خلافات الأحزاب المسيحية في لبنان إلى تصاعد

خلافات الأحزاب المسيحية في لبنان إلى تصاعد
الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٩ - ١٠:٠٧ بتوقيت غرينتش

مازالت شخصية "بشير الجميل" الذي اغتيل في 14 أيلول 1982 بعد أقل من شهر من انتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانيّة تحت حراب الاحتلال الإسرائيلي، مازالت عرضة لانقسام الرأي بين اللبنانيين إلى اليوم.

العالم - لبنان

لكن هذا العام وبعد 37 عاماً على اغتياله، يعود بشير الجميل إلى المشهد اللبناني من باب آخر، إذ بات نقطة خلاف أساسيّة، ليس بين المسلمين والمسيحيين فحسب، إنما أيضا بين المسيحيين أنفسهم.
فقد شكّل الاحتفال بذكرى اغتياله مناسبة جديدة لترسيخ الانقسام في الصف المسيحي بعد احتدام السجال بين حزبي "القوات اللبنانية" برئاسة سمير جعجع و"الكتائب اللبنانية" برئاسة النائب سامي الجميل على خلفية المواقف التي أطلقها الأخير خلال الاحتفال واستدعت ردودا عنيفة من وزراء ونواب "القوات".
ويأتي الخلاف المتجدد بين الطرفين ليضاف إلى سلسلة الخلافات بين الأحزاب المسيحية التي يدّعي كل منها اعتبار نفسه "وريث بشير الجميل"، وباتت كل محاولة تقارب بينهم مشروعاً "عجائبياً" سرعان ما يسقط بعد وقت قصير من إبصاره النور، والأمثلة كثيرة ومنها الانقسام بين القوات والكتائب، واتفاق "معراب" الذي تم بين "القوات" و"التيار الوطني الحر" برئاسة وزير الخارجية جبران باسيل.
مصادر مسيحية تستهجن الحالة التي وصلت إليها العلاقات بين الأحزاب المسيحية، فبدل أن يكونوا السباقين في التلاقي تراهم السباقين في الخصام وافتعال المشاكل والسجالات، لافتة إلى أن المرجعية المسيحية الأولى -بكركي، برئاسة الكاردنال بشارة الراعي، لا تقوم بأي مبادرات حاليا لجمع الفرقاء من منطلق أنهم لا يظهرون أي نوايا إيجابية في هذا المجال، وكأنّ كلا منهم يجد مصلحته بتعميق الخلاف مع الآخر سواء لأن ذلك يحقق له مزيداً من الشعبية أو لأن القادة المسيحيين بدأوا معركتهم لرئاسة الجمهورية باكرا جدا، وكلهم يعتبرون أنفسهم مرشحين للرئاسة ويرون في الآخرين منافسين شرسين لهم يسعون لإقصائهم وتحطيمهم قبل سنوات من موعد الاستحقاق.
إذًا نحن على موعد مع مسلسل طويل من السجالات والخلافات المسيحية - المسيحية حتى موعد الانتخابات الرئاسية في العام 2022، فمن يكون بين القيادات المسيحية المارونية صاحب النفس الأطول والسياسات الأجدى بإيصاله إلى قصر بعبدا؟ وكيف تنعكس هذه الخلافات على مشهد التحالفات على الصعيد الوطني خاصة أن كلمة باقي الفرقاء كما الخارج هي الحاسمة دائما في الكباش الرئاسي!