زمن تسويق السياسات الأميركية في لبنان ولّى

زمن تسويق السياسات الأميركية في لبنان ولّى
الإثنين ١٩ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٢:٤١ بتوقيت غرينتش

لا يختلف إثنان أن حرب تموز 2006 وما أسفر عنها من تداعيات غيّر مجرى التاريخ وأعاد كتابته من جديد. وهذه حقيقة لا ينكرها إلا مكابر لا ينظر إلى الأمور بعين الإنصاف.

العالم ـ لبنان

ثم جاء ما سمي بالربيع العربي، ظاهره كان إطلاق حرية الشعوب من نظم مستبدة، وباطنه إثارة الفتن والنعرات الطائفية والمذهبية وتفتيت الدول لتسهل السيطرة على مقدرات الشعوب وثرواتها، وقبل ذلك لضرب من استطاع أن يكسر شوكة العدو الإسرائيلي في لبنان ويخرجه ذليلا منه.

لكن انتصار المقاومة ومحورها في التصدي لما كان يُبيّت للأمة ولا يزال، وفشل المحور المعادي المتمثل بالولايات المتحدة وحلفائها في تحقيق ما خطط له، دفعه إلى زيادة الحظر الاقتصادي والتضييق فيه أكثر، ليس على من يناصبهم العداء من دول وأحزاب تناهضه فحسب، إنما على أفراد وشركات ومؤسسات بذريعة أنهم قريبون من المقاومة ومحورها، وأنهم يمدون لها يد المساعدة متى استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

ولذلك يعلن رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين ردا على ما تقوم به الإدارة الأميركية من حظر وتهديد واستهداف وضغط لتسويق سياساتها وفرض أولوياتها على المنطقة ولبنان أن هذا لن يغير في الواقع شيئا، ولن تعود إلى لبنان لتكون لها الكلمة الفصل. فهذا زمن ولّى.

وفي هذا الموضوع كتبت جريدة 'الأخبار' اللبنانية أنّ الإدارة الأميركية 'لن تكتفي بتصعيد عقوباتها ضد حزب الله وشخصيات شيعية، بل يُحكى منذ أشهر عن الانتقال إلى مرحلة جديدة ستطال قوى وشخصيات مسيحية تدور في فلك حزب الله وسوريا. الكلام الجديد في هذه النقطة هو أن اللوبي الضاغط أميركياً بدأ يأخذ موقعه في عقل الإدارة الأميركية وقلبها، ويستفيد من توقيت محلي داخلي يتعلق بالانتخابات الأميركية وخارجي يتعلق بالاشتباك بين واشنطن وإيران والضغط الإسرائيلي المتزايد على حزب الله وحلفائه في لبنان'.

وكشفت 'الأخبار' أن الإدارة الأميركية طلبت من رئيس الحكومة اللبنانية خلال زيارته لواشنطن أن 'الإدارة الأميركية قدمت طلبات من حكومة الحريري كي تنفذها في لبنان.. فهي تعتبر أن لها عدواً كبيراً في لبنان اسمه حزب الله وتعمل على محاصرته بالعقوبات'، لذا 'تريد من الحكومة اللبنانية المساعدة على محاصرة حزب الله عملياً عبر عدم تنسيق أي وزارة داخل الحكومة مع وزارة الصحة وعدم صرف أي مبلغ إضافي لوزارة الصحة التي يتولاها حزب الله'.

واما 'الديار' فقالت أن 'واشنطن طلبت من حكومة الحريري تنفيذ البند العاشر من القرار 1701 الذي تم اتخاذه بعد حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله، والذي يقول بالتزام وقف النار والهدوء على الحدود، وإلزام حزب الله به، لأن إعلان حزب الله أنه سيدخل الحرب في حال حصلت، مخالف لهذا البند وعلى الحكومة اللبنانية أن تلزمه باتفاق 1701، لكن إذا قام حزب الله بقصف إسرائيل فلن تستطيع الإدارة الأميركية وضع ضوابط للرد الإسرائيلي الذي سيكون عنيفاً جداً.. وقد يعيد اقتصاده إلى الوراء وتضرب الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان'.

فهل تنجح الولايات المتحدة الأميركية في تحركها هذا لتحقيق مسعاها، أم تخيب في نيل مبتغاها كعادتها، بعد أن تقهقر دورها وتراجع بفعل قوة محور المقاومة والممانعة وتصاعده في المنطقة، بدءا من لبنان وفلسطين ومرورا بسوريا والعراق وليس انتهاء باليمن؟