وكتب آساف غيبور تقريرا مطولا في صحيفة مكور ريشون يوضح القراءة الإسرائيلية التي ترى أن السعودية "باتت تخشى من تراجعها أمام الصراع مع إيران، فيما تخشى كل من مصر والأردن على مصير صفقة القرن التي قد تنقذهما من المستنقع الاقتصادي الذي تورطا فيه".
وأوضح الكاتب الإسرائيلي أن "القادة السعوديين قلقون وهم يواصلون مواجهة التهديد الإيراني، أن يواجه حلفائهم في واشنطن وتل أبيب، سيناريو الإطاحة بهما، بسبب الأزمات السياسية والدستورية التي يواجهانها ببلديهما، بالتالي فقد يضطر السعوديون في هذه الحالة للبحث في خيارات جديدة من شأنها أن تعمل على إبعاد صفقة القرن عن الطاولة، وربما تعيد من جديد الحوار العالمي مع إيران".
وقال غيبور، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، إن "على الصعيد السياسي، فإن إسرائيل ترى أن صفقة القرن تعتبر بشرى سارة لابن سلمان، لكن التهديد الإيراني على السعودية من خلال الحوثيين، الذي وصل أخيرا إلى استهداف منشآت أرامكو النفطية في قلب المملكة، زاد من الحاجة السعودية للتدخل الأمريكي، والتحالف مع إسرائيل، الذي يعتبر ميزة اقتصادية وعسكرية في الشرق الأوسط".
وأشار إلى أن "الأوساط الإسرائيلية تبحث في أطرها الرسمية رؤيتها لتطورات المنطقة العربية خلال العام اليهودي الجديد، في ظل ما عاشته من أوضاع مقلقة، وغياب إجابات عن أسئلة حول المستقبل السياسي لبنيامين نتنياهو ودونالد ترامب".
وتابع قائلا: "انقضاء السنة اليهودية تم وسط زيادة المخاوف من التهديد الإيراني، فيما اكتسب التحالف المعادي لها في المنطقة قوة إضافية، فالرئيس الأمريكي ترامب عمل من خلال تقديم جملة جزرات ضد التهديد الإيراني وسط مؤازرة كاملة من رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو".
وأكد أن "السعودية وحلفاءها من دول الخليج الفارسي ، ومعهما مصر والأردن، زادت علاقاتها بالأمريكان والإسرائيليين لوقف إيران في المنطقة".
ولفت إلى أنه "على الصعيد الفلسطيني، فقد توقع المجتمع الدولي أن تعلن واشنطن عن صفقة القرن، لكن انتخابات نيسان/أبريل الماضي في إسرائيل أعاقت إعلانها، وقد تأمل ترامب أن يجتاز صديقه نتنياهو هذه الانتخابات، ويحصل على أربع سنوات تبدو كافية لتطبيق الصفقة بكامل بنودها".
واستدرك بالقول إن الأزمة السياسية والحزبية التي تعيشها إسرائيل منذ ذلك الوقت دفعتها لخوض جولة انتخابية جديدة في أيلول/سبتمبر، اضطرت الأمريكان لإرجاء نشر تفاصيل الصفقة، وهو ما رافقه خيبة أمل لدى الرجل الأول في البيت الأبيض".
وأضاف "في الوقت الذي يعاني فيه ترامب ونتنياهو من مشاكل في الداخلين الأمريكي والإسرائيلي، فإن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لديه جملة مشاريع كبيرة وضخمة، خاصة "نيوم" غرب المملكة بقيمة نصف تريليون دولار، وكفيلة بالبحث عن بديل اعتماد البلاد الكامل على النفط".
وختم بالقول أن "كل هذا التشريح لتطورات المنطقة من وجهة النظر الإسرائيلية، يؤكد أن التحديات الجديدة للعام القادم وفق التقويم اليهودي تتطلب زيادة التنسيق الأمريكي الإسرائيلي لمواجهتها، والتعامل معها، والتصدي لها".