من مثلُ زينِ العابدين سماحةً

من مثلُ زينِ العابدين سماحةً
الجمعة ١٣ سبتمبر ٢٠١٩ - ١٠:٤٨ بتوقيت غرينتش


_______

قصيدة في ذكرى استشهاد الامام علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام . وهي تستعرض “محنة الإمام السجاد (عليه السلام) اثناء واقعة الطف عام 61 هجري ومرحلة السبي التي تلتها”:

أبكتْ عُيونَ المؤمنينَ مصائبُـهْ
ذُخْـرُ الإمامةِ فالطفوفُ عجائبُـهْ

شبلُ الحسينِ طريحُ سُقْـمٍ قد بَرى
جسماً هزيلاً ليسَ يُخشى جـانِبُـهْ

فهو الوريثُ أمانةً تهدي الورى
هذا قضاءُ اللهِ وهـوَ مُـواظِـبُـهْ

وثٌمـالةُ المستَشهِدينَ بكربلا
وأبُـو الرزايا لا تُـعَدُّ نوائِبُـهْ

فبهِ أدامَ اللهُ سِلسلةَ الهُدى
مِن آلِ أحمدَ فالسُّيوفُ تُجانِبُهْ

ما شاءَ ربُّ العالمينَ لَكائِنٌ
ماحي الطغاةِ وخابَ ثُمَّ مُغـاضِبُهْ

يا ويلَ من عادى صِراطَ مُحمدٍ
ومضى يُقَتِّـلُ في بنيهِ يُحارِبُهْ

واحرَّ قلبِ إمامِنا زينِ الورى
حاميِ الشريعةِ فالجيوشُ تطالِـبُهْ

مرضٌ أطاحَ بهِ وثمّةَ ناظرٌ
عينُ الحسينِ بكربلاءَ تُراقِبُـهْ

يَحنُو عليه من العُتـاةِ ضوارياً
وعلى العقيلةِ والرمّاحُ تُشاغِبُـهْ

صلى عليهِ اللهُ وارثَ نهضةٍ
وأبُو الفصاحةِ يومَ ذلَّ مُناصِبُه

خافَ الدّعـيُّ خِطابَهُ متهكِّماً
وغدا سِبابَ الخلقِ ليس يجاوِبُهْ

حاشاهُ قدراً أنْ يكونَ رهينةً
لكنَّ من ركِبَ الخلافةَ غاصِبُهْ

وهو الأمامُ أبو الأئمةِ بعدما
في يومِ عاشوراء شُـلَّ مُقـارِبُهْ

تركَ الحسينَ أباهُ وهو مضرَّجٌ
جنبَ الفرات فكربلاءُ مَآوِبُـهْ

سارُوا وركبُ السبيِ يُرهِقُ أمرَهمْ
وإمامُـنا صبـرٌ تُضاءُ غياهِبُـهْ

وبكلِّ أرضٍ حـلَّ فيها ركـبُهـمْ
شِيدَتْ مقاماتٌ تَضيءُ مَضاربُـهْ

فَعَلى علـيِّ بنِ الحُسينِ مَدامِعي
ومنـازِلُ القرآنِ هُـنَّ نوادِبُـهْ

مَنْ مـثلُ زينِ العابدينَ سماحةً
وهُوَ الذي يَأوي إليهِ مُحارِبُـهْ

لمّا أشاعَ الناقِمونَ بـِ “حَـرَّةٍ ”
قتـلاً مُرِيعاً والدمـاءُ مشـارِبُهْ

واستُعبِدَ الأنصارُ أتباعُ الهُدى
وهُموُ حمى الدينِ الحنيفِ أطايِبُهْ

أحبابُ طه والبتولِ وحيدرٍ
أعوانُ زينِ العابدينِ مَواهِبُـهْ

شُغِـفَ الأنامُ بزُهـدِهِ وعُلـومهِ
ووجاهةُ الأبرارِ وهي جواذِبُهْ

فهو ابنُ مكةَ والمدينةِ طاهرٌ
وسراجُ عِلْمِ اللهِ كُثْـرٌ طالِبُـهْ

نَجلُ النبيِّ وخيرُهُ بنقائِهِ
زينُ العِبـادِ ومَن تشُـعُّ مناقِبُـهْ

تَعساً لِطاغٍ غالَـهُ بخيانةٍ
حَسَـداً لأنَّ المكرُماتِ تُـصاحِبُـهْ

عَـلَمُ الهِدايةِ بالبقيعِ مزارُهُ
في مرقَـدِ الأطهارِ ثَمَّ كواكِبُـهْ

____

بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي