلى ديارهم.

وبين التاريخين وحتى الآن، ثلاثون عاماً مرّت على وجود هذه القوات الدولية الموقتة في جنوب لبنان، ومع ذلك بقي دور هذه القوات محصورا بمراقبة ما يجري دون أي دور عملي.

على أي حال، مطار بيروت كان ومازال أحد أهداف الكيان الصهيوني. ففي سنة 1968 هاجمت قواة صهيونية خاصة مطار بيروت ودمرت 13 طائرة ركاب وشحن.

وفي العام 2006 وخلال حرب تموز، تضرر مطار بيروت كثيرا من جراء الهجمات الجوية الصهيونية وتوقفت حركة المسافرين فيه لأكثر من شهر.

وبحسب المراقبين، فإن تهديدات الكيان الصهيوني للبنان ليست بجديدة، فالطائرات الصهيونية يوميا تخرق الأجواء اللبنانية وزوارقها تتعدى على المياه الإقليمية ولا يرى أي ردة فعل أو استنكار لفظي من قبل مجلس الأمن والدول الغربية والعربية.

الهدف من كل هذه التهديدات والضغوط تغيير دور قوات اليونيفل في جنوب حتى تتحول هذه القوات لحارس حدود لـ"إسرائيل" وهذا الأمر لم ولن يتحقق بسبب الموقف الرافض للدولة اللبنانية والمقاومة التي استطاعت ترسيم معادلة الردع وبفضل معادلة كهذه ينعم جنوب لبنان بالهدوء الكامل.