هكذا تبيد فيسبوك الذباب الالكتروني السعودي 

هكذا تبيد فيسبوك الذباب الالكتروني السعودي 
الأحد ١٨ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٥:٥٥ بتوقيت غرينتش

بعد ان اغلقت شركة فيسبوك، مطلع الشهر الجاري من على منصاته الصفحات المرتبطة بالحكومة السعودية، والتي هاجمت تركيا وقطر وايران، نشر موقع "ميديوم" الأمريكي تفاصيل جديدة عن هذه الصفحات المرتبطة بالحكومة السعودية.

العالم - السعودية

نشر "المجلس الأطلسي" للأبحاث الرقمية المختصة بالنزاعات، صورا لحسابات سعودية، أوقفتها شركة فيسبوك بعد بثها دعاية سعودية، ومهاجمتها خصوم المملكة في المنطقة.

في الأول من أغسطس/آب الجاري أعلنت إدارة فيسبوك إزالة 387 حسابا لأشخاص وصفحات مزيفة مرتبطة بالحكومة السعودية، دأبت على نشر محتوى يهاجم العائلة الحاكمة في قطر، ويسعي لتقويض سلطة أردوغان، والترويج للروايات المعادية لإيران في المنطقة العربية.

وقالت صفحة المجلس على "ميديوم" إن الحسابات المحذوفة والتي فاقت الـ350 حسابا، كانت تنشر محتوى متشابها، وتروج للدعاية السعودية في المنطقة، وتهاجم قطر وتركيا وإيران.

وأشار الموقع الأمريكي إلى أن هذه ليست أول حملة تأثيرية لها روابط مع الحكومة السعودية؛ إذ قام “بيلينكات”، وهو موقع استقصائي مستقل، بالتحقيق في عمليات التواصل الاجتماعي التي أجراها سعود القحطاني، مستشار ولي العهد السعودي. ومع ذلك، فإن هذه هي المرة الأولى التي تعزو فيها فيسبوك النشاط على منصتها مباشرة إلى أشخاص لديهم صلات بالحكومة السعودية.

وظهرت الحسابات التي يديرها أشخاص مرتبطون بالحكومة السعودية في أعقاب اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وكانت الشركة قالت في الأول من آب/ أغسطس إن أشخاصا مرتبطين بالحكومة السعودية أداروا شبكة من الحسابات والصفحات المزيفة على فيسبوك للترويج لدعاية الدولة ومهاجمة الخصوم في المنطقة.

وقالت فيسبوك إنها أغلقت أكثر من 350 حسابا وصفحة عليها جميعا نحو 1.4 مليون متابع في أحدث حملة ضمن جهود مستمرة لمحاربة "السلوك المزيف المنسق" على منصتها، وفي أول نشاط من نوعه تربطه بالحكومة السعودية.

وقال ناثانيال غليتشر مدير سياسة الأمن الإلكتروني في فيسبوك: "بالنسبة لهذه العملية، استطاع محققونا التأكد من أن الأشخاص الذين يقفون وراءها مرتبطون بالحكومة السعودية".

وأضاف: "في أي مرة تكون هناك صلة بين عملية معلومات وحكومة، يكون ذلك مهما وينبغي أن يعلم الناس".

وقالت فيسبوك اليوم أيضا إنها أغلقت شبكة منفصلة تضم أكثر من 350 حسابا مرتبطة بمؤسسات تسويق في مصر والإمارات. لكنها لم تربط هذا النشاط مباشرة بحكومة في هذه الحالة.

وقال غليتشر إن الحملة السعودية كانت نشطة على موقعي فيسبوك و"إنستغرام" واستهدفت بشكل أساسي دولا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بينها قطر والإمارات ومصر وفلسطين.

واستخدمت الحملة حسابات مزيفة تتظاهر بأنها من مواطني تلك الدول كما أنها صممت صفحات لتبدو مثل مواقع إخبارية محلية. وقالت فيسبوك إن أكثر من 100 ألف دولار أنفقت على الإعلانات.

واضاف غليتشر: "عادة ما ينشرون بالعربية عن أخبار المنطقة والقضايا السياسية. ويتحدثون عن أمور مثل ولي العهد محمد بن سلمان وخطته للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي ونجاحات القوات المسلحة السعودية ولا سيما في حرب اليمن".

وقالت فيسبوك إن الشبكة التي مقرها الإمارات ومصر والتي تم تفكيكها أيضا كانت منفصلة عن الحملة السعودية، رغم أنها استهدفت بعض الدول نفسها في الشرق الأوسط وأفريقيا برسائل تروج لدولة الإمارات.

صفحات تستهدف تركيا

وتشير تواريخ إنشاء الصفحات التي نشرت محتوى عن أردوغان إلى أنه قد تم إنشاؤها بعد اختفاء الصحافي المقيم في الولايات المتحدة، جمال خاشقجي، مما يشير إلى أن العملية ربما استهدفت أردوغان لموقفه الواضح من مقتل خاشقجي.

إحدى الصفحات التي تمت إزالتها كانت صفحة “سفر برلك”، التي كان عدد متتبعيها يتجاوز الـ130 ألفا، ولديها أيضا حساب على “إنستغرام” لكن مع عدد متتبعين أقل. وقد هاجمت هذه الصفحة أردوغان بسبب مواقفه من إسرائيل والحرب في سوريا.

وأشار منشور آخر في الصفحة إلى أن الرئيس التركي كان سعيدا بلقاء مسؤولين إسرائيليين، وهو بيان مثير للانقسامات في حد ذاته نظرا لموقف القاعدة الشعبية العربية من إسرائيل.

ومن بين الصفحات الأخرى التي تمت إزالتها، صفحة “Turk Observer”، التي نشرت مزاعم لا أساس لها حول أصول الإمبراطورية العثمانية والثقافة التركية. وكان لهذه الصفحة أكثر من 46 ألف متابع، وتبين أن مديرها كان من السعودية.

مهاجمة قطر

وهاجمت بعض صفحات أخرى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر السابق. وقد فشلت هذه الصفحات في جمع قدر كبير من المشاركات، إذ لم يكن بها سوى بضع مئات من المتابعين.

وكشف بحث عن بعض الصور المسيئة لقطر أنه تم تحميل الكثير منها على منصة “Pinterest” بواسطة حساب يسمى qatar-press.com

ومثلت منشورات على هذه الصفحات محاولات لتشويه صورة آل ثاني. وقد ازدادت التوترات بين السعودية وقطر منذ وصول الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى السلطة في عام 1995، واستعادته السيطرة على الشؤون الخارجية للبلاد. وبعد إطلاق قناة الجزيرة، الممولة من قبل الحكومة القطرية، في عام 1996، توترت العلاقات بين البلدين، حيث اتهم السعوديون القناة بالتحيز ضد العائلة السعودية الحاكمة.

مهاجمة إيران

وتحتوي صفحات أخرى على “فيسبوك” مثل “FreedomIran79” و”Irantag Irantag”، على محتوى عن الشؤون المحلية الإيرانية.

ودفعت إزالة الصفحات المرتبطة بالسعودية إلى إنشاء العديد من الصفحات متنكرة في شكل صفحات داعمة للقوات العسكرية السعودية. إحدى هذه الصفحات تحمل اسم “الردع السعودي”، وتنشر محتوى عن الجيش السعودي والعائلة الحاكمة.

وخلف ستار الأزمة الخليجية في صيف 2017، نظمت لأول مرة بوضوح هجمات من حسابات إلكترونية سعودية متزامنة على أشد وجه، ضد من تعتبرهم خصوما للمملكة، قبل أن يتسع الأمر ويتحول تدريجيا إلى مساس بالحلفاء، وتدمير ممنهج للعلاقات متى دعت الحاجة.

هجمات الكتائب الإلكترونية الموجهة من السلطات السعودية، او ما يعرف إعلاميا بـ "الذباب الإلكتروني"، أصابت سهامها في مقتل، العلاقات مع دول مصنفة في دائرة الأصدقاء والحلفاء مثل السودان والمغرب والكويت، وشخصيات معروفة كالكاتب الكويتي أحمد الجار الله.

كما قال ناشطون إن الرياض تستقطب الذباب الالكتروني والهكرز من أجل اختراق حسابات المعارضين السعوديين في الداخل والخارج والتجسس عليهم.

وأصبحت السعودية آلة قرصنة متطورة، قادرة على استهداف المعارضين باستخدام برامج التجسس باهظة الثمن.

ويرى المراقبون ان السعودية تقوم بحملات على مواقع التواصل الاجتماعي ضد البلدان التي لا تتفق مع سياساتها، وتشارك هذه الحسابات المضللة في ترويج محتوى انتقادي للدول المجاورة وتشكك في مصداقية وسائل اعلام هذه الدول.

لكن ادارة فيسبوك كشفت هذه المؤامرة واغلقت الحسابات المضللة ونوهت إلى أنها تعمل بدأب على كشف هكذا أنشطة عبر شبكاتها للتواصل الاجتماعي وإيقافها؛ لأنها لا ترتضي استغلال خدماتها للتلاعب بمستخدميها، مشددة على أنها تقوم بإزالة الحسابات والمجموعات المضللة بناء على سلوك القائمين عليها، الذين استخدموا حسابات مزيفة للتمويه بالتنسيق مع بعضهم البعض، وليس بناء على تقييم المحتوى الذي روجوه.